قضايا وآراء

بيادق واشنطن على رقعة المواجهة مع الصين

| هديل محي الدين علي

لا تتوقف الولايات المتحدة الأميركية عن الاستمرار بخلق بؤر توتر بالمحيط الإقليمي لبكين، بهدف الحفاظ على مستوى ضغط أمني وعسكري واقتصادي يهدد الأمن القومي الصيني في محاولة لتنفيذ ما تسميه الإدارة الأميركية على مدى سنوات «ردع الصين».

كندا، البيدق الجديد الذي ينشط بين أيدي واشنطن لإزعاج الصين، يحاول إحياء نسخ الناتو الآسيوية التي فشلت قبل قيامها في مواجهة بكين، من خلال اقتراح إنشاء هيكل بمشاركة أربع دول، يعد نسخة آسيوية جديدة من الناتو تماثل التحالف الأمني الرباعي غير الرسمي، الذي يجمع أستراليا والهند والولايات المتحدة واليابان.

واشنطن التي تحاول خلق كيانات وتحالفات سياسية وعسكرية واقتصادية في منطقة بحر الصين الجنوبي، تعمل على جعله حقيقياً وفعالاً وليس على الورق فقط، لكنها تصطدم بمشاكل عميقة بين دول هذه الكيانات، ناهيك عن العلاقات التجارية التي تجمع هذه الدول مع بكين، ما يجعل أهداف أميركا معقدة وصعبة التحقق، فمثلاً ترى واشنطن في الفلبين، بديلاً محتملاً للهند، في تحالف «الإندو-باسيفيك» الرباعي «كواد»، بسبب عدم تجاوب نيودلهي مع محاولات أعضاء التحالف فرض المشاركة في العقوبات الاقتصادية الشاملة ضد موسكو، وهو ما خلق توترات داخلية بين الدول الأربع المكوّنة لهذا التحالف، فكيف ستواجه واشنطن الصين بتحالف غير متماسك؟

كذلك الأمر بالنسبة للتحالف الدفاعي الثلاثي «أكوس» المكون من أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى كندا واليابان وكوريا الجنوبية وربما حتى تايوان كعضو مشارك، تحالف لا يملك تكاملاً عسكرياً، حيث يقول مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو فاسيلي كاشين لصحيفة «إزفيستيا» الروسية: «إن كوريا الجنوبية واليابان لديهما تحالف ثنائي مع الولايات المتحدة بشكل منفصل، لكن العلاقات بين طوكيو وسيئول إشكالية».

المواجهة مع الصين ليست سهلة وهو أمر تدركه واشنطن جيداً، خاصة أن التنامي الصيني الشامل اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً جعل من بكين مركزاً لشبكة العلاقات الدولية خارجاً عن دائرة التحكم الأميركية إلى حد كبير، وقادراً على صياغة علاقات بين الدول يضمن الأمن والسلم الدوليين ويحد من الضغوط الأميركية التي تستهدف استقلالية القرار السياسي الدولي.

كندا والفلبين وكوريا الجنوبية هي بيادق واشنطن على رقعة المواجهة مع الصين، تنقصها فعالية التأثير والتكامل الشامل، خاصة أن منطلق هذه الدول منطلق غير موضوعي ويفتقر للاستناد إلى المصالح الوطنية لها، فهل تنجح هذه الخطط الأميركية بتحقيق أهدافها، خاصة أن الوقت ليس في مصلحة واشنطن التي تشاهد التنين الصيني يكبر ويتضخم بسرعة هائلة؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن