سورية

المؤتمر أعلن تقديم سبعة مليارات يورو منها 950 مليوناً كمنح لسورية والباقي منح وقروض لتركيا … سورية: نستهجن عقد «مؤتمر بروكسل لدعم متضرري الزلزال» من دون التنسيق معنا … المفوضية الأوروبية تعهدت تقديم مليار يورو لتركيا و108 ملايين يورو لسورية

| الوطن - وكالات

استهجنت سورية، أمس عقد ما يسمى «مؤتمر بروكسل للمانحين لدعم متضرري الزلزال» من دون التنسيق معها أو دعوتها للمشاركة في أعماله، على حين أعلنت السويد التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، خلال انعقاد المؤتمر تقديم سبعة مليارات يورو لمساعدة المتضررين في سورية وتركيا من الزلزال الذي ضرب المنطقة في السادس من الشهر الماضي منها 950 مليون يورو في شكل منح لسورية.

ونقلت وكالة «سانا» عن وزارة الخارجية والمغتربين قولها في بيان: «تستهجن الجمهورية العربية السورية عقد ما يسمى «مؤتمر بروكسل للمانحين لدعم متضرري الزلزال في سورية وتركيا»، من دون التنسيق مع الحكومة السورية الممثلة للبلد الذي حلت به هذه الكارثة، أو دعوتها للمشاركة في أعماله، لا بل إن القائمين على المؤتمر استبعدوا أيضاً مشاركة أبرز الفاعلين الإنسانيين الوطنيين من المنظمات غير الحكومية السورية».

وأضاف: «إن هذا النهج لمنظمي المؤتمر وتسييسهم للعمل الإنساني والتنموي قد تجلى أيضاً في مواصلتهم فرض تدابيرهم القسرية اللا شرعية واللا إنسانية واللا أخلاقية على الشعب السوري، بمن في ذلك الذين حلت عليهم الكارثة، حيث حالت هذه التدابير القسرية دون توفير مستلزمات إنقاذ ضحايا الزلزال وتأمين الدعم للمتضررين منه على النحو الأفضل، وقد أثبتت الوقائع أن الاستثناءات التي تم الترويج لها من العقوبات القسرية الأميركية والأوروبية ليست سوى إجراءات شكلية غير فعالة وذات طابع دعائي».

وأكدت الوزارة في بيانها أن القوات الأميركية الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية تواصل سرقة آلاف براميل النفط السوري، وتهريبه إلى خارج سورية من دون أن تكترث لحاجة المتضررين من الزلزال الماسة لموارد الطاقة لتشغيل مراكز الإيواء ومنظومات الإسعاف والمرافق الصحية والخدمية والنقل.

وأوضحت أن رسالة السوريين للقائمين على هذا المؤتمر والمشاركين فيه هي أن الحد الأدنى من الارتقاء بالأوضاع الإنسانية والمعيشية للمتضررين من كارثة الزلزال يستلزم أولاً وقبل كل شيء توفر الإرادة السياسية الصادقة، والرفع الفوري وغير المشروط لسياسات العقاب الجماعي المفروضة على الشعب السوري، ودعم جهود الدولة السورية ومؤسساتها الوطنية لتحقيق التعافي المبكر والانتعاش الاقتصادي، وإعادة الإعمار بما يمكن السوريين من بناء مستقبل أفضل لوطنهم.

وخلال انعقاد المؤتمر أمس، نقلت وكالة «ا ف ب» عن رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، قوله: «فخور بإعلان أننا سنرى دعماً إضافياً كبيراً، يبلغ إجمالي الالتزامات اليوم سبعة مليارات يورو».

وذكرت الوكالة أن المفوضية الأوروبية تعهدت تقديم مليار يورو لمساعدة تركيا في إعادة الإعمار، و108 ملايين يورو كمساعدات إنسانية لسورية.

ونقلت الوكالة عن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قولها خلال المؤتمر: إن «احتياجات الناجين هائلة ويجب تلبيتها على الفور»، وقدرت الأمم المتحدة تكلفة الإصلاحات العاجلة في سورية بـ14.8 مليار دولار.

وأفادت ألمانيا بأنها سترفع مساعداتها لضحايا الزلزال إلى 240 مليون يورو، في حين أعلنت فرنسا عن مساعدات إضافية بقيمة 12 مليوناً لتُضاف إلى 30 مليوناً كانت خصصتها لتركيا وسورية.

وبدأ المؤتمر بكلمات ألقتها كل من رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر، ورئيس الإدارة التركي رجب طيب أردوغان عبر الفيديو.

ويبلغ إجمالي التعهد في المؤتمر، حسب وكالة الأنباء السعودية «واس» 7 مليارات يورو، منها 6.05 مليارات يورو في شكل منح وقروض لتركيا، و950 مليون يورو في شكل منح لسورية، وتمثل المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وكذلك بنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير أكثر من 50 بالمئة من إجمالي التعهدات بالمنح، بمبلغ 3.6 مليارات يورو.

وقبيل انعقاد المؤتمر دعت منظمة الصحة العالمية، وفق ما ذكر مكتب الأمم المتحدة الإقليمي في الشرق الأوسط على موقعه الرسمي، المجتمع الدولي إلى دعم أنشطة الاستجابة الصحية المنقذة للحياة لمصلحة 4.9 ملايين شخص هم الأكثر تضرراً والأشد تأثراً من بين 8.8 ملايين شخص تضرروا في جميع مناطق سورية التي ضربها الزلزال.

ويقدر النداء العاجل لمنظمة الصحة العالمية أن التصدي للزلزال في سورية يتطلب 33.7 مليون دولار أميركي.

وحثَّ المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أحمد المنظري، المجتمعَ العالمي على التكاتف انطلاقاً من رؤية المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط «الصحة للجميع وبالجميع»، وشدَّد على أن السوريين قد تحمَّلوا، مراراً وتكراراً، أزمات وكوارث متعاقبة، وأن الزلزال الذي ضرب البلاد الشهر الماضي كان اختباراً لا نظير له لصمودهم الأسطوري؛ وهم بحاجة إلى مساعدة عاجلة للخروج من هذه الكارثة الأخيرة والتعافي منها.

وأوضحت المنظمة أن الاحتياجات الصحية العاجلة، تشمل على سبيل المثال لا الحصر، تعزيز ترصد الأمراض والتصدي لها في المناطق المتضررة من الزلزال؛ والتوفير السريع العاجل للأدوية والإمدادات والمعدات الطبية؛ ودعم التدبير العلاجي للأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي؛ ومواصلة رعاية المصابين والتوسيع السريع لنطاق خدمات التأهيل البدني؛ والارتقاء بالصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، لاسيما لكبار السن والأطفال والنساء والعاملين في الخطوط الأمامية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن