مليونير الكوسا
| محمد حسين
تصدر مشهد «المزارع» وهو يؤدي رقصة فولوكلورية في سوق الهال (الرمل) بطرطوس أحاديث الناس بطرطوس وكل روى القصة على مقاسه لكن (الكوسا) كانت بطل كل تلك القصص بلا منازع.. وهذا المزارع «الفرح» على ما يبدو نزل إلى السوق ومعه طنان من الكوسا وكانت صدمة عمره التي سيعود بها وفي جيبه /2/ مليون ليرة..
ذلك اليوم المشهود الذي وصلت أسعار «الكوسا» إلى الألف ليرة للكيلو لا يمكن نسيانه ببساطة.. ليس لأن «الكوسا» لا تستحق ذلك التكريم بل لأننا نحن لا نستحقها ومن حقها أن تتشاوف علينا من الآن فصاعداً حتى وإن هبطت أسعارها إلى ما دون /600/ليرة..
قد يكون من الصعوبة نسيان «يوم كوسا» بسهولة نظراً لكثرة ما تم الحديث عنه ولكن يبدو ذلك كزوبعة في فنجان لأن «الكوسا» ليست وحدها من أصبحت حلماً لشريحة واسعة من أهلنا بل كذلك البندورة والخيار والباذنجان والبيض واللحمة والجبنة واللبن إلى آخر قائمة «الهم» الغذائية التي حولتنا إلى بشر يعيشون تحت خط الفقر وربما العوز.. فوجدوا ضالتهم في السخرية حتى من أنفسهم..
ربما من حق الكوسا أن تتشاوف على الموز ولو مرة في الحياة وكذلك من حق بقية الخضر والفواكه ولكن نحن أليس من حقنا أن نتشاوف على شيء ما.. أو أن نحلم بذلك؟!!
صديقي الذي اشترى ورقة يا نصيب وجد الحل بعد أن قام بذلك في غفلة عن زوجته من دون أن يخبرنا كيف استطاع تأمين ثمنها وهو الآن يحلم بنقود الجائزة وكأنها في جيبه.. وينظر شزراً صوب الخضر والفواكه واللحوم والأجبان مهددا متوعدا قائلا في سره سيأتي قريباً ذلك اليوم الذي سأنتقم فيه منكم جميعاً دفعة واحدة..
صديقي هذا وجد الحل بالحلم.. وهو مربط الفرس فنحن على أبواب سنة جديدة ولا حل في الأفق يمكن الركون إليه ولم يتبق لنا سوى الحلم والأمل بأن الغد سيكون أفضل فلنحلم ولنأمل..