ثقافة وفن

معرض تشكيلي في صالة الشعب بمناسبة عيد الأم … أبو الشامات لـ«الوطن» المرأة هي أساس بناء الإنسان الناجح والفعال في المجتمع

| مصعب أيوب

المرأة جزء جوهري في المجتمع وأحد أهم مفاصل العلاقات الناجحة ولاسيما من خلال مساهمتها في تطوير المجتمعات وتنميتها بارتباطها الوثيق بالعلم والمعرفة وكذلك بسبب دورها العظيم والنبيل في تنشئة أسرة مترابطة متحابة فيما بينها. وبمناسبة يوم المرأة العالمي وعيد الأم أقامت جمعية شموع السلام برعاية اتحاد الفنانين التشكيليين معرضاً فنياً في صالة الشعب في دمشق.

اللبنة الأولى للنجاح

رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين عرفان أبو الشامات في تصريح خاص لـ«الوطن» أشار إلى أهمية تخليد ذكرى المرأة لما لذلك من إبراز لأهميتها على اختلاف الجوانب التي تعمل فيها سواء في البيت أم الحقل أو المجتمعات العلمية والثقافية، فهي مسؤولة عن بناء الإنسان الناجح والفعال في المجتمع وعن توجيهه نحو الصواب، إضافة إلى أنها تقدم الأجيال الصاعدة للوطن ولاسيما بعد وصولها للمراتب العليا في التعليم والمهن.

ونوه بضرورة تسليط الضوء على المرأة في كل المفاصل سواء الثقافية أم العائلية أو المجتمعية وغيرها راجياً لها المزيد من التميز والارتقاء، لأنها أكدت على دورها المهم في الصمود والوقوف جنباً إلى جنب مع الرجل في مواجهة الأزمات بكل جدارة.

منصة للفن

رئيسة جمعية شموع السلام لينا رزق شاركت بثلاث لوحات، وأوضحت لـ«الوطن» أن التعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين قديم ومستمر وواجب علينا أن نصل بالفن إلى الجميع ويأخذ الفنان فرصته ليثبت نفسه، كذلك فإن المعارض نوع من التواصل بين الفنانين على وجه العموم ما يسهم في تبادل الخبرات والثقافات.

وقالت رزق: «المعرض الفني يعد منصة لاستضافة الفن والتصاميم والعروض المختلفة ولسبر أغوار الجمال الملموس وغير الملموس ليس بغية عرض الإنتاجات الثقافية فحسب وإنما للتشجيع على الإبداع ورعايته وتبنيه وإيصال رسالة من خلاله للجمهور».

وأشارت إلى أن لوحاتها المعروضة تعبر عن معاناة المرأة وعظم المهام الملقاة على عاتقها، ففي إحدى اللوحات تصوير لجسم المرأة على أنها جذوع أشجار متمايلة في حركات متنوعة لتجنب التقليدية والثمار والخيرات تكسوها في إشارة إلى أنها مصدر العطاء.

الأم على بساطتها

عضو جمعية شموع السلام نسرين حماد أعربت عن سعادتها في المعرض الذي يعد تحية إجلال للأم وتقديراً لجهودها وتضحياتها، فهي التي ربّت وعلّمت وأعدت الطعام ونظّفت ودرست وتخرجت، وكانت عنصراً صاحب بصمة في المجتمع الذي يناشد كل أبنائه للوقوف جنباً إلى جنب مع بعضهم بعضاً للنهوض به، وتعمدت تسليط الضوء على الأم الريفية التي تملك الطاقة الجبارة للعطاء مهما تقدمت في السن كذلك تستطيع الابتسام رغم ثقل الحمل الملقى عليها بكل محبة وسعادة، وأضافت: إنها جسدت المرأة في لوحاتها الثلاث بأسلوب بسيط وقريب لذهن المتلقي لأن الأم بسيطة لا تتصنع ولا تتكلف تعطي ما استطاعت وتقدم ما تملك.

مشاركون

ميسون صيداوي في إحدى لوحاتها التي رسمتها بتقنية «الإكرليك» اختارت العين البشرية وأفادت أنها استلهمت فكرة اللوحة من حادثة الزلزال الأخير، ولاسيما أن الأنظار كلها اتجهت إلى سورية لترقب كل تطور وكل حدث لحظة بلحظة والعين هي من تظهر الحزن والألم، فتعمدت رسم خريطة سورية في بؤبؤ العين لتشير إلى أنها أصبحت في عيون الجميع.

وعن سيطرة اللون الأزرق والأخضر على لوحتها تقول صيداوي: إنهما رمز للعطاء والخير وعكست بذلك المساعدات التي أرسلت لسورية والدعم الذي حظيت به.

الفنان أسامة حسين أشار إلى أن المرأة هي الأساس في كل شيء ليس فقط في الرسم واللوحات، مبيناً أن المرأة أينما وجدت تعاني ولابد من الإشادة بمعاناتها هذه، وأضاف: إنه تعمد إضفاء طابع العالمية على لوحته لتمزج بين الأديان والطوائف، وبعض الرموز تبرز الأمل والمستقبل المشرق.

وكان من أهم اللوحات التي شاركت لوحة للفنانة ميرفت خوري التي جسدت فيها الركام الذي خلفه الزلزال وحالة الفوضى التي أعقبت ذلك، وقد اقتنتها السفارة اليمنية في دمشق لمصلحة ضحايا الزلزال.

كما ضم المعرض قرابة 40 لوحة في موضوعات مختلفة تنوعت بين دعم المرأة والأم وتمجيد ما تبذله وبين الطبيعة والتأملات والبحر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن