رام اللـه طالبت المجتمع الدولي بوقف جرائم الاحتلال.. الاحتلال يعيد إحياء 4 مستوطنات بهدف محاصرة جنين وتحويلها إلى مدينة معزولة
| وكالات
طالبت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان بالتدخل الفوري وإيقاف جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الأسرى الفلسطينيين، بينما قوبل قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي إعادة المستوطنين إلى 4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية كانت أخلتها عام 2005 برفض فلسطيني وتحذيرات من أنه سيؤدي إلى الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية، ما يمنع فرص إقامة الدولة الفلسطينية المتصلة جغرافيا على خط الرابع من حزيران عام 1967.
وحسب وكالة «وفا» حذر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان أمس نقلته من خطورة التصعيد الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني، والمتمثل في فرض إجراءات عقابية على الأسرى تنتهك المواثيق والقوانين الدولية، واستمرار الاقتحامات الدموية للمدن والبلدات الفلسطينية، إضافة إلى مواصلة الاستيطان، والتي ستؤدي جميعها إلى انفجار الأوضاع بشكل لن يستطيع أحد السيطرة عليه.
وأشار أبو ردينة إلى أن الشعب الفلسطيني يدعم الأسرى الأبطال في معركتهم ضد السجان الإسرائيلي العنصري، ولن يسمح لأحد بالمساس بثوابته الوطنية، وفي مقدمتها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية وقضية الأسرى، مشيراً إلى أن فلسطين ستواصل اتصالاتها مع جميع الأطراف الدولية ذات العلاقة لوقف جرائم الاحتلال واعتداءاته.
ويخوض 2000 أسير فلسطيني اليوم الخميس إضراباً عن الطعام احتجاجاً على انتهاكات الاحتلال وإجراءاته القمعية بحقهم.
وفي غضون ذلك شددت الرئاسة الفلسطينية في بيان أوردته وكالة «وفا» على أن قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي إعادة المستوطنين إلى 4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية كانت أخلتها عام 2005 مدان ومرفوض ومخالف لجميع قرارات الشرعية الدولية، وخاصة القرار الأممي رقم 2234 الذي يؤكد أن الاستيطان غير شرعي في جميع الأراضي الفلسطينية، مطالبة المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأميركية بالضغط على سلطات الاحتلال وإجبارها على وقف سياساتها أحادية الجانب.
من جهتها لفتت الخارجية الفلسطينية إلى أن إفلات كيان الاحتلال المستمر من العقاب يشجعه على الاستمرار بالضم التدريجي للضفة الغربية، مبينة أن ردود الفعل والمواقف الدولية تجاه انتهاكات الاحتلال، وخاصة ما صدر عن الدول من مواقف تجاه تصريحات الوزير الفاشي بتسلئيل سموتريتش التي ينكر فيها وجود الشعب فلسطيني وتجاه قرار العودة إلى المستوطنات الأربع غير كافية ولا ترقى لمستوى انتهاك سلطات الاحتلال للاتفاقيات والقوانين الدولية.
ومن جهته أوضح رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح أن هذا القرار العنصري المخالف للقوانين والمواثيق الدولية جزء من سجل الاحتلال الأسود المملوء بالقرارات والقوانين العنصرية التي تنفي في مضمونها وجود شعب صاحب أرض أصيل وتاريخي وهو الشعب الفلسطيني، مبيناً أنه ينفذ على أرض الواقع تصريحات سموتريتش، ما يستدعي تحركاً دولياً جدياً لوقف إرهاب الاحتلال بحق الفلسطينيين.
بدورها أكدت لجنة المتابعة للقوى الوطنية الفلسطينية أن قرار إعادة المستوطنين للمستوطنات التي تم إخلاؤها قبل 18 عاماً وتوسيعها هو إعلان حرب على الشعب الفلسطيني، مشددة على أهمية إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية ومواجهة الاحتلال عبر برنامج كفاحي موحد لمواجهة هذه الحرب الفاشية المفتوحة حتى دحر الاحتلال عن الأرض.
من جانبه بين منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة أن إعادة المستوطنين إلى المستوطنات الأربع في جنين تعني استيلاء الاحتلال على مساحات واسعة من أراضي المدينة وبلداتها وتوسيع الاستيطان في مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، حيث إن هذه المستوطنات لن تعود إلى الحجم الذي أخليت عليه وسيتم توسيعها وإقامة طرق استيطانية تربطها ومواقع عسكرية للاحتلال في محيطها من أجل تأمين وتسهيل دخول المستوطنين إليها.
وحذر جمعة من أن هذه المستوطنات ستحول المدينة إلى مناطق وبلدات معزولة عن بعضها، كما ستؤدي إلى فصل شمال الضفة عن وسطها وجنوبها، لافتاً إلى أن هذا القرار يترافق مع إعلان الاحتلال مخططات استيطانية واسعة ستؤدي إلى تفتيت الجغرافيا الفلسطينية وحصار الشعب الفلسطيني في مناطق معزولة عن بعضها.
بدوره أوضح مدير دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق بالقدس المحتلة خليل التفكجي أن المستوطنات الأربع هي «كاديم» المقامة عام 1981 على مساحة 332 دونماً في منطقة تقع بين مدينة جنين وبلدة قباطية وقرى أخرى جنوبها، ومستوطنة «غانيم» التي أقيمت عام 1983 على نحو 185 دونماً من أراضي قرى دير أبو ضعيف وأم التوت وعابا وخربة سبعين ومنطقة السويطات شرق جنين، ومستوطنة «سانور» المقامة عام 1987 على 68 دونماً بين قريتي صانور وجبع جنوب جنين، ومستوطنة «حومش» المقامة عام 1980 على 923 دونماً من قمة جبل القبيبات الذي تقع على سفحه قريتا برقة شمال نابلس وسيلة الظهر جنوب جنين، لافتاً إلى أن الجبل يتمتع بموقع إستراتيجي لأنه يتوسط ثلاث مدن هي نابلس وجنين وطولكرم، واستيلاء الاحتلال عليه يعني الاستيلاء على الطرق المؤدية إلى هذه المدن.
وأشار التفكجي إلى أن القرار سيعمق الاستيطان في منطقة حيوية من الضفة الغربية وستكون له انعكاسات خطيرة على الفلسطينيين، ما يستدعي تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوقف الاستيطان وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2334.
وعلى خطٍّ موازٍ، ناشدت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة المؤسسات الدولية والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي بالتحرك العاجل للجم اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتصاعدة على مراكز العلاج والمرضى وكوادر العمل الصحي والإسعاف، وهذا ما تحرمه كل الأعراف والمواثيق الدولية الحقوقية، مطالبة المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بالوقوف عند مسؤولياتهم للجم ممارسات الاحتلال.
وحسب «وفا» طالبت الكيلة في تصريحات من مجمع فلسطين الطبي برام اللـه أمس اللجنة الدولية للصليب الأحمر والسلك الدبلوماسي الدولي في فلسطين بزيارة عاجلة إلى المجمع للاطلاع على واقع اعتداءات قوات الاحتلال عليه فجر أمس، حيث أطلقت عشرات قنابل الغاز السام وقنابل الصوت بشكل مكثف ومستمر لأكثر من ساعتين، ما أسفر عن إصابة عشرات المرضى، بينهم أطفال في الحاضنات وكوادر عاملة في المجمع بالاختناق، كما أصيب عدد من المرضى بأزمات صدرية حادة.