سورية

تجدد تساقط الصواريخ على قواعد الاحتلال الأميركي غير الشرعية والأخير ينقل مصابيه إلى العراق … دمشق: متمسكون بإنهاء الاحتلال .. طهران: أيّ هجمات ستقابل بردّ مضاد وحاسم

| وكالات

شهدت دير الزور وريفها هدوءاً حذراً حتى مساء أمس بعد استهدافات طالت قواعد الاحتلال الأميركي حيث قتل «متعاقد» معه وأصيب عدد من جنوده، في حين ردت ما تسمى قوات «التحالف الدولي» التي تقودها واشنطن باستهداف ما زعمت أنها مقرات لقوات صديقة للجيش العربي السوري، في عدوان جديد لها، ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين، الأمر الذي أدانته وزارة الخارجية والمغتربين مؤكدة تمسكها بإنهاء الاحتلال الأميركي، بينما صرح مصدر إيراني في سورية، بأن الأهداف التي تمت مهاجمتها في دير الزور هي عبارة عن «مخازن تغذية ومراكز خدمات»، الأمر الذي استدعى تأكيدات صدرت من طهران بأنّ «أي استهداف لقواعد لنا تم إنشاؤها بناءً على طلب الحكومة السورية سيقابل بردّ مضاد وحاسم».

وصباح أمس أفادت قناة «الميادين» بتجدد سقوط القذائف الصاروخية على القواعد الأميركية في شمال شرق سورية، وأكدت سقوط أكثر من 15 صاروخاً على القواعد الأميركية في حقل كونيكو شرقي نهر الفرات، في ريف دير الزور، وأشارت إلى وجود أنباء عن وقوع إصابات على خلفية الاستهداف.

وأعلن جيش الاحتلال الأميركي وفق وكالة «الأناضول» عن إصابة 6 من جنوده ومقاول بجروح جراء الهجمات الصاروخية التي استهدفت قواعده في سورية وأن الجرحى نقلوا إلى العراق لتلقي العلاج.

وقالت المتحدثة باسم القيادة المركزية الأميركية أبيجيل هاموك في بيان لقناة روداو العراقية إن حالة الجنود الستة المصابين في الهجوم مستقرة وعاد اثنان منهم إلى العمل.

وأوضحت أن جندياً ومقاولاً تم علاجهما في بغداد، في حين يجري معالجة جنديين آخرين في أربيل. وأضافت هاموك أن أولئك الذين عولجوا في بغداد سيتم إرسالهم إلى الولايات المتحدة قريبًا لمتابعة وضعهم الصحي.

جاء ذلك، بعدما شهد ليل الجمعة – السبت استهدافاً لقواعد تتواجد فيها قوات الاحتلال الأميركية، فيما ردت الأخيرة بتنفيذ ضربات جوية جديدة، وفق مصادر إعلامية معارضة أشارت إلى وقوع أضرار مادية فقط، وأن هدوءاً حذراً يطغى على المنطقة منذ ذلك الحين، على ما ذكرت وكالة «ا.ف.ب».

والخميس استهدف هجوم بطائرة مسيّرة، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، «منشأة صيانة في قاعدة لقوات التحالف قرب الحسكة في شمال شرق سورية»، ما أدى إلى مقتل «متعاقد أميركي، وإصابة خمسة عسكريين أميركيين ومقاول أميركي آخَر».

وأعلنت «البنتاغون» أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تعتبر الطائرة من دون طيار «إيرانية المنشأ».

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنه بتوجيهات من الرئيس جو بايدن أذن «لقوات القيادة المركزية الأميركية بشنّ ضربات جوية دقيقة الليلة الماضية في شرق سورية ضد منشآت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني» على حد زعمه.

وطالت الضربات الأميركية، وفق ما ذكرت المصادر، «مواقع» عدّة داخل مدينة دير الزور، ما أدى إلى تدميرها، كذلك استهدفت «مواقع» في بادية مدينة الميادين وريف البوكمال، وأسفر القصف، وفق المصادر، عن استشهاد 19 شخصاً.

وأدانت دمشق الاعتداء الأميركي، وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان نقلته وكالة الأنباء «سانا»: «تدين الجمهورية العربية السورية الاعتداء الآثم الذي شنته قوات الولايات المتحدة الأميركية على بعض المناطق في محافظة دير الزور، والذي أدى إلى سقوط عدد من الضحايا، وإصابة آخرين وإلحاق أضرار مادية».

وأضافت الوزارة: «إن الأكاذيب الأميركية الممجوجة بشأن المواقع المستهدفة ما هي إلا محاولة فاشلة لتبرير هذا العمل العدواني والانتهاك الفاضح لسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة وسلامة أراضيها، واستكمال للاعتداءات التي ارتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي وقطعان داعش الإرهابية بحق أهالي المنطقة، وستار دخان للتغطية على مواصلة قوات الاحتلال الأميركي سرقتها النفط السوري، إذ قامت تلك القوات اليوم بتهريب 80 صهريجاً محملاً بالنفط الخام المسروق من الحقول السورية عبر معبر الوليد غير الشرعي إلى خارج سورية».

وتابعت الوزارة في بيانها: «تؤكد الجمهورية العربية السورية تمسكها بإنهاء الاحتلال الأميركي، وبسط سلطة الدولة السورية على كامل أراضيها، ووقف الرعاية الأميركية ودعمها للميليشيات الإرهابية الانفصالية، وتطالب سورية جميع دول العالم بإدانة هذا العدوان الأميركي والتضامن مع سورية للحفاظ على وحدة أرضها وشعبها».

من جهته، صرح مصدر مسؤول من المستشارين الإيرانيين في سورية، وفق وكالة «نور نيوز» تعليقاً على الاعتداء الأميركي على نقاط مدنية في دير الزور بالتأكيد بأن «الأهداف التي تمت مهاجمتها هي عبارة عن مخازن تغذية ومراكز خدمات».

وأوضح أنه «نتيجة هذا الاعتداء سقط 7 من الشهداء 7 من الجرحى الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يقومون بخدمة أهلهم في تلك المنطقة، نحن ندرك تماماً أن المحتل الأميركي يسعى لتحقيق إصابات في صفوفنا بذرائع واهية لطالما برر فيها عملياته الإجرامية».

وأكد المصدر أنه «لطالما كانت مهمتنا وحضورنا المشروع في سورية هو لمساعدة الدولة السورية وتحت رعايتها لمواجهة الإرهابيين والمشروع التكفيري وعلى رأسهم داعش».

وأضاف «على مدى سنوات والمنطقة تتعرض لاعتداءات من الاحتلال الأميركي في محاولة لفرض معادلة القوة، ولطالما كانت ذريعتهم أنهم يردون على مصادر النيران ليتبين أنهم يسعون بحسب ما يعتقدون ويُشيعون إلى استهداف أسلحة دقيقة وتجهيزات حساسة تنقلها إيران تشكل خطراً على ربيبتهم إسرائيل».

وتابع «بناءً على ما تقدم وبعد هذا الهجوم الذي انطلق من منطقة التنف السورية المحتلة من الأميركيين، فإننا نحذر العدو الأميركي أننا نملك اليد الطولى ولدينا القدرة على الرد في حال تم استهداف مراكزنا وقواتنا على الأراضي السورية ولن يكون انتقامنا سهلاً وبعيداً».

وفي وقت لاحقت أمس أكد المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني كيوان خسروي أنّ «أي مُسوّغ لاستهداف القواعد التي تم إنشاؤها بناءً على طلب الحكومة السورية للتصدّي للإرهاب وعناصر تنظيم داعش الإرهابي في هذا البلد سيقابل بردّ مضاد وحاسم».

ونقلت «نور نيوز» عن خسروي قوله: «لا تنفك أميركا تسعى للتملّص من تبعات وتداعيات احتلالها غير القانوني لجزء من الأراضي السورية، على القوات العسكرية لهذا البلد، ومحاولة توجيه اتهامات لإيران لا صحّة لها»، وأضاف: «لا يمكن لواشنطن أن تنسب المواجهة الطبيعية والقانونية للدول المحتلة مع القوات العسكرية الأميركية إلى دول أخرى من خلال خلق أزمات مصطنعة ومفبركة ولقد تحمّلت إيران أثماناً كبيرة لمواجهة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار في سورية، وتعارض أي عمل يهدد استقرار هذا البلد وتقف في وجهه».

ولفت خسروي إلى أنّه «في اليومين الماضيين، نفذت مروحيات أميركية عدة طلعات جوية بهدف زعزعة الاستقرار في سورية، كما أقدمت على نقل إرهابيي داعش داخل الأراضي السورية، وهو ما يستدعي ردّاً صارماً».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة خلال زيارة له إلى أوتاوا أن «الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنّها مستعدّة للعمل بقوة لحماية شعبها».

ميدانياً، أعلن «البنتاغون» أن طائرتين «إف-»15 شنتا الضربات رداً على الطائرة المسيرة، وأكد المتحدث باسم «البنتاغون» بات رايدر «أردنا أن نوجه رسالة واضحة (…) بأننا سنرد بسرعة وفعالية» في حال تهديد قواتنا.

وأشار إلى أن قواته اتخذت إجراءات «متكافئة ومتعمدة تحد من مخاطر تصعيد وتقلل الخسائر».

وبعد ساعات قليلة من الضربات الأميركية، أطلقت عشر قذائف صاروخية باتجاه «المنطقة الخضراء»، التسمية التي تطلقها القوات الأميركية على قاعدتها في حقل العمر النفطي في شرق سورية، وفق ما قالت القيادة الوسطى للجيش الأميركي «سنتكوم».

لم تسفر القذائف الصاروخية عن سقوط قتلى كما لم توقع أي أضرار في المنشأة، لكن إحداها طالت منزلاً على بعد خمسة كيلومترات من القاعدة وأسفرت عن إصابة امرأتين وطفل بجروح خفيفة.

واستمر التصعيد الجمعة، إذ أفادت المصادر عن استهداف قاعدة الاحتلال الأميركي في حقل كونيكو للغاز، في حين ردت طائرات «التحالف الدولي» بقصف في مدينة دير الزور، على حين وثقت المصادر الإعلامية المعارضة استهداف حقل العمر وقواعد أخرى مجاورة.

وطالب السيناتور الأميركي الجمهوري راند بول بسحب القوات العسكرية الأميركية المحتلة من سورية، وذلك في أعقاب ضربة صاروخية استهدفت إحدى القواعد الأميركية في ريف دير الزور، وفق «الميادين».

وقال بول في تغريدة له «أعيدوا قواتنا العسكرية من سورية»، مطالباً بـ«إنهاء كافة قرارات الحرب التي لم يجزها الكونغرس».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن