الخريطة الرمضانية للدراما السورية … حضور كوميدي خجول وعودة للمسلسلات الفانتازية
| وائل العدس
رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها سورية بسبب الحرب الإرهابية منذ 11 عاماً، إلا أن العجلة الدرامية لم تتوقف يوماً، بل زادتها الأزمة قوةً وكبرياء، لتثبت نفسها بأنها جاهزة دوماً للمنافسة على مختلف الدرامات العربية حتى وإن تفوقت عليها بالإمكانيات المادية، وخاصة أن الإمكانيات البشرية والمواهب الفنية تميل لمصلحة الدراما السورية التي اعتادت تخريج عدد كبير من نجوم التمثيل والتصوير والإنتاج والإخراج والتأليف والإضاءة كل عام.
وفي هذه الأثناء، يدرك صنّاع الدراما بمختلف تسمياتهم، أهمية الارتقاء بهذه الصناعة الثقيلة للوصول إلى فضاءات أوسع، محاولين تجاوز جملة من الصعوبات التي تعاني منها صناعة الدراما في سورية ومنها الرقابة العشوائية وارتفاع تكاليف الإنتاج الدرامي ومحدودية الأقنية التلفزيونية الوطنية وأماكن البث وهجرة الكوادر الفنية الخبيرة إلى خارج القطر، مع محاولة الدراما العربية المشتركة سحب الممثل السوري إلى الخارج وحرمان شركات الإنتاج السورية من الاستفادة من خبراته.
ويبدو أن الدراما السورية قد بدأت باسترجاع مكانتها، حيث تعرضت الأعمال خلال سنوات الحرب وخاصة المصوّرة في الداخل لحرب وحصار منعاً من تخطي الحدود، لكننا نشهد اليوم نهضة درامية حقيقية وانتصاراً فنياً لا يحققه إلا الأقوياء.
وسط كل هذه الظروف والصعوبات، نجد عشرين مسلسلاً سورياً متاحاً للعرض خلال شهر رمضان المبارك، منها 11 مسلسلاً اجتماعياً، وستة مسلسلات شامية، ومسلسلان كوميديان، ومسلسل فنتازي واحد.
كل ذلك يعني أن الدراما السورية ستفرض سيطرتها على الشاشات المحلية والعربية «من المحيط إلى الخليج» خلال شهر الخير، لأنها باتت حاجة ملحة ومطلوبة على المائدة الرمضانية، ولا غنى للمشاهد العربي عنها مهما اختلفت الظروف.
المسلسلات الاجتماعية هي: «مال القبان، صبايا فليكس، كانون، خريف عُمر، الزند ذئب العاصي، مقابلة مع السيد آدم2، الكرزون، مشاعر، ألم مستمر، دوار شمالي، كسر عضم2».
أما مسلسلات البيئة الشامية فهي: «باب الحارة 13، حارة القبة 3، زقاق الجن، العربجي، مربى العز، حواري الخير».
وفي الحلقة الأولى من الخريطة الرمضانية للدراما السورية سنتحدث عن العملين الكوميديين «قرار وزير» و«ضيف على غفلة»، إضافة إلى المسلسل الفنتازي الوحيد «ذئاب الليل»، وإلى التفاصيل:
المسلسلات الكوميدية
لا يختلف اثنان أن الدراما السورية متمرسة تماماً في صناعة المسلسلات الكوميدية التي قلت خلال السنوات الأخيرة، وانخفضت وتيرتها على مستوى الكم والنوع، لذا فإن الموسم الرمضاني الحالي اكتفى بمسلسلين كوميديين فقط في تراجع واضح وصريح.
كثيرة هي المسلسلات الكوميدية التي كانت بوابة درامانا المحلية للمشاهد العربي، نذكر منها «صح النوم، حمام الهنا، مقالب غوار، البناء22، عيلة خمس نجوم، جميل وهناء، بقعة ضوء، بطل من هذا الزمان، عودة غوار، ضيعة ضايعة، دنيا، عائلتي وأنا، قانون ولكان، يوميات مدير عام، الوزير وسعادة حرمه، جوز الست» وغيرها الكثير.
أول المسلسلات الكوميدية هو «قرار وزير»، تأليف وإخراج طارق سواح، وبطولة جرجس جبارة وسوسن ميخائيل وباسل خليل وسعد مينه وغادة بشور وحسام الشاه ورغدء هاشم وريم زينو ويامن سليمان ومحمد قنوع وباسل حيدر وجمال العلي وغسان عزب وريم عبد العزيز وهلا يماني ومحمد خاوندي وحسين عباس وعهد ديب وأحمد رافع وعلي كريم وفاضل وفائي.
في إطار درامي كوميدي، يتم تعيين محامي سابق في منصب وزير، ويفاجأ بعد فترة قصيرة من توليه العمل بصدور قرار غريب يفاجئ الجميع وتتصاعد الأحداث.
أما ثاني هذا النوع من المسلسلات فهو «ضيف على غفلة»، تأليف نسرين حيلوني وإخراج عمار تميم، وبطولة وائل زيدان وليلى سمور وأمانة والي ونادين قدور وسحر فوزي وميرنا شلفون ووفاء موصللي وجمال العلي وعبير شمس الدين وأندريه سكاف وليث مفتي وعهد ديب وصباح بركات وربى المأمون ونور وزير وعاطف حوشان وغادة بشور وسوسن ميخائيل ويزن السيد وعاصم حواط ومازن عباس وعلا باشا ونور شمص.
من مطبخ «هنية» التي تقوم بالطبخ لطلبات خاصة، ينطلق العمل الذي يضم العديد من الأحداث الشائقة ضمن منزل يقوم صاحبه بتأجير الغرف لبعض النزلاء.
الدراما الفانتازية
من يتذكر العصر الذهبي للدراما السورية يعرف تماماً الشعبية التي وصلت إليها الدراما الفانتازية، مع عرابيها المخرج نجدة أنزور والكاتب هاني السعدي اللذين صنعا أهم تلك الأعمال خلال تلك الحقبة، منها «الجوارح، الكواسر، البواسل، آخر الفرسان، الموت القادم إلى الشرق».
خلال هذه العام، يعود هذا النوع من الدراما عبر مسلسل «ذئاب الليل (فرسان الظلام سابقاً) وهو من تأليف هاني السعدي وإخراج سامي الجنادي، وبطولة سلوم حداد ومهيار خضور ونادين خوري وهناء نصور ورشا إبراهيم ورنا جمول وزيناتي قدسية ولجين إسماعيل وروعة السعدي وهلا سعيد وغسان عزب وباسل حيدر ومحمود خليلي وربى السعدي.
وتدور أحداث العمل في زمان ومكان غير محددين حول مجموعة من قصص الحب التي تحدث في مدينة محاصرة بالشر والطمع، وفي النهاية يحدد مصير كل العشاق بها.