ثقافة وفن

كلماتنا

| منال محمد يوسف

وكم تعبرُ عن «مكنون ذواتنا»؟

وكم تُستوحى من نطق أرواحنا؟ من همسٍ تعالى صراخه ولكنه بقي أثير الصمتِ، بقي يتربع بين أوراق صفحاتنا نحن.

كلماتنا

وكم ننتمي إليها وكأنّها مدائن الشيء الآخر الذي نُريد السفر إليه والسُكنى فيه؟ وكم تبدو عفوية إذ كُتبتْ بصدقٍ رهيبٍ.

كلماتنا.. وكم تُترجم «وجع الحال» وتلعب عظيم الدور في تغير الأحوالِ؟ وكم تُبحرُ بنا إلى بحرٍ واسع الجمال لا يحدّه المدى، يتسع لرؤى غير غريبة الأطوار، تلك «الرؤى الحالمة» قد تقادم بها عمر الأزمانِ.

كلماتنا.. وما زال النطقُ بها مستمراً ولا تزال تأتي تتويجاً «لفيض المشاعر» تأتي في الاستنطاق الأبهى وكأنّها تُمثّل سِفراً من الأقاويل يُراد النطق بها، ويُراد السفر إلى مداه القريب والبعيد معاً.

كلماتنا.. قد تبدو بها «جمالية الحروف» التي لا تزال تُغتسل بمحبرة الأيام، وقد يبدو حالها مسترسل «الشجن الشجون» مسترسل الوعدِ والوعود، تكتبه القوافي وتضعه في محبرة كلّ الشعراء..

كلماتنا.. ما تزالُ تبتسم ضاحكة إذ تنساب من «محابرنا» تنسابُ مع الوقت اليتيم وتُكتبُ في بهاء الحلمِ و«الأحلام المؤجلة» تُكتب وكأنها دمع ىلها ذاك الرنين والمعنى الهادف.

كلماتنا.. هي بوح المحبّة وأنين الوقت المشتاق، هي «سرّ القلوب واللّسانيات» وهي تُمثّل نطق الجمال الأعلى.

كلماتنا.. هي ضوء المعاني والقناديل، هي لفظ الأماني التي ما تزالُ تتجلّى في لجّة الوعدِ، هي عبارات ما تزالُ تُكتبُ على جدار الوقتِ، هي فيض الحكايات التي تُقالُ بالفطرة، تُقال وكأنّها عبارات شاردة من «محبرة المتنبي» من بلاطات عرش الشعر.

هي فيض المعلّقات التي تُسكبُ من كلّ المحابر، وهي الأقلام التي تكتب «هواجسنا المشتاقة» لكل شيءٍ جميلٍ وهي بوصلة الالتقاء مع ما ننشد وما نتمنى في حقيقة الأمر.

كلماتنا.. ما تزالُ تُكتبُ من خلال «أقلامنا» وما تزالُ تستصرخ كلّ «حروف الأبجدية» تستقطب جماليات قد نأمل أن نكتبُ بعضها على صفحاتٍ قد تُقرأ في يومٍ من الأيام.

كلماتنا.. ما نزالُ نُبحرُ على جِنح نورها الجميل، ما نزال نحاولُ أن ننسج منها «أشرعة الجمال العظيم» وما نزالُ نكتبُ بعضها حكايةً قد تُروى في قادم الأزمان..

وقد نُذكر إذ ما قيلَ: هذا ما تركوه الذي مروا من هنا.. وهذه «كلماتنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن