في جريمة جديدة تكررت في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، أظهر تسجيل مصور وفاة شاب أميركي من أصول إفريقية يبلغ من العمر 28 عاماً على يد الشرطة، خلال إدخاله مستشفى للأمراض العقلية.
ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» التسجيل الذي تبلغ مدته تسع دقائق، من تسجيلات كاميرات المراقبة في المستشفى لوقائع الحادثة، حيث يظهر سبعة شرطيين وهم يحضرون الشاب إيرفو أوتيينو في السادس من آذار الجاري، وهو عاري الصدر من دون حذاء ومكبل اليدين وموثق الساقين من سجن مقاطعة هنريكو قرب ريتشموند بولاية فرجينيا إلى المستشفى المركزي في بيترسبرغ المجاورة.
ولا يبدي أوتيينو كما يظهر في التسجيل أي مقاومة بينما يقوم عناصر الشرطة بتثبيته أرضاً فترة طويلة، دون أن تتضح أسباب ذلك وينبطح عنصر عليه ويضغط آخر على ما يبدو على رأسه أو عنقه، في حين يراقب ما يصل إلى عشرة من موظفي المستشفى ما يحدث، وفي النهاية يتوقف عن الحراك وتفشل المحاولات لإنعاشه.
وحسب النتائج الأولى للتشريح توفي أوتيينو اختناقاً أثناء تقييده جسدياً، كما قالت مدعية مقاطعة دينويدي إن كابل باسكرفيل في بيان، مشيرة إلى أنه تم توجيه إلى سبعة شرطيين وثلاثة من موظفي المستشفى تهمة القتل من الدرجة الثانية على خلفية الواقعة.
وعلقت والدة أوتيينو كارولاين أوكو على وفاة ابنها بالقول إنه «يعاني من مرض نفسي، ابني عومل مثل كلب بل أسوأ من ذلك، شاهدت ذلك بأم عيني خنقوا طفلي».
وتسلط هذه الحادثة الضوء مجدداً على مآسي عدد من الأميركيين من أصول إفريقية الذين قتلوا أو أصيبوا أثناء توقيفهم من الشرطة، كما حدث في مقتل جورج فلويد الذي أثارت وفاته في عام 2020 تحت ركبة شرطي في مينيابوليس صدمة في العالم وأدت لتظاهرات عديدة للتنديد بالعنصرية والوحشية التي تمارسها شرطة الولايات المتحدة.
واستشرت خلال الأعوام السبعة الأخيرة ظاهرة ما يسمى «تفوق العرق الأبيض» في الولايات المتحدة رغم الشعارات المزيفة التي تحملها واشنطن وصناع القرار فيها حول الحرية والعدالة والمساواة.
وتجسد إرث الاستعلاء الأبيض في جريمة قتل فلويد الذي لفظ أنفاسه في أيار عام 2020 وهو يستغيث تحت ركبة الشرطي الأبيض الذي ظل ضاغطاً على عنقه حتى الموت ليبقى هذا الإرث حياً ومتجدداً وقابلاً للاشتعال في كل جريمة قتل بحق الأميركيين السود والمتحدرين من أصول عرقية مختلفة.