قضايا وآراء

تعاون حماس وحزب الله.. الرواية غربية دوماً!

| معتز خليل

خلال الأيام الماضية امتلأ العديد من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية بالكثير من التعليقات والمناقشات بشأن الحدث الأمني الخطير في الشمال الإسرائيلي والقادم من لبنان.

ومع الغموض الذي سيطر على جميع الدوائر في التعاطي مع هذه القضية، خرج علينا المحلل الأمني لـ«القناة ١٢» الإسرائيلية نير دفوري ليعترف نصاً «بتسلل شخص من الحدود اللبنانية ووضع عبوة ناسفة نوعية في مفترق مجدو»، وأضاف: «إن هذا الشخص تم تأهيله وتدريبه جيدًا لهذه المهمة»، مشيراً إلى أن اختيار هذا المكان ليس مصادفة، والعبوة التي وضعها هذا المقاتل وتم تفجيرها بعد ذلك، تم إعدادها بشكل محترف، وصنعت على يد حزب الله في لبنان».

إن ما قاله دفوري يطرح قضية في منتهى الدقة تتمثل في مصداقية الرواية الغربية والإسرائيلية، وهي الرواية التي يستمع إليها العالم بل ينشرها عبر مختلف منصاته الإخبارية والمعلوماتية المختلفة، ويساعد على ذلك بعض من العوامل أبرزها:

1- عدم وجود رد عربي صحفي أو إعلامي سريع على هذه الروايات في النهاية.

2- إيمان الدوائر الإعلامية الغربية من أن ما تقوله إسرائيل هو الرواية الصحيحة، وخاصة أن الرواية الإسرائيلية في كثير من الأحيان تكون وحدها المصدر للمعلومة.

3- وجود اتفاق ضمني وتعاون صحفي بين الكثير من الصحف ووسائل الإعلام العالمية من جهة والكثير من الصحف والمنصات الإخبارية الإسرائيلية من جهة أخرى، وهو ما يجعل دوما الرواية الإسرائيلية هي الصحيحة من وجهة نظرهم.

والحاصل، فإن هناك بعضاً من الحقائق الأساسية التي يجب الإشارة إليها في هذا الإطار وهي:

1- إن الجهة العربية المقاومة التي قامت بإرسال أحد مقاتليها إلى العمق الإسرائيلي، إن صحت هذه الرواية، يمكن أن تكون قد قامت بهذه الخطوة لإرباك إسرائيل.

• يتعمق هذا الهدف مع نجاح هذه الجهة في إصابة إسرائيل بالتخبط، وخاصة أن ما حصل أثار جدالاً واسعاً في دولة الاحتلال، ودفعها مثلاً إلى مطالبة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بالعودة إلى إسرائيل في أسرع وقت وإلغاء زيارته إلى برلين أو لندن التي يزورها الآن.

• يحقق صمت الجهة التي قامت بهذه العملية، إن صحت هذه الرواية، نصراً إستراتيجياً لها، وهو ما يجعل صمتها واجباً، بل فرضاً على الصعيد الرسمي.

• إن النجاح الإستراتيجي لهذه العملية يفترض أيضاً أن تنقله الصحافة المقربة من المقاومة، وتشرح للجمهور والمتابعين ما الذي جرى والرد على ما قالته إسرائيل، وخاصة أن غياب الرواية العربية دوماً يدفع الباحث أو الصحفي أو المواطن الغربي، لتلقي الرواية الإسرائيلية باعتبارها تمثل حقيقة دامغة رغم أن التاريخ ذاته يكشف غير ذلك كثيراً.

اللافت أن الأمر لا يتوقف فقط عند الدوائر الصحفية، بل الأكاديمية أيضاً، وعندما يطالع الكثير من الطلاب الغربيين المكتبات والدوائر العلمية في لندن أو برلين أو الولايات المتحدة، سيجد أن للمرجع الإسرائيلي دوماً الأولوية العلمية، صحيح أن هناك مراجع عربية محترمة وعلى قدر من الرصانة والدقة، إلا أن المرجع الإسرائيلي دوماً تكون له الأفضلية بصورة لافتة، وفي بعض الأحيان استفزازية.

عموماً فإن أهمية وجود رواية عربية تشرح ما حصل، تنبع من غيرة الكثير من الصحفيين والباحثين على الحقيقة، وسعيهم دوماً لمواجهة ما تكتبه المنصات الإسرائيلية والغربية عبر مواقعها، وهو ما يزيد دوماً من سخونة هذه القضية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن