لافروف: أميركا تخطت حدود اللباقة في محاولات إثبات هيمنتها على العالم … بوتين يؤكد حرصه عليها وينتقد الحاسدين: علاقاتنا مع الصين لاتهدد أي دولة
| وكالات
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تتفهم العالم الذي تعيش فيه، وتقدر عالياً وتحرص كثيراً على علاقاتها مع بكين، مشيراً إلى أن روسيا لا تنشئ تحالفاً عسكرياً مع الصين، مؤكداً أنها لا تهدد أي بلد، في حين صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن الولايات المتحدة تجاوزت جميع حدود اللباقة خلال محاولاتها إثبات هيمنتها على العالم.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أشار بوتين، إلى أنه كان هناك دائماً وعلى مدى عقود، الكثير ممن أرادوا وضع الصين في مواجهة الاتحاد السوفييتي وروسيا أو العكس، قائلاً: نحن نفهم العالم الذي نعيش فيه، ونحن نحرص على علاقاتنا مع الصين ونقدر عالياً المستوى الذي وصلنا إليه في السنوات الأخيرة.
ولم يوافق الرئيس الروسي على الرأي القائل بأن موسكو قد تقع تحت تأثير جدي من جانب بكين، ولفت الانتباه إلى أن الاقتصاد الأوروبي يعتمد بدرجة أكبر على الصين، مضيفاً: هؤلاء ليسوا من المشككين والمتشائمين بل من الحاسدين. لماذا؟ لأن اعتماد الاقتصاد الأوروبي نفسه على الصين ينمو بوتيرة أسرع بكثير مما لدى الاقتصاد الروسي، وبشكل أكثر من ذلك بكثير تنمو التجارة بين الصين وأوروبا بمعدل مرتفع للغاية ولذلك الأمور تبدو عكس ذلك، من الأفضل لهم التفكير بأمورهم.
إلى ذلك بين بوتين أن روسيا لا تنشئ تحالفاً عسكرياً مع الصين، مؤكداً أنها لا تهدد أي بلد.
وخلال رده في حديث لقناة «روسيا-24» على سؤال هل يشكل التعاون بين موسكو وبكين تهديداً للغرب؟ قال بوتين: لا، هذه المزاعم لا تتطابق بتاتاً مع الواقع، مضيفاً: نحن لا نشكل أي تحالف عسكري مع الصين. نعم، لدينا أيضا تعاون في مجال التعاون العسكري- الفني، ونحن لا نخفيه، لكنه شفاف، ولا يوجد سر هناك.
وأشار بوتين إلى أنه رغم شفافية العلاقات بين موسكو وبكين، تتخذ الدول الغربية محاولات لتشكيل «ناتو عالمي» يضم مناطق جديدة.
ولفت إلى أن «الناتو» أقر مفهوماً إستراتيجياً جديداً له، معلناً «عالميته» وخططا لتطوير العلاقات مع دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ، في توجه يذكّر بالكتلة العسكرية لدول «المحور» خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي هذا السياق تطرق الرئيس الروسي إلى الاتفاقية التي توصلت إليها بريطانيا واليابان مطلع هذا العام بشأن تطوير العلاقات في المجال العسكري، قائلاً: هذا هو السبب الذي يدفع سياسيين غربيين أنفسهم للقول إن الغرب بدأ في بناء محور جديد شبيه بالمحور الذي شكله في ثلاثينيات القرن الماضي النظامان الفاشيان في ألمانيا وإيطاليا واليابان بالسياسة العسكرية ذاتها.
ومن جانب آخر، أكد بوتين أن الدول الغربية هي «المحرض والمسبب» الأساسي، للصراع في أوكرانيا.
وأوضح في مقابلة مع برنامج «موسكو الكرملين بوتين» عبر قناة «روسيا -1»: بدأ كل شيء بانقلاب دستوري مسلح، وكان علينا حماية سكان شبه جزيرة القرم، وبجميع الأحوال كان سينتهي بنا المطاف بحماية سكان دونباس، فالغرب الذي يتظاهر بأنه لا علاقة له بما يحصل هناك، هو المحرض الأول لهذا الصراع، واليوم يتم نقل ملايين قطع الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية لإطالة أمده.
وأضاف: يمكن تحميل القيادة الأوكرانية السابقة مسؤولية بعض الأخطاء، لكن هذا شأنهم الداخلي، لكن تنفيذ انقلاب دموي موضوع مختلف تماماً، وما كان ليحصل هذا من دون دعم غربي، وهذا الأمر واضح تماماً، مشدداً على أن الغرب يتجاوز جميع الخطوط الحمر، بإمداده لأوكرانيا بالأسلحة، منوها بأن الغرب يمد أوكرانيا بالأسلحة منذ العام 2014، وأنهم أسهموا بشكل مباشر في الانقلاب الأوكراني حينها.
بدوره أشار المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف في مقابلة مع برنامج «موسكو الكرملين بوتين» عبر قناة «روسيا -1» أن اللقاء بين الرئيسين بوتين والصيني شي جين بينغ، دام لفترة أطول من المدة التي كانت مخططة، وبشكل غير متوقع، ما يدل على حجم الثقة المتبادلة بين الزعيمين، وثراء محادثاتهما.
وزار الرئيس شي موسكو يومي الـ20 – 22 من آذار الجاري، في أول زيارة رسمية له، عقب إعادة انتخابه، رئيساً لبلاده لولاية ثالثة.
وخلال اليوم الأول من الزيارة، اجتمع الرئيسان على حدة واستمرت المحادثات بينهما مدة 4.5 ساعات، وفي الـ21 من آذار، اجتمعا في الكرملين وأجريا عدة محادثات استمرت 6 ساعات تقريباً.
وعلى خط مواز، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن الولايات المتحدة تجاوزت جميع حدود اللباقة، خلال محاولاتها إثبات هيمنتها على العالم.
وأضاف لافروف، لبرنامج «موسكو الكرملين بوتين»، عبر قناة «روسيا -1»، «بحثنا أمس مع زملائنا الصينيين، إمكانية صدور بيان من البيت الأبيض، يفيد بأن الولايات المتحدة تعتبر أنه من غير المقبول صدور أي دعوات للسلام في أوكرانيا عقب القمة الروسية الصينية.
وأوضح لافروف: يمكن توقع صدور أي شيء من الولايات المتحدة خلال محاولاتها إثبات هيمنتها على العالم، فساسة البيت الأبيض تجاوزوا جميع حدود اللباقة الدبلوماسية والأخلاقية على حد سواء، ولا نستبعد تجاوزهم لحدود أخرى.
وردا على سؤال حول كيفية تعامل الصين مع مثل هذه الضغوط الأميركية، قال لافروف: الجانب الصيني يعكس تقاليد حضارة عظيمة عمرها آلاف السنين، طوروا خلالها أسلوبهم الخاص، مضيفاً الأسلوب الصيني يكمن في الفضيلة والكرامة، والتحليل العميق لكل ما يحدث، والاعتماد على الاستنتاجات العميقة، وتجنب اتخاذ أي خطوات متسرعة.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية حصيلة خسائر الجيش الأوكراني خلال آخر 24 ساعة، مشيرة إلى مقتل 440 جندياً أوكرانياً على خمسة محاور قتال أساسية.
وقالت الدفاع الروسية في تقريرها اليومي الصادر أمس، إن قواتها قضت على أكثر من 70 جندياً أوكرانياً على محور كوبيانسك، ونحو 90 جندياً على محور كراسني ليمان، وما يزيد على 200 جندي على محور دونيتسك، و60 جندياً على محوري جنوب دونيتسك وزابوروجيه، إضافة إلى نحو 20 جندياً على محور خيرسون.
وتضمنت خسائر الجيش الأوكراني على هذه المحاور 6 مدافع هاوتزر D-30، ومدفعي هاوتزر «مستا-بي»، ومدفع هاوتزر ذاتي الحركة «أكاتسيا»، وراجمة صواريخ «غراد»، ومدفعا ذاتي الحركة Krab بولندي الصنع، ومدفع M777 أمريكي الصنع، ومحطتي رادار لمكافحة البطاريات AN / TPQ-50 أمريكية الصنع، ومستودعي ذخيرة في دونيتسك وخاركوف.
إلى ذلك أفاد مراسل «نوفوستي»، بأن القوات الروسية سيطرت بالكامل على مصنع معالجة
المعادن «آزوم» في أرتيموفسك، الذي زاره فلاديمير زيلينسكي في كانون الأول الماضي. ومنح الأوسمة والميداليات للعديد من العسكريين الأوكرانيين هناك.
ووفقاً للمقاتلين الذين اقتحموا المصنع، توجد في ورش هذه المؤسسة الكثير من الملاجئ تحت الأرض وفيها يمكن الاختباء من القصف المدفعي ومن الضربات الجوية، لكن بالنسبة للقوات الأوكرانية، كان ظهور القوات الروسية غير متوقع.
وفي محصلة القتال، تمكنت قوة الاقتحام الروسية من قتل العديد من العسكريين الأوكرانيين بما في ذلك أحد الضباط، ووقع في الأسر أحد أفراد العدو.
وتقع أرتيموفسك في الجزء الذي تسيطر عليه كييف من جمهورية دونيتسك الشعبية شمال مدينة غورلوفكا، وهي محور نقل مهم لتزويد المجموعة الأوكرانية في دونباس. وتدور معارك ضارية خارج المدينة خلال الأشهر الستة الماضية.
ووفقا لأحدث البيانات، قطعت القوات الروسية جميع الطرق المعبدة أو سيطرت عليها نارياً، وأدى ذلك إلى بدء عملية سقوط المدينة، وتعقيد تسليم الذخيرة وتجديد موارد القوات المسلحة الأوكرانية بشكل جدي.