أحد عشر عاماً مر على أشرس وأقذر حرب شنها طغاة العالم من كل حدب وصوب على سورية، للإطاحة بدولتها ونظامها، وإنهاء دورها، وتقسيمها، وجر المفتت منها إلى بيت الطاعة الأميركي.
هي سورية، معجزة الدهر، وعبق التاريخ الدائم، وأسطورة الصمود، والعنفوان والكرامة.
هي حكاية الأجيال، وأيقونة المقاومين التي كانت المثل والمثال لشعوب العالم الحرة في كيفية المقاومة، والصمود، وعدم الاستسلام والركوع، وإن تكالبت عليها قوى الشر والظلام من كل مكان.
عرين الأسود سورية، وقلب أمتها وضميرها ووجدانها، ما طأطأت رأسها يوماً لغازٍ أو محتل، وما ركعت لمعتد أو قرصان، وما عرفت الخنوع أو الخضوع.
ما كانت سورية إلا للزمان صورة وآية، وفي جبين الدهر، أنشودة وراية، هي الحقيقة والإرث، والخلود، هي موئل عشاق الفجر، وحكايات القرون الخوالي، هي سورية، من تحت الركام تحيا من جديد، لا تلين ولا تستكين، لا تساوم، ولا تهادن حتى النفس الأخير.
أي سر يا سورية هو سرك، وأي سحر هو سحرك! رحلت عنك كل قوى الشر وبقيت أنت، وبقيت أصالتك وبقي عنفوانك وعطر ياسمينك يفوح في أرجائك.
سورية.. منك يأخذ الأحرار العبر، والعنفوان الصمود، تعب العالم ولم تتعبي، يئست منك قوى الشر، ولم تيئس، فكانت الزبد الذي تناثر على صخورك المنيعة.
هي سورية! حكاية وسجل الأزمنة وأجيالها، مبعث الخلود وإرث الجدود.
بعد أحد عشر عاماً، من حرب الطغاة عليك، ورغم أن جرحك كان بليغاً، وعميقاً جداً، فإنه لم يصبك مقتلاً، لأنك أكبر من الجراح، والقتلة، والطغاة، وكل المعتدين.
سيلتئم جرحك سورية الذي هو جرحنا، وإن تمادى قراصنة العصر وطغيانهم ضدك، فأنت تستحقين الحياة.
قدر سورية أن تبقى وستبقى، رافعة راياتها مرددة نشيدها، وحصنا منيعا لأمتها، وفية لتاريخها ودماء شهدائها.