بوتين زار شبه جزيرة القرم في الذكرى التاسعة لانضمامها لروسيا … الرئيس الصيني يبدأ غداً زيارة رسمية لروسيا لترسيخ الشراكة الإستراتيجية
| وكالات
في الذكرى التاسعة لعودتها للأراضي الروسية وتزامناً مع ارتفاع وتيرة الحرب التي يقودها الغرب ضد بلاده، زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، شبه جزيرة القرم.
ونشرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الرئيس الروسي، يجول مع وفود سياسية ودينية في مدينة سيفاستوبول، وحسب وسائل الإعلام الروسية حضر بوتين افتتاح مدرسة الفنون ومركز الأطفال «كورسون» بالقرب من خيرسونيس تافريتشسكي.
وكانت شبه جزيرة القرم قد عادت إلى روسيا، بعد تصويت الأغلبية الساحقة من سكانها لمصلحة هذه الخطوة في الاستفتاء الشعبي الذي نظم في آذار 2014، وذلك على خلفية إسقاط حكومة يانوكوفيتش واندلاع صراع مسلح في جنوب شرق أوكرانيا بين حكومة كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد.
وبناء على هذا الضم فرضت دول أوروبية عقوبات على روسيا، على الرغم من تأكيد موسكو أن إعادة انضمام القرم إلى الدولة الروسية جاءت بالتوافق الكامل مع القانون الدولي.
بوتين وقع أمس قانوناً بتشديد العقوبة على من يتعمد تشويه سمعة المشاركين في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، ونشر موقع الكرملين أمس نص الوثيقة القانونية على البوابة الإلكترونية الرسمية للمعلومات القانونية، التي تفرض عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً، وغرامات مالية تصل إلى 5 ملايين روبل، وذلك لتشويه سمعة المشاركين في العملية العسكرية الخاصة، بغض النظر عن رتبهم، وكذلك لنشر أخبار مزيفة حولهم.
بالتوازي، يبدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ غداً الإثنين، زيارة رسمية إلى روسيا، حيث سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في زيارة دولة هي الأولى لروسيا منذ نحو أربع سنوات.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان لها أول أمس: «بدعوة من رئيس الاتحاد الروسي، يقوم الرئيس شي جين بينغ بزيارة دولة لروسيا بين 20 و22 آذار».
واعتبرت الخارجية الصينية الزيارة أنها «زيارة من أجل السلام» وتهدف إلى «ممارسة التعددية الحقيقية وتحسين الحوكمة العالمية والإسهام في التنمية والتقدم في العالم».
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وين بين، أن شي جين بينغ «سيُجري تبادلاً معمّقاً لوجهات النظر مع الرئيس بوتين بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية الرئيسة ذات الاهتمام المشترك»، وأضاف: «حالياً تتطور بسرعة تغيرات لم نشهدها خلال قرن، ودخل العالم فترة جديدة من الاضطراب»، وتابع أن «الصين ستتمسك بموقفها الموضوعي والعادل من الأزمة الأوكرانية، وستلعب دوراً بنّاءً في تعزيز محادثات السلام»، وخلال هذه الزيارة، سيبحث الرئيسان ترسيخ الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي بين روسيا والصين.
صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية اعتبرت أن مستوى العلاقات بين البلدين لا يسمح بضغط وتدخل دولة ثالثة، مشيرة إلى أن زيارة الرئيس شي من شأنها تعزيز الثقة الإستراتيجية بين الدولتين.
وكتبت الصحيفة الصينية أمس «في السنوات الأخيرة، شاع استخدام اللغة العامة التالية لوصف العلاقات الصينية-الروسية: رفض المواجهة، ورفض استهداف أي طرف ثالث. والآن يمكن إضافة مبدأ آخر إلى هذا: العلاقات الروسية-الصينية لا تتسامح مع تدخل أو ضغط من أطراف ثالثة».
وقالت الصحيفة: إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى روسيا «ستعزز الثقة الإستراتيجية المتبادلة والتعاون المتبادل المنفعة بين الصين وروسيا، وتعود بالفائدة على البلدين وشعبيهما، وتعطي المزيد من الثقة للمجتمع الدولي في مواجهة مخاطر متعددة».