بعد رفض مجلس الأمن التحقيق في تفجير «السيل الشمالي».. الكرملين: لن نسمح بلفلفة الموضوع … موسكو: واشنطن تدمر العلاقات الثنائية ومزاعمها لتعزيز الديمقراطية قمة النفاق
| وكالات
أكدت موسكو أمس الثلاثاء أسفها لرفض مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الروسي حول تفجير خطوط «السيل الشمالي»، كاشفة أن الغرب ضغط بشكل شديد على أعضاء المجلس خلال التصويت على المشروع، لافتة من جانب آخر إلى أن الولايات المتحدة تدمر علاقتها مع روسيا في المجال الإستراتيجي، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية لأول مرة خلال العملية الخاصة اعتراض قنبلة «جي ال إس دي بي» أميركية الصنع.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: إن الكرملين يأسف لرفض مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الروسي حول تفجيرات خطوط «السيل الشمالي»، مشدداً على ضرورة اهتمام الجميع بالعثور على الذين خططوا ونفذوا الهجوم الإرهابي على خطوط أنابيب الغاز.
وأكد ممثل الكرملين أن روسيا ستواصل بذل كل الجهود الممكنة حتى يتم التوصل إلى تحقيق دولي موضوعي حول تفجيرات خطوط نقل الغاز «السيل الشمالي»، مشيراً إلى ضرورة مشاركة جميع الأطراف المعنية في التحقيق الدولي، حتى يتم إلقاء الضوء على كل من له علاقة بتخطيط الجريمة وتنفيذها.
بدوره كشف نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي أن الغرب ضغط بشكل شديد على أعضاء مجلس الأمن الدولي، خلال التصويت في المجلس على مشروع القرار الروسي حول تفجيرات أنابيب غاز «السيل الشمالي».
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بوليانسكي قوله في تصريح: أعتقد أن الأعضاء الآخرين غير الغربيين الذين امتنعوا عن التصويت، خشوا من الإعراب عن دعمهم لنا علناً، كالعادة كان هناك ضغط قوي من جانب الدول الغربية على الأعضاء الآخرين، لقد أوضح الغرب بشكل قاطع أنه لا يرغب بتصويت يدعم الموقف الروسي.
وأضاف بوليانسكي: رغم عدم تمرير القرار الروسي إلا أننا راضون عن التصويت، حيث لم تتجرأ الولايات المتحدة وتوابعها رغم هيمنتهم على المجلس على التصويت ضد الوثيقة، وفي الوقت نفسه نال مشروع القرار دعم الصين والبرازيل، ودعت الدول الأعضاء غير الغربية الدنماركيين والسويديين والألمان إلى أن يكونوا أكثر شفافية، وشددت على ضرورة اطلاع مجلس الأمن على نتائج تحقيقاتهم.
وتابع بوليانسكي: تحول الاجتماع لمصلحة مطالبنا وليس لمصلحة الموقف الغربي، حيث فقد الوفد الأميركي أعصابه، وحاول ممثله أن يجد في نص مشروع القرار نقاطاً لم تكن موجودة فيه أصلاً، وخلال الاجتماع استفسرنا من المندوب الأميركي نفسه كيف يجب أن نفسر اعتراف الرئيس جو بايدن قبل بضعة أشهر من التفجير بأن خط السيل الشمالي سيتم تدميره، لكن المندوب فضل التزام الصمت المطبق.
ولم يقر مجلس الأمن الدولي أول من أمس الإثنين مشروع قرار روسياً يدعو إلى إنشاء لجنة دولية تحت رعاية الأمم المتحدة للتحقيق في تخريب خطوط «السيل الشمالي».
وصوت لمصلحة الوثيقة فقط روسيا والصين والبرازيل، وامتنع باقي أعضاء مجلس الأمن عن التصويت.
وشاركت في صياغة مشروع القرار الروسي المذكور، الصين وبيلاروس وكوريا الديمقراطية وسورية وإريتريا ونيكاراغوا وفنزويلا.
وفي أيلول عام 2022، وقعت تفجيرات في خطي أنابيب الغاز الروسيين «السيل الشمالي» و«السيل الشمالي-2»، ولم تستبعد ألمانيا والدنمارك والسويد أن هذه التفجيرات كانت أعمال تخريب، وتجري هذه الدول تحقيقات خاصة في هذه الحادثة، لكنها لم تتوصل إلى أي نتائج بعد. ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذه التفجيرات بأنها هجوم إرهابي واضح.
في غضون ذلك، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن إصرار الولايات المتحدة على ادعاء قيادة العالم «في تعزيز القيم الديمقراطية» هو قمة النفاق.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن زاخاروفا قولها في بيان نشر على موقع الخارجية الروسية الإلكتروني أمس تعليقاً على ما يسمى «قمة الديمقراطية» في الولايات المتحدة: إن هذا الحدث الدولي على غرار الحدث الذي عقد في كانون الأول عام 2021 هو المحاولة الثانية من الإدارة الأميركية لعقد مؤتمر لتشكيل تحالف ممن تطلق عليهم واشنطن اسم «الدول الديمقراطية».
وأضافت: نحن من جانبنا نعتبر أن ادعاء واشنطن القيادة في تعزيز القيم الديمقراطية على نطاق عالمي هو قمة النفاق، مضيفة: إن مثل هذه القمم هي مظهر من مظاهر الممارسات الاستعمارية الجديدة في السياسة الخارجية الأميركية، حيث تقف خلف الجهود المبذولة لتنظيمها وعقدها رغبة أميركية في تحديث وإضفاء الشرعية على أدواتها للرقابة، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة.
وعبرت عن أسفها لمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في القمة التي لا تعدو كونها «مسرحية غير لائقة».
من جانبه وصف السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف تصريحات وزارة الخارجية الأميركية بشأن التعاون بين موسكو ومينسك في المجال العسكري النووي بأنها مثال واضح على ازدواجية السياسة الأميركية.
وفي تعليقه على تصريح لنائب رئيس المكتب الصحفي لوزارة الخارجية الأميركية فيدانتا باتيلا بأن الولايات المتحدة تدين القرار الروسي حول نشر الأسلحة النووية التكتيكية في أراضي بيلاروس، قال أنطونوف وفق ما نقلت عنه وكالة «تاس»: لدى المسؤولين الأميركيين ذاكرة قصيرة للغاية، إن واشنطن هي التي تدمر منذ فترة طويلة وبشكل منهجي الأساس القانوني للعلاقات الثنائية مع موسكو في المجال الإستراتيجي.
وأوضح أنطونوف أنه في مقابل التعاون الروسي- البيلاروسي، فإن الولايات المتحدة «تنسق سياستها النووية بشكل وثيق في إطار حلف شمال الأطلسي مع بريطانيا وفرنسا اللتين تتحسن ترساناتهما الإستراتيجية النووية أيضاً من حيث النوعية والكمية، إضافة إلى محاولات نشر أسلحة نووية أميركية في أوروبا ومناطق أخرى».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الثلاثاء لأول مرة خلال تنفيذ العملية العسكرية الخاصة أن دفاعاتها الجوية اعترضت قنبلة ذات قطر صغير يتم إطلاقها من الأرض «جي ال إس دي بي» أميركية الصنع.
ويرى الخبراء أن قذيفة «جي ال إس دي بي» تشكل تهديداً خطراً لأنه يصعب اكتشافها واعتراضها.