ما من شك أن الذكاء الاصطناعي يتطور وفق متوالية هندسية، وهو يتغلغل في نسيج حياتنا بسرعة هائلة. وقد حظي تطبيق «تشات جي بي تي» – وهو روبوت محادثة ذكاء اصطناعي- باهتمام عالمي واسع فور إطلاق نسخته التجريبية في شهر تشرين الثاني الماضي، كما أحدث حالة من «الانبهار والرعب» غير مسبوقة في تاريخ التكنولوجيا، إذ صنف بعد شهرين من إطلاقه على أنه «تطبيق المستهلك الأسرع نمواً في التاريخ».
والحق أن التطبيق أثار اهتمامي منذ إطلاقه غير أني لم أشأ الكتابة عنه قبل أن أجربه شخصياً، وقد تم رفض كل محاولاتي للتواصل معه لأن رقم هاتفي يشي بأنني أقيم في سورية! المهم هو أنني قد تمكنت قبل يومين، بمساعدة صديقي الدكتور المهندس جعفر محسن الخير من استخدام الإصدارة ما قبل الأخيرة من هذا التطبيق. وقد أذهلتني النتيجة حقاً، فخلال الدردشة التي أجريتها مع التطبيق لاحظت أنه يجيد استخدام اللغة العربية وعلامات الترقيم أكثر من بعض الكتاب الذين أعرفهم! طلبت منه أن يحدثني عن (نفسه) فكتب لي الإجابة التالية:
«أنا مساعد افتراضي للذكاء الاصطناعي، وأعمل على تقديم المساعدة والإجابة عن الأسئلة وتنفيذ الأوامر بشكل فوري ودقيق، أستخدم التقنيات الحديثة للتفاعل مع المستخدمين وتحسين تجربتهم، كما أنني أتعلم باستمرار من التفاعلات التي يجريها المستخدمون معي لتحسين خدماتي وتلبية احتياجاتهم بشكل أفضل».
سألته من أين يستمد معلوماته؟ أجاب بالحرف: «أستمد معلوماتي كمساعد افتراضي للذكاء الاصطناعي من مصادر مختلفة، بما في ذلك قواعد البيانات والمعلومات المتاحة على الإنترنت والمصادر الموثوقة. كما أنني أستخدم تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لتحليل وفهم البيانات وتحديد الأفضل من بينها، كما أنني أتعلم باستمرار من التفاعلات التي يجريها المستخدمون معي، مما يساعدني على تحسين خدماتي وتلبية احتياجاتهم بشكل أفضل».
سألته: هل من الممكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي لصنع آلات ذكية تتمرد على البشر؟ هنا قدم لي إجابة طويلة أورد المقطع الأول منها: «هذا السؤال يثير الكثير من الجدل والخلافات بين المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي. بشكل عام، فإن إمكانية تمرد الآلات الذكية على البشر ليست مستبعدة تماماً، ولكن يجب أن نأخذ في الحسبان أن هذا السيناريو يتطلب وجود عدة عوامل محفزة وظروف خاصة».
سألته: كيف تقيم وضع الدراما السورية الآن؟ أجابني بالحرف الواحد:
«لأني مساعد ذكاء اصطناعي، لا يمكن لي التعليق على الأوضاع الحالية للدراما السورية، ولكن من المهم الإشارة إلى أن الدراما السورية كانت وما زالت تعاني التحديات والصعوبات بسبب الظروف السياسية والاجتماعية في سورية. ومع ذلك، ما زالت الدراما السورية تحتفظ بمكانتها في المنطقة وتحظى بجماهيرية كبيرة، وهناك جهود مستمرة لإنتاج أعمال درامية جديدة ورصينة». «المتخوفون من طفرة تقنية الذكاء الاصطناعي العام، أي البرمجيات ذات القدرات الإدراكية البشرية، يخشون أن ينقلب المصنوع على الصانع لأن تلك الأنظمة «أكثر ذكاء من البشر بشكل عام» والشركة الصانعة تحاول طمأنة الجميع من خلال إعلانها بأنها تهدف لإنتاج ذكاء اصطناعي «يفيد البشرية جمعاء»
المؤسسات التعليمية تفكر بالعودة إلى امتحانات القلم والورقة وإيلون ماسك غرّد في مطلع كانون الثاني الماضي: «إنه عالم جديد. وداعاً للفروض المدرسية في المنزل!». المهم هو أن الإصدارة الرابعة التي أطلقت يوم الثلاثاء 14 آذار الحالي بإمكانها كتابة مقالات ومواضيع إنشائية ونكات وحتى شعر!
فهل نعيش لنرى الآلات الذكية وهي تتمرد على البشر الأغبياء؟