المعهد العالي للفنون المسرحية يحتفل بعيد المسرح العالمي … د. لبانة مشوح: وزارة الثقافة وكل ما يتبع لها تضع ثقلها في سبيل رفع مستوى الإنتاج المسرحي
| مصعب أيوب
المسرح هو أبو الفنون وأولها حيث كانت المسارح هي الوسيلة الوحيدة للتعبير الفني بعد حلبات المصارعين والسباقات. فالمَسْرَح شكل من أشكال الفنون يؤدى أمام المشاهدين، يشمل كل أنواع التسلية من السيرك إلى المسرحيات.
بحضور د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة واحتفالا باليوم العالمي للمسرح أقام المعهد العالي للفنون المسرحية احتفالية اليوم العالمي للمسرح ظهر أمس عند الساعة الواحدة والنصف بحضور الدكتور ثامر العربيد عميد المعهد العالي للفنون المسرحية ود. نايف الياسين مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب، تضمنت افتتاح معرض الكتاب لمجموعة من الكتب التي تحكي تاريخ المسرح وأساسياته وأنواعه ومدارسه كما تخللها افتتاح إستديوهات التمثيل والقاعة الأرضية للتدريبات بعد إعادة التأهيل ومعرض لبعض نتاج السينوغرافيا.
في معرض حديثها الدكتورة لبانة مشوح أكدت أهمية دور المسرح وضرورة الاحتفال به لأن الثقافة كتلة متكاملة والمسرح جزء لا يتجزأ من ثقافة أي بلد.
وشددت على أن الوزارة والجهات التابعة لها تسعى جاهدة لإبراز دور المسرح وأشادت بأهمية الكتب التي عرضتها الهيئة العامة السورية للكتاب التي تعد في غاية الأهمية بالنسبة للدارسين والباحثين في مجال السينما والمسرح والأداء التمثيلي والإخراج والدراسات المسرحية والنقدية مؤكدة أن أسعار الكتب زهيدة جداً وضئيلة وهي مبالغ متاحة في متناول الجميع ويمكن للطالب أو الدارس اقتناء عدد لا بأس به من الكتب بمبلغ بسيط وهذا هو دور وزارة الثقافة في سعيها الدائم لنشر وتنوير الفكر وتأسيس فكر منفتح بناء ومبدع وما من مكان أجمل وأنسب من المعهد العالي للفنون المسرحية لعرض هذه الكتب القيمة فيه.
وأشارت مشوح إلى أن هذه الاحتفال مميز لأن المعهد يلبس حلة جديدة ولا سيما بعد إعادة تأهيل عدد من قاعة التدريس والتمثيل وقاعة التدريب على الرقص مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تتم إعادة تأهيل هذه القاعات التي أصبح شكلها مختلفاً واستطاعتها أكبر وتم تزويدها بإمكانيات وتقنيات متطورة للطلاب والأساتذة على حد سواء تسهم في رفع مستوى الإنتاج المسرحي.
وأردفت إنه رغم كل ما مرت بها سورية من دمار وخراب بقيت الحركة المسرحية واقفة ومستمرة فهي مهمة لضمان استدامتها وتطورها في المعهد العالي للفنون المسرحية وأكدت أن الوزارة دائما داعمة للثقافة والفكر الإبداعي.
من جانبه عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور ثامر العربيد أعرب عن سعادته الشديدة بوجود وزيرة الثقافة مبيناً أن الاحتفال اليوم يعد احتفالين ولاسيما اليوم العالمي للمسرح وإعادة افتتاح بعض القاعات والصالات التدريبية والتمثيلية بعد إعادة تأهيلها.
وأوضح أن مجموعة الفعاليات اليوم تؤكد أن المعهد هو المطبخ الذي يتم فيه تحضير وتجهيز وإنتاج المبدعين بشكل احترافي بكافة الاختصاصات ولاسيما أن المعهد يسير في اتجاه صحيح من دورات وورشات عمل تخصصية في سعينا لأن يكون المسرح فناً يؤمن فيه أبناؤنا ويخرج الاختصاصات الخمسة في المعهد إضافة إلى أن نجعل من يوم المسرح العالمي مناسبة لنؤكد أن هذا الفن يعنينا ويعنينا أن يكون طلابنا نوعيين باختصاصاتهم والنتائج التي يحققونها في سوق العمل.
وختم إن المعهد يحرص دائماً في اليوم العالمي للمسرح على تكريم أبناء المعهد الخريجين من الدفعات المتباعدة منذ الدفعة الأولى حتى اليوم وهو تقليد يعمل به المعهد وسيتم تكريم بعض الفنانين اليوم على خشبة سعد الله ونوس من دفعة ١٩٨٨ ويقوم بعض زملائهم بتكريمهم في هذه المناسبة.
في تصريح خاص لـ«الوطن» يوضح الدكتور نايف الياسين أنه بهذه المناسبة كان من الضروري أن يتم تعاون مشترك بين المعهد العالي للفنون المسرحية والهيئة العامة السورية للكتاب وهو ما وجدناه اليوم في المطبوعات التي تعنى بدراسة المسرح والنقد المسرحي والفنون والإبداع بواقع ٥٠٠ كتاب تقريباً حيث تم اختيار عناوين الكتب لتتناسب مع طلاب المعهد وأساتذته والمعنيين بالمسرح والفنون على اختلافها فقد تم التركيز على هذا المجال.
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى الكتب العربية التي احتضنها المعرض فهناك كتب تتضمن بعض المؤلفات المترجمة مثل كتاب ستانسدارسكي في تطوير الممثل المستعمل في الدراسات التمثيلية بمعظم جامعات العالم.
وأوضح أن بعض الكتب قديمة وبعضها نسخ حديثة ولكن تصب بالنهاية في ذات النهر الذي يوصلنا إلى المسرح والإبداع.
رئيسة قسم السينوغرافيا أكدت أن السينوغراف ضروري في المسرح ومن دونه لا يوجد مسرح فنحن نصمم ونجهز المسارح والفضاء المسرحي فنحضر للممثل والمخرج الأجواء المناسبة ليعمل بأريحية.
وأوضحت أن طلاب القسم يدرسون تصميم الديكور وتصميم الأزياء والمكياج وبناء المجسمات التي تدعم فكرة النص بالإضافة للأقنعة التي يتم تصنيعها بإشراف أساتذة القسم.
وأفادت أن معظم المجسمات يتم تصنيعها بمواد معادة التدوير من ورق صحف ومعادن ومواد بلاستيكية وما شابهها لتفادي رميها بالدرجة الأولى وبسبب التكلفة العالية لشراء مواد خام تخدم الموضوع.
أحمد النوش طالب في قسم الرقص أعرب عن سعادته الشديدة بإعادة تأهيل القاعات حيث زودت بمكيفات متطورة وأجهزة إضاءة فائقة ومسرح متحرك مصغر وأضاف إن الرقص أحد أبرز الفنون الرئيسية في المسرح حيث سيكون لنا مشاركات عديدة ضمن اللوحات الراقصة في العرض المسرحي والغنائي على مسرح سعد الله ونوس عند الساعة الرابعة لتكريم بعض الخريجين القدماء.
ومما جاء في كلمة سيدة المسرح العربي سميحة أيوب «رسالتنا نحن حملة مشعل التنوير منذ أول ظهور لأول ممثل على أول خشبة مسرح أن نكون في طليعة المواجهة لكل ما هو قبيح ودميم ولا إنساني».
وقدم طلاب المعهد وأساتذته عرضاً بهذه المناسبة وتم تكريم عدد من الخريجين والأساتذة.