اختتما محادثاتهما في موسكو بالتأكيد على دخول العلاقات بين بلديهما عصراً جديداً … الرئيسان بوتين وشي يشددان على دعم سيادة سورية ورفض التدخل في شؤون الدول
| وكالات
أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصين شي جين بينغ دعم بلديهما سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها وعلى مساهمهتما في تعزيز عملية تسوية سياسية شاملة، ينظمها وينفذها السوريون أنفسهم وشددا على أن محاولة استبدال مبادئ القانون الدولي وقواعده المعترف بها بشكل عام أمر غير مقبول، ومعارضتهما فرض دولة واحدة لقيمهما على دول أخرى.
وفي بيان صدر في ختام لقاء القمة الذي عقده الزعيمان في العاصمة الروسية وأورده موقع«روسيا اليوم» أكد الجانبان على أن روسيا والصين تؤيدان الحفاظ على القطب الشمالي كمنطقة سلام وتعاون بناء.
وأكد البيان على دعم موسكو وبكين سيادة واستقلال ووحدة أراضي سورية وليبيا، وجاء فيه: «تدعم الأطراف سيادة واستقلال وسلامة أراضي سورية، وتسهم في تعزيز عملية تسوية سياسية شاملة، ينظمها وينفذها السوريون أنفسهم. ويدافع الطرفان عن حماية سيادة واستقلال ووحدة أراضي ليبيا، والمساهمة في تعزيز عملية تسوية سياسية شاملة، ينفذها ويقودها الليبيون أنفسهم كذلك».
وشدد البلدان في بيانهما على أن محاولة استبدال مبادئ القانون الدولي وقواعده المعترف بها بشكل عام أمر غير مقبول، وأن روسيا والصين تعارضان فرض دولة واحدة لقيمهما على دول أخرى، مؤكدين عدم وجود شيء يسمى بـ«ديمقراطية أعلى».
ودعت روسيا والصين، حلف شمال الأطلسي «ناتو» إلى احترام سيادة الدول الأخرى ومصالحها، مؤكدين على أن بكين وموسكو تعارضان التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية.
واعتبر البيان أن العلاقات الروسية- الصينية وصلت إلى أعلى مستوى في تاريخهما، وقال: «العلاقات الروسية- الصينية من الشراكة الشاملة والتفاعل الإستراتيجي، التي تدخل عهداً جديداً، بفضل الجهود المستمرة للأطراف، وصلت إلى أعلى مستوى في تاريخها وتواصل التطور تدريجياً».
وتطرق البيان إلى أن العلاقات بين روسيا والصين ناضجة ومستقرة ومكتفية ذاتياً، وصمدت في وجه الوضع الدولي المضطرب ولا تخضع لتأثير خارجي وتظهر حيوية وطاقة إيجابية، إذ إن روسيا مهتمة بصين مستقرة ومزدهرة، والصين مهتمة بروسيا قوية وناجحة.
كما شدد البيان على أن روسيا والصين ضد سياسة القوة، والتفكير في الحرب الباردة، والمواجهة بين المعسكرين (الغربي والشرقي)، مشيراً إلى المساهمة الإيجابية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في إمكانية تطوير التعاون بين منظمة معاهدة الأمن الجماعي وجمهورية الصين الشعبية لضمان السلام والاستقرار.
كما أعربت روسيا والصين عن قلقهما بشأن الوضع في شبه الجزيرة الكورية، وحثت جميع الأطراف على التحلي بالهدوء وضبط النفس وأكدتا رفضهما القاطع محاولات استيراد «الثورات الملونة» والتدخل الخارجي في شؤون آسيا الوسطى.
وأشارت روسيا وفق البيان إلى أنها ستدرس مبادرة الحضارة العالمية للجانب الصيني. وقال البيان: «الجانب الروسي يولي أهمية كبيرة وسيدرس باهتمام مبادرة الحضارة العالمية للجانب الصيني».
وعبرت روسيا والصين عن قلقهما الشديد بشأن الأنشطة البيولوجية العسكرية للولايات المتحدة، بما في ذلك خارج الأراضي الأميركية، وطالبت بتوضيحات.
وعقد الرئيسان بوتين وشي لقاء قمة ثنائياً قبل أن ينضم إليهما أعضاء الوفدين الروسي والصيني لاحقاً.
وقبيل صدور البيان الختامي أكد الرئيس الصيني أن العلاقات الصينية- الروسية تجاوزت كونها علاقات ثنائية، وهي ذات أهمية كبيرة للنظام العالمي، وأنها قائمة على شراكة شاملة وتعاون إستراتيجي، وتدخل عصراً جديداً.
وأوضح شي: «لقد لخصنا أنا والرئيس بوتين معاً نتائج تطور العلاقات الثنائية على مدى السنوات العشر الماضية واتفقنا على أن العلاقات الصينية- الروسية تجاوزت العلاقات الثنائية، وهي ذات أهمية حيوية للنظام العالمي الحديث ولمصير البشرية».
كما أشار الرئيس الصيني إلى أن الصين تتمسك بموقف موضوعي وغير متحيز بشأن الأزمة الأوكرانية، وتعمل بنشاط على تعزيز المصالحة واستئناف المفاوضات لحلها.
وقال: «في الشهر الماضي، نشرت الصين موقفها بشأن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية. وأود أن أؤكد أنه فيما يتعلق بهذه التسوية، فإننا نسترشد بشدة بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ونلتزم بموقف موضوعي ومحايد، وبفاعلية تعزيز المصالحة واستئناف المفاوضات وموقفنا مبني على جوهر القضية والحقيقة. نحن دائماً مع السلام والحوار، ونحن نقف بثبات على الجانب الصحيح من التاريخ».
بدوره، أكد الرئيس الروسي أن بلاده ستضطر للرد إذا بدأ الغرب الجماعي في استخدام أسلحة ذات مكون نووي، في الأزمة الأوكرانية.
وقال بوتين بشأن «المبادرة» البريطانية لتزويد كييف بأسلحة تحتوي على اليورانيوم المنضب: «قرر الغرب خوض حرب مع روسيا حتى آخر أوكراني ليس بالكلمات بل بالأفعال».
و أضاف: «علمنا اليوم أن بريطانيا، من خلال نائب رئيس وزارة الدفاع في البلاد، لم تعلن فقط عن إمداد أوكرانيا بالدبابات، ولكن أيضاً بقذائف اليورانيوم المنضب. ويبدو أن الغرب قرر حقاً محاربة روسيا حتى آخر أوكراني ليس بالقول فقط بل بالأفعال».
ووجه بوتين هذا التحذير بعد ظهور معلومات عن خطط بريطانية لتزويد أوكرانيا بقذائف تحتوي على اليورانيوم المنضب، وفي وقت سابق، قالت نائب وزير الدفاع البريطاني أنابيل غولدي أن بريطانيا ستنقل ذخيرة تحتوى على اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا.
من جهة ثانية، أعلن بوتين أن الوثائق الموقعة مع الصين تتضمن هدفاً بمضاعفة حجم التجارة معها، وذلك بعد مراسم توقيع وثيقتين بين موسكو وبكين وهما وثيقة تهدف لتعميق العلاقات الروسية- الصينية وخطة لتطوير التعاون الاقتصادي حتى العام 2030.
وفي وقت سابق أمس، وخلال محادثاته مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، اعتبر الرئيس الصيني أنه تم اختيار روسيا كأول دولة يزورها بعد إعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة، لأن ذلك يتوافق مع المنطق التاريخي باعتبار موسكو وبكين أكبر القوى والشركاء الإستراتيجيين، حسب وكالة «سبوتنيك».
ويختتم شي اليوم زيارة عمل لروسيا بدأها أول من أمس وأجرى خلالها محادثات حول تطور العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وتنميتها إضافة إلى آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية ولاسيما الأزمة في أوكرانيا.