علاقة ظهور الأفاعي بكارثة الزلزال … مدير التنوع الحيوي لـ«الوطن»: ستتراجع هذه الظاهرة ريثما تجد الأفاعي والكائنات الأخرى مكاناً ملائماً لها
| نوار هيفا
تنشط خلال فصلي الصيف ونهاية الربيع خروج بعض الحيوانات الزاحفة من سباتها الشتوي، إلا أن هذه الظاهرة زاد نشاطها مؤخراً بعد حدوث الزلزال خاصة في المناطق الريفية مع تخوف الأهالي بعد حدوث عدة إصابات بلدغات أفاعٍ سامة تسببت بوفاة شاب بريف حماة، من عدم السيطرة عليها مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
مدير التنوع الحيوي بوزارة الإدارة المحلية والبيئة بلال الحايك بيّن أن الحيوانات هي أول الكائنات الحية التي تتنبأ بالزلازل قبل حدوثها، حيث تستشعر الكوارث الطبيعية بسبب امتلاكها مستشعرات الإحساس المتطورة والتي تمكنها من الشعور بها مبكراً، لذلك نشاهد نشاطاً ملحوظاً لهذه الكائنات مغادرة مكان حدوث الزلزال أو البراكين أو غيرها من الكوارث الطبيعية.
وأكد الحايك في تصريح خاص لـ«الوطن» أن التجارب أثبتت أن العلماء الصينيين أخذوا يستعينون بالأفاعي والزواحف للحصول على معلومات متقدمة بشأن توقعات حول حدوث زلازل وذلك قبل عدة أيام من وقوعها، موضحين أن هذه الطريقة تعتمد على مراقبة السلوك غير الطبيعي للأفاعي.
وقال خبراء في مكتب الزلازل في مدينة «نانينغ» في إقليم «غوانغ كسي» في الصين: إنهم يقومون بمراقبة أفاعٍ في عدة مزارع وعلى مدار الساعة عبر كاميرات فيديو مرتبطة بشبكة الإنترنت حيث إن الأفاعي بمقدورها أن تستشعر زلزالاً ما من على بعد 120 كيلومتراً أي قبل فترة وقوعه بمدة تصل إلى خمسة أيام، وعند قرب وقوع زلزال ما تخرج الأفاعي من جحورها حتى في برد الشتاء وإذا كان الزلزال كبيراً فإنها قد تضرب بأجسامها الجدران محاولة الهرب.
وبيّن الحايك أنه ولهذا السبب ظهرت الأفاعي والزواحف بصورة عشوائية وبأعداد أكثر من الطبيعي في مناطق التعرض للزلزال في محافظات (حماة – اللاذقية – حلب – إدلب) حيث إنه بالإضافة إلى ميزة الإحساس المبكر بالزلزال، فإن تأثير الزلزال على الأماكن (جحور) الأفاعي والتي تعتبر مسكناً لها تتأثر بحركة طبقة قشرة الأرض مؤدية إلى تحطيم هذه الجحور وتخريب مساراتها، الأمر الذي يؤدي إلى خروج وظهور كامل الأعداد للزواحف الموجودة في المنطقة المتأثرة بالزلازل، كما أن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الربيع أدى إلى نشاط في حركة الأفاعي وكما هو معروف أن الأفاعي تنشط في أيام الحر وتخرج من سباتها في الأيام الباردة وهذا الأمر ليس بسلوك غريب لمثل هذه الحيوانات التي تعيش في بيئتنا السورية.
وأكد الحايك أنه بشكل طبيعي ستتراجع هذه الظاهرة ريثما تجد الأفاعي والكائنات الأخرى مكاناً ملائماً جديداً تتخذه مسكناً لها، وبالتالي انخفاض وانحسار رؤية الأفاعي وتعود كما هو المعتاد، لتكون بذلك قد وجدت مسكناً (جحوراً) جديدة لها. وهو السلوك الطبيعي للكائنات الحية أثناء تعرض مناطقها للزلازل.
من جهته مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق الدكتور قحطان إبراهيم، كشف عن توافر جميع الأدوية المكافحة لكل القوارض بما فيها الزواحف ذات اللدغات السامة.
وعن آلية مكافحة هذه الزواحف أوضح إبراهيم أن العمل يعتمد على شكاوٍى مقدمة من قبل الأهالي بوجود أفاعٍ في منطقة معينة، ويصل فريق مختص بمكافحة هذه الزواحف وقتلها بشكل فوري، مبيناً أنه في الحالات العادية يتم العمل ضمن جداول خاصة بكيفية إحاطة المدينة بشكل كامل وخلال شهرين تكون المدينة مغطاة بالكامل وتم نشر السموم الخاصة بمكافحة هذه الزواحف بشكل كامل.
وعن أنواع الأدوية الموجودة لمكافحة هذه الزواحف والقوارض أشار إبراهيم إلى توافر أدوية بأنواع مختلفة كالأدوية الشمعية والحبيبات، لافتاً إلى أن الأدوية السمية من نوع «اللانيت» قلما يتم استخدامه حاليا لعدم توافره.
وبيّن إبراهيم أن صعوبة مكافحة الأفاعي تكمن في طبيعة حياتها فهي أولاً تعيش لفترات طويلة، كما أنها قد تكتفي بكمية معينة من الطعام وتختفي مدة طويلة في جحرها، مشيراً إلى أن أكثر أماكن وجود الأفاعي تكون بالقرب من مساكن طيور الحمام، موضحاً أن الأفاعي أنواع منها سام ومنها غير سام، والأفاعي ذات الرأس المثلث تكون لدغتها قاتلة وهي نادرة جداً.