رياضة

ما قبل العودة إلى الدوري

| غانم محمد

ما يرشح من أخبار الأندية يكرّس حالة التخبّط التي تعيشها كرة القدم السورية، والتي لن تثمر في القريب المنظور إلا مزيداً من التعب والقلق!

غياب الاستقرار الفني، سيبقى عنواناً كبيراً في كرة القدم السورية، وقراءة التخبطات تثير الضحك معظم الأحيان، فالقادم الجديد إلى أي فريق، سواء كان لاعباً أم مدرباً يكون بنظر المعنيين والجمهور هو المنقذ، وهو الضالة المنشودة، وبعد أيام يصبح هو سبب كل فشل.

ربما ما هو متاح من مدربين أو لاعبين يفرض على الأندية هذا التخبّط، وفي أحيان أخرى فإن ارتجالية العمل هي التي تقود إلى النتائج السيئة في كثير من المطارح.

شيء آخر محزن، هو أن مدرباً فاشلاً في تجربة سابقة، يحلّ مكان زميل له، ومن اللحظات الأولى يبدأ الحديث عن أخطاء المرحلة السابقة، ويرسم الوعود بلون وردي، ولا يحسب حساب أن يقع فيها، فتكون ردّة الفعل عليه مضاعفة!

كنّا نتوقع أن تنضج التجربة في دورينا، وأن نمتلك العناوين الأساسية للعمل الاحترافي فيه، لكن ما نلاحظه حقاً هو تراجع مستوى التفكير الاحترافي، ووحدها الأرقام المدفوعة هي التي تشهد ارتفاعاً وضجيجاً!

نعرف الظروف جيداً، ونعيشها، ونحيي كلّ من يصرّ على العمل في كرة القدم السورية، لكن طالما أن هناك من يريد العمل فعليه أن يتقن عمله، ولن نطالبه بأكثر من الإمكانيات المتاحة، وننتظر أن نعيش فكراً (محترفاً)، أما إثمار هذا الفكر فسيأتي يوماً ما لا محالة.

صحيح أن النسبة الأكبر من المسؤولية تقع على عاتق الأندية، لكن اتحاد الكرة هو المسؤول عن توجيه البوصلة إذا ما لاحظ انحرافها، وهنا تكمن المشكلة، إذ يكتفي اتحاد كرة القدم (قولاً وفعلاً) بتصدير البلاغات، ووضع الجداول، والتي لا يلتزم بها معظم الأحيان، وهذا الدور قاصر، ولن يطور بطولتنا المحلية، وستبقى المسافة بيننا وبين الآخرين إلى ازدياد!

لسنا سوداويين، ولسنا متشائمين، ولكن نرى الأمور بكلتا العينين، وبصراحة لا نجد ما يبشّر حتى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن