بعد بروجردي.. ولايتي اليوم في دمشق…الرئيس الأسد التقى قاسمي وأكد أهمية تنفيذ الخطط الاقتصادية التي نصت عليها الاتفاقيات الموقعة بين الحكومتين…مباحثات سورية إيرانية لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وسد حاجة السوق المحلية
الوطن- وكالات
تتوالى منذ أيام زيارات المسؤولين الإيرانيين سواء منهم السياسيون أو الاقتصاديون إلى دمشق، وذلك في إطار التشاور والتنسيق بين البلدين في ظل الظروف التي تمر بها سورية، وتأكيداً من طهران على استمرارها في دعم سورية سياسياً واقتصادياً لمواجهة الحرب التي تتعرض لها.
فمن المقرر أن يصل إلى دمشق اليوم علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي، للقاء عدد من المسؤولين السوريين في مقدمتهم الرئيس بشار الأسد الذي التقى أمس رئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية الإيرانية السورية رستم قاسمي، بعد أيام قليلة على لقائه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي. وحسب مصادر دبلوماسية إيرانية في دمشق تحدثت لـ«الوطن»، فإن ولايتي سيصل إلى دمشق اليوم بعد إنهاء زيارة له إلى بيروت، وسيستقبله الرئيس الأسد، كما سيجري ولايتي لقاء مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم.
على خط مواز، التقى الرئيس الأسد أمس رئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية الإيرانية السورية والوفد المرافق له بحسب بيان رئاسي بثته وكالة «سانا» للأنباء ذكرت فيه، أنه جرى خلال اللقاء بحث ما تم إنجازه مؤخراً في مجال العلاقات الاقتصادية بين سورية وإيران والخطوات التي يجري تنفيذها لتمتين هذه العلاقات، موضحة أنه تم التأكيد على أهمية البناء على ما تحقق على صعيد التعاون الاقتصادي والارتقاء به في مختلف القطاعات الحيوية والاستثمارية والتجارية.
وأكد قاسمي وفقاً للبيان أن بلاده «لن تدخر أي جهد في المجال الاقتصادي يمكن السوريين من تعزيز قوتهم وثباتهم وأن القيادة الإيرانية حريصة على التنسيق الدائم مع الحكومة السورية لتحقيق الرؤى الاقتصادية المشتركة التي تعزز علاقات الشعبين الأخوية».
من جهته، شدد الرئيس الأسد على «أهمية دور اللجان الاختصاصية والفرق الفنية في استكمال تنفيذ الخطط الاقتصادية والمشاريع الاستثمارية التي نصت عليها الاتفاقيات الموقعة بين الحكومتين السورية والإيرانية في شهر آذار الماضي»، لافتا إلى أن الظروف والمتطلبات الاقتصادية للبلدين هي المعيار الأساسي في تحديد أولويات تنفيذ هذه الخطط والمشاريع التي تحقق المصالح المشتركة للشعبين»، على ما جاء في البيان.
حضر اللقاء وزير المالية إسماعيل اسماعيل ووزير الاقتصاد والتجارة الخارجية همام الجزائري وأمين عام رئاسة مجلس الوزراء تيسير الزعبي والسفير الإيراني في دمشق والسفير السوري في طهران.
وفي وقت سابق من يوم أمس التقى رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي قاسمي والوفد المرافق له، والذي أكد وقوف الشعب والقيادة الإيرانية إلى جانب الشعب والقيادة في سورية، وتعزيز مقومات الصمود الاقتصادي والخدمي والمعيشي للشعب السوري من خلال تنمية العلاقات الاقتصادية والصناعية وتوسيع قاعدة التجارة البينية بين البلدين، في حين أكد الحلقي أن سورية وإيران يشكلان فضاء اقتصادياً واحداً، ويجب علينا تنميته وتطويره من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين بهدف توسيع مجالات التعاون الاقتصادي.
ودعا الحلقي إلى وضع خارطة إستراتيجية لتنمية العلاقات الاقتصادية التي تشهد تطوراً ملموساً، من أجل تعزيز قدرات الشعب السوري على الصمود، وسد حاجة السوق المحلية من كافة السلع والمنتجات للتخفيف من آثار الحصار الاقتصادي الجائر. وأكد حرص الحكومة على إعادة تأهيل البنى التي أصابها الضرر والتدمير والمصانع والمشافي التي أصابها الضرر من المجموعات الإرهابية المسلحة، ودور الشركات الإيرانية في هذا المجال، وأيضاً مساهمتها في مرحلة البناء والإعمار التي سوف يكون للشركات الإيرانية الأفضلية فيها بالتشاركية مع الشركات الوطنية السورية.
وتناول اللقاء جدول أعمال الاجتماعات المشتركة بين البلدين وآليات إنجاحها ودورها في تفعيل الاتفاقيات الموقعة، وتوقيع اتفاقيات جديدة تعزز قاعدة التعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي والتقني وكذلك التعاون في مجال سد حاجة السوق السورية من المشتقات النفطية والأدوية والأجهزة الطبية للمشافي وقطع الغيار للمعامل والمنشآت السورية ومحطات الطاقة الكهربائية والصوامع والمطاحن وتأمين احتياجات القطاع الصحي وخاصة الأدوية النوعية وسيارات الإسعاف وغيرها والقطاع التمويني والزراعي والموارد المائية ووضع آليات جديدة لتنشيط التعاون وتجاوز الروتين.
بعد ذلك بدأت المباحثات الرسمية حضرها عن الجانب السوري الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء وقاسمي رئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية الإيرانية، حيث تمت مناقشة أبرز الخطوات لتنفيذ اتفاقية التعاون الاقتصادي المشترك وواقع العلاقات الاقتصادية والمشاريع الاستثمارية وآفاق التعاون الإستراتيجي في مختلف المجالات بما يخص الاستثمار والتجارة والصناعة والطاقة والصحة والدواء، ومراجعة اتفاقية التجارة الحرة وآليات تفعيل اتفاقيات التعاون.
ومن المقرر أن تستمر اللقاءات الثنائية بين البلدين للوصول إلى النتائج المرجوة والاتفاقيات اللازمة في هذه القطاعات والتي تعزز وتوسع قاعدة التعاون الاقتصادي والتجاري لإقامة مشاريع خدمية وتنموية في سورية.
ومنذ يومين نشرت «الوطن» خبراً عن زيارة مرتقبة لوفد إيراني لمتابعة ملف العلاقات الاقتصادية والتجارية وإتمام الاتفاق على الخط الائتماني الإيراني الجديد الذي أصبح في مراحله الأخيرة، إضافة إلى إيجاد آليات عملية لتنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين، وخاصة الاتفاق الذي تم توقيعه في آذار الماضي.
وبالعودة إلى زيارة ولايتي فقد أكد في تصريحات له من بيروت، أن الانتصار الذي حققه الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية في القلمون يشكل مصدر تعزيز لجبهة المقاومة والممانعة في المنطقة برمتها، داعياً إلى التشاور وتضافر الجهود لمحاربة التكفير والقضاء عليه.
ومنتصف الأسبوع الماضي قام رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني بزيارة إلى سورية استمرت ثلاثة أيام التقى خلالها الرئيس الأسد، الذي أكد أن «تأجيج الحرب على السوريين من قبل الإرهابيين وداعميهم واستخدام الكذب والحملات الإعلامية لتحقيق ما لم يستطيعوا تحقيقه على الأرض لم ولن ينال من صمود وعزيمة السوريين وتصميمهم على القضاء على الإرهاب بمساعدة الدول الصديقة وفي مقدمتها إيران»، بحسب ما ذكر بيان رئاسي.
من جانبه، شدد بروجردي على أن «إرادة وصمود الشعب السوري وصلابة جيشه وقيادته كفيلة بهزيمة الإرهاب وداعميه وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي لطالما وقفت مع سورية وقضاياها العادلة حريصة على الاستمرار بدعمها ولن تدخر أي جهد لمساعدة السوريين وتعزيز صمودهم وصولاً إلى تحقيق الانتصار على الإرهابيين»، على ما جاء في البيان.
ورغم أن الزيارات التي يقوم بها المسؤولون الإيرانيون إلى سورية تأتي في إطار الزيارات المتبادلة بين المسوؤلين في البلدين والتنسيق المشترك، إلا أنها تعتبر غير عادية لأنها دحضت كل ما نشر في تقارير صحفية وتلفزيونية عن فتور في العلاقات بين البلدين وأن إيران تراجعت عن دعمها لسورية في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد منذ أكثر من أربعة أعوام.
وكان لافتاً في لقاء الرئيس الأسد وبروجردي مشاركة اللواء علي مملوك مدير مكتب الأمن الوطني في اللقاء، الأمر الذي كذب كل ما زعمته وسائل إعلامية مغرضة تارة عن تدهور صحة اللواء مملوك، وتارة عن وضعه تحت الإقامة الجبرية.
وتأتي زيارات المسؤولين الإيرانيين إلى دمشق بعد زيارة قام بها نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع العماد فهد جاسم الفريج إلى طهران أواخر نيسان الماضي التقى خلالها كبار الشخصيات العسكرية والسياسية الإيرانية.
وأكدت طهران خلال الزيارة أن سورية ستخرج منتصرةً من العدوان الذي يشن عليها، وأن إيران لن تدخر جهداً وستقدم كل ما يلزم لتعزيز صمود سورية في الحرب الإرهابية التي تتعرض لها، مؤكدةً أنها على استعداد كامل للتعاون مع سورية في محاربة الإرهاب والإرهابيين وعلى أنها لن تسمح لأحد بالنيل منها.