رياضة

لاعبو الوحدة يتوقفون عن تحضيراتهم بسبب مستحقاتهم المالية والإدارة مازالت غير مهتمة

| مهند الحسني

إذا كنتم على عجلة من أمركم يا عشاق السلة السورية فاعبروا فوق هذه المقدمة إلى خلاصة الكلام، وستكتشفون حينها أن المكتب التنفيذي، ولا حتى عنتر بن شداد قادر على تطوير سلتنا الوطنية، أو إخراجها من ضياعها في الظل الواقع الحالي الذي تعيشه.

بصراحة ابتلينا بواقع رياضي مرير، جلدنا أنفسنا بالتكهنات والتأملات كثيراً نضحك على أنفسنا وعلى الآخرين، والحصيلة اليوم كما كانت في الأمس، وكما ستكون لاحقاً لا شيء، بتنا نخجل من محاولات زرع الثقة والتفاؤل في نفوس الآخرين، ونخجل من تدفق حماستنا مع حروفنا، ولو أن الصفحات ترضى لونها الأبيض لأوقفنا إراقة حبرنا عليها، ولأوقفنا أي حديث عن رياضتنا لأنه لا أحد يقرأ، ولا أحد يسمع، ولا أحد يأبه بمشاعرنا، نعترف أن فوزاً معيناً لمنتخب أو لناد معين في بطولة رسمية، أو دورة ودية سيعيدنا إلى حماقتنا فنحرق الحروف، ونحن نشد على يدي من فاز، والحقيقة أننا نسهم بشكل أو بآخر بالإبقاء على تخلفنا الرياضي، وإن كان محور الحدث والاهتمام هو كرة السلة.

ارتجالية واحتراف

لا نغالي كثيراً إذا قلنا بأن الأحداث الدراماتيكية تجبرنا وتفاصيل يوميات سلتنا الوطنية في جميع شجونها على تجديد مقولة إن خياط ثوب الاحتراف لم يكن معلماً، فهو أجبرنا على ارتداء الثوب الفضفاض بمقاسات كبيرة، أكثر من خمسة عشر عاماً على دخول الاحتراف لأجواء سلتنا، وما زلنا نسير بخطوات عرجاء، وغير واضحة، وإذا كان انتقال لاعبنا إلى العيش في بحبوحة مادية هو أبرز إيجابيات هذا الاحتراف، إلا أن المردود المرجو من هذا الاحتراف لم يتحقق، ونعني هنا الجانب الفني، فالمستوى بقي هو هو مثله مثل أيام الهواية، فبدلاً من أن يكون الاحتراف بمثابة طوق النجاة لسلتنا الوطنية، بات يشكل في ظل المفهوم الخاطئ له العقدة التي كبلتنا، وأرجعت سلتنا إلى الوراء.

لن نطيل عليكم أكثر لكن ما دفعنا للكتابة هذه السطور هو حال فريق سلة الوحدة الذي وصل لحد الهاوية وتوقفت تحضيراته بسبب عدم تسديد الإدارة لمستحقات اللاعبين المالية منذ شهر تشرين الأول الفائت من دون أن تراعي أوضاعهم الصعبة مع دخول الشهر الفضيل.

واقع صعب

يبدو أن فصل الخريف قد حل على إدارة نادي الوحدة وتسارع تساقط أوراق أخطائها واحدة تلو الأخرى، فبعد ملفات التفتيش التي أشارت لحالات متكررة من هدر المال العام وتحت مسميات مختلفة وبعد الحكم الصادر من الفيفا بتغريم النادي بمبلغ يعادل المليار ليرة سورية وربما أكثر، ها هي فرق النادي تدخل من جديد في نفق مظلم لا مفر منه بعد تأخر صرف رواتب اللاعبين والمدربين لعدة أشهر وربما قد ينعكس هدا القصور في دفع الرواتب على التزام لاعبي كرة القدم وكرة السلة في التدريبات اليومية بعد توقفها لمدة أسبوع على مرأى من عيون القائمين على الإدارة.

صرف عشوائي

حالة من التناقض والنكوص في قرارات إدارة النادي منذ توليها لمهامها فهي التي أنفقت ما يزيد على مليار ليرة سورية خلال مشاركة ودية تعجز اليوم عن تسديد الرواتب، المشاركة التي كلفت المليارات كانت كفيلة بتغطية رواتب اللاعبين والمدربين وإسكات الأصوات التي تعالت ثائرة ساخطة على سياسة اللامبالاة التي تنتهجها الإدارة تجاه حقوق اللاعبين والكوادر الفنية والإدارية.

والسؤال الكبير الذي يتبادر للأذهان اليوم هو هل إغراق النادي ناتج عن سوء إدارة أم خطة مسبقة لقطع الطريق على أي راغب بتسلم ملف النادي عند إعلان إخفاق الإدارة الحالية وإفلاسها وهو أمر بات وشيكاً أكثر من أي وقت مضى؟

لا نملك إجابة لهذا السؤال في ظل الصمت المريب من قيادة الرياضة التي تفرغت لترقيع مصائب النادي وآخر هذه الرقع الدعم الاستثنائي وتقديم مبلغ يزيد على مليار ليرة سورية لإدارة الوحدة لتدارك كارثة شطب النادي وهبوطه إلى الدرجة الأدنى في حال عدم تنفيذ حكم الفيفا بتسديد مستحقات المدرب الصربي السابق لكرة القدم، أسئلة وتساؤلات رسمت العديد من إشارات الاستفهام.

و لعل ما يزيل بعضاً من ضبابية المشهد انكشاف الواقع الحقيقي للإدارة الحالية للكثيرين ممن ظنوا أنها قادمة للعمل المخلص للنادي ليثبت لاحقاً أن هم المجد الشخصي والصور التذكارية يطغى على غيره ويتقدم إلى المراتب الأولى في اهتمامات الإدارة الحالية.

خلاصة

الإدارة الحالية ستكون أمام امتحان حقيقي لبيان مدى قدرتها على إيجاد الحلول لهذه المشكلات التي من شأنها أن تتفاقم أكثر في حال لم تجد لها حلولاً ناجعة وحينها لن ينفع الندم ولا التحسر على ما فات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن