بداية مبشرة لمنتخبنا الكروي بعد اضطراب وإحباط … فوز كبير على تايلاند ولقاء آخر مع البحرين الثلاثاء … لمسات كوبر بدأت تظهر وأخطاء كثيرة تحتاج إلى المعالجة
| ناصر النجار
حقق منتخب سورية لكرة القدم انتصاراً جيداً وكبيراً على منتخب تايلاند 3/1 في المباراة الودية التي جرت مساء السبت الماضي على ملعب مكتوم بن راشد آل مكتوم بدبي، وتأتي المباراة ضمن استعداد المنتخبين للنهائيات الآسيوية التي ستستضيفها قطر نهاية العام الجاري.
وهذا هو الفوز الأول للمنتخب بقيادة المدرب هيكتور كوبر الذي تعاقد معه اتحاد الكرة مطلع شباط الماضي وخاض أول تمرين له مع منتخب سورية الأحد الماضي بعد وصوله السبت مع المنتخب إلى الإمارات لإقامة أول معسكر خارجي تحت قيادته.
وتأتي أهمية الفوز أنه الأول على تايلاند في ستة لقاءات جمعتنا معه، وهو أيضاً أول فوز لسورية بعد سبع خسارات تحت قيادة مدربنا الوطني حسام السيد الذي قاد منتخبنا بتشكيلة أغلبها من اللاعبين المحليين.
الفوز بمطلقه لا يعني الكمال، لكنه مهم جداً لاستعادة الثقة بعد أن فقدها لاعبونا من كثرة الخسارات والإخفاق، ومن الاضطراب الذي ساد أجواء المنتخب في اختيار اللاعبين ومعرفة مدى صلاحيتهم وإلى ما هنالك من أمور.
المدرب الأرجنتيني لعب في الشوط الأول بالتشكيلة الاعتيادية لمنتخبنا التي خاض بها تصفيات كأس العالم، لكنه في الشوط الثاني تدخل بحرفية عبر تبديلات قلبت المجريات رأساً على عقب وقدمت لنا لاعبين جدداً كانت مشاركتهم فرصة لإثبات وجودهم من خلال المهارة والسرعة اللتين اشتقنا لرؤيتهما في الملعب.
لاشك بأن الفوز يعكس الإصرار والثقة، اللذين تحلى بهما لاعبونا، وهذا الفوز لا يعمينا عن رؤية الكثير من الأخطاء وخصوصاً في الشوط الأول، وربما أسلوب اللعب التايلاندي الذي ضيق على منتخبنا كل المساحات، جعل لاعبينا يلجؤون إلى الكرات الطويلة التي لم تحد من سيطرة الضيف الذي استحوذ على الكرة أغلب أوقات الشوط وحاز كل تفاصيل اللعب بينما كان منتخبنا يدرأ عن مرماه الخطر ويبعد الكرات وقد كتم التايلانديون أنفاسه.
وتنفس منتخبنا في الشوط الأول مرتين عبر كرتين مرتدتين الأولى في الدقيقة 24 بحرفنة العمرين، لكن الكرة مرت بجوار القائم الأيسر، والمرة الثانية عندما استغل الخريبين كرة خاطئة من الحارس فأرسلها مقشرة إلى عمر السومة الذي أودعها بسهولة في المرمى في الدقيقة 26.
المنتخب التايلاندي رغم أن مهارات لاعبيه الفردية جيدة ويمتاز باللعب الجماعي إلا أنه كان ضعيفاً بديناً وبدا ذلك عند الالتحام مع لاعبينا، كما أنه ضعيف بالتسديد فكل تسديداته كانت عشوائية، كذلك لم يستطع استغلال الكرات الثابتة فمن ست ركلات ركنية أتيحت له تصدى العالمة لها بسهولة، وحالات الضعف هذه هي التي منعت هذا المنتخب من الاستفادة من سيطرته التي لم يترجمها إلا بهدف ملعوب جاء في الدقيقة الأخيرة من عرضية أودعها المهاجم برأسه كان من الصعوبة على العالمة ردها.
التعادل بنهاية الشوط الأول بهدف لهدف كان منطقياً، وهو تعادل أشبه بالفوز لمنتخبنا.
انتظرنا الشوط الثاني لنحكم على رؤية المدرب الأرجنتيني وما سيفعله في الشوط الثاني، وكان للمسته الأثر الطيب على أداء منتخبنا الذي ارتفع مع التبديلات المؤثرة وخصوصاً عندما نزل عمار رمضان ومحمد الحلاق فتحركت الأجنحة بشكل فعّال، وكان للريحانية دور كبير في تحريك الهجوم رغم نزوله المتأخر وأحد صانعي الهدف الثالث.
لم نشاهد المدرب الأرجنتيني يتحرك في الخط الخلفي فأبقاه على حاله كأنه راض عنه ولو من الناحية الانضباطية، أو أنه شعر بأن الدفاع ملائم لخطورة المنتخب التايلاندي وبالتالي لابد من تفعيل دور خط الوسط لتحريك العمليات الهجومية.
في مجريات الشوط الثاني بدأت المنتخب التايلاندي ضاغطاً كما بدأ الشوط الأول، وبعد عشر دقائق ومن أول فرصة سورية ومن كرة المواس إلى الخريبين كانت إعاقة الخريبين وركلة الجزاء المستحقة التي سجل منها الخريبين نفسه الهدف الثاني.
عاود التايلانديون الهجوم فرد العالمة كرتين قبل أن يستبدل بالمدنية، ثم جاءت التبديلات تباعاً فنزل فهد اليوسف وعمار رمضان ومحمد الحلاق فاشتعلت كل الجبهات وباتت المباراة متوازنة ثم انقلبت لمصلحة منتخبنا، وتوالت الفرص المباشرة فأضاع الرمضان كرة وهو منفرد من جهة اليسار ثم أبعد الدفاع تسديدة محمد الحلاق الخطرة، وتدخل حارسنا المدنية وأنقذ كرة خطرة قبل عبورها المرمى، ثم ضاعت كرة من الخريبين وتسديدة للحلاق أبعدها الدفاع إلى ركنية.
السيطرة السورية أثمرت عن هدف ثالث سجله محمد الحلاق بحرفنة بعد تمريرة ذكية من محمد ريحانية في الدقيقة 83، وانفتحت بعدها المباراة وسارت هجمة بهجمة، فأخرج الحارس تسديدة الرمضان لركنية وأضاع التايلانديون فرصة داخل منطقة الجزاء.
وطالب منتخبنا بجزاء بعد عرقلة الرمضان الواضحة داخل الصندوق، وأغرب قرار للحكم عندما أوقف اللعب وثلاثة من لاعبينا منفردين بالمرمى ليحرمهم من إتاحة الفرصة، فتضيع الكرة من مباشرة لتكون الفرحة في النهاية سورية بنتيجة 3/1 وهي إيجابية، المباراة تعتبر أول امتحان لمنتخبنا ولكادره الفني وقد نجح في هذا الامتحان، ولاشك بأن هذه الأيام هي بمنزلة تعارف بين المدرب ولاعبيه، وما علينا إلا الانتظار قبل الحكم على المنتخب، والآن تتساءل: هل يعيد كوبر لمنتخبنا شخصيته وهويته؟
الجدير ذكره أن منتخبنا خسر أول ثلاث مباريات مع تايلاند حسب التالي: عام 1978 بدورة مرديكا 1/3 وسجل هدفنا راكان متيني والثانية عام 1982 بدورة الألعاب الآسيوية 1/3 وسجل هدفنا جورج خوري والثالثة عام 1984 بتصفيات الأمم الآسيوية 2/3 وسجل لنا نبيل السباعي وعبد القادر كردغلي.
التعادل الأول كان عام 2009 بلقاء دوي وسجل للمنتخب رجا رافع، ثم تعادلنا 2/2 قبل أن نخسر بركلات الترجيح 6/7 وسجل لنا محمود مواس وعبد الفتاح الآغا وذلك عام 2016.
المذاكرة الثانية
اللقاء الثاني لمنتخبنا سيقام مساء غد الثلاثاء في المنامة ويلتقي خلالها المنتخب البحريني ومن الطبيعي أن نشهد تغييرات في المنتخب وخصوصاً في المنظومة الدفاعية وربما شاهدنا لاعبين جدداً سيتم إشراكهم للمرة الأولى وهذا أمر طبيعي ومرتقب.
التقينا مع البحرين 27 مرة فزنا في 14 مباراة وتعادلنا في ثماني مباريات وخسرنا خمس مرات.
التعادل وقع في 1979 و2006 و2012 و1985 بنتيجة 1/1 وصفر/صفر عام 1987 و2/2 عام 2004 و2005 و2008، والخسارات عام 1981 بهدف و1998 و2002 بهدفين دون مقابل و2004 بهدفين مقابل هدف واحد.
وفزنا 1/صفر سبع مرات و2/صفر ثلاث مرات و2/1 مرتين و3/2 مرتين.
وأفضل مسجلينا على البحرين فراس الخطيب وزياد شعبو ثلاثة أهداف ونزار محروس وجهاد الحسين ومحمد زينو هدفين وسجل هدفاً واحداً كل من: عبد القادر كردغلي وروميو اسكندر وجورج خوري وعلي الشيخ ديب وخالد الظاهر وعمار عوض ولؤي طالب ونهاد حاج مصطفى وجومرد موسى ويوسف شيخ العشرة ومحمود آمنة وماهر السيد وعدي جفال وأحمد الدوني وعمر السومة وكيفورك مردكيان ومحمد عفش ومحمد عثمان.
البعثة
منتخبنا الوطني غادر السبت قبل الماضي إلى الإمارات العربية لإجراء معسكر مغلق هو الأول له بقيادة المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر وطاقمه، ووصل اللاعبون المحترفون إلى المعسكر تباعاً وأجرى المنتخب تمارين يومية منذ اليوم الأول لوصول المنتخب وشارك في التمرين الأول 16 لاعباً من أصل 23 لاعباً تمت دعوتهم لهذا المعسكر.
وبدأت التمارين بحضور كل من إبراهيم عالمة وأحمد مدنية وعبد الله الشامي وفارس أرناؤوط وعمرو ميداني وعمرو جنيات وسعد أحمد وثائر كروما ومحمد مرمور ومحمد الحلاق ومحمود مواس وفهد اليوسف وخالد كردغلي ومحمد عنز وعمر خريبين وعمر السومة.
ولحق بالبعثة تباعاً اللاعبون: ملهم بابولي وسيمون أمين وعمار رمضان وعبد الرحمن ويس وأوليفر كاسكاو ومكسيم صراف وعبد الرحمن ويس، وتم استبعاد محمد عثمان للإصابة.
وتألف الكادر الفني والإداري من رفعت شمالي عضو اتحاد كرة القدم مشرفاً على المنتخب والأرجنتيني هيكتور كوبر مديراً فنياً والمصري محمود فايز مدرباً والوطني محمد غسان معتوق مدرباً وطنياً والمصري عصام الحضري مدرباً لحراس المرمى والأرجنتيني خوسيه نانتاغوزي مدرباً مساعداً ومحللاً للأداء واليوناني أنطونيو ساريو جلو مدرب لياقة.
موفق فتح الله مدير المنتخبات الوطنية، محمد فادي الرباط إدارياً ومنسق علاقات، أحمد كنجو طبيباً، يزن أسبر معالجاً، وسام غيبور مدلكاً، محمد الخاطر منسقاً إعلامياً، يعرب زكريا وفراس الحوراني مصورين، منهل برازي وفراس الزين مسؤولي تجهيزات.
ورافق البعثة اعتباراً من يوم الأربعاء رئيس اتحاد كرة القدم صلاح الدين رمضان.
بطاقة المباراة
سورية × تايلاند = 3/1
مباراة ودية استعداداً للنهائيات الآسيوية التي ستقام في قطر نهاية العام الحالي ضمن أيام الفيفا.
التاريخ: السبت 25/3/2023 – الساعة التاسعة مساء.
الملعب: مكتوم بن راشد آل مكتوم في دبي.
الأهداف: عمر السومة د26 عمر خريبين من جزاء د55 محمد الحلاق د84 / تايلاند د 45+1.
المدرب: الأرجنتيني هيكتور كوبر
تشكيلة منتخب سورية
إبراهيم عالمة- خالد كردغلي- عمرو ميداني- ثائر كروما- عمرو جنيات- محمد العنز- أوليفر كاسكاو- محمد المرمور- محمود مواس- عمر خريبين- عمر السومة.
نزل في الشوط الثاني أحمد مدنية- فهد اليوسف- محمد الحلاق- عمار رمضان- محمد ريحانية وسيمون أمين بدلاً من إبراهيم عالمة ومحمود مواس ومحمد مرمور ومحمد العنز وعمر السومة وخالد كردغلي.