الاحتلال اعتقل 13 فلسطينياً في الضفة.. ورام الله تطالب باتخاذ تدابير فورية لمحاسبة مسؤوليه … المستوطنون يصعدون اقتحاماتهم للأقصى ويستولون على مساحات في البقيعة
| وكالات
حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من خطورة دعوات مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي إلى تصعيد الاقتحامات للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان، بينما جدد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ تدابير فورية لمساءلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبتها على جرائمها بحق الفلسطينيين، على حين اعتقلت قوات الاحتلال 13 فلسطينياً في مناطق متفرقة من الضفة الغربية وشددت إجراءاتها في بلدة حوارة جنوب نابلس لليوم الرابع على التوالي.
وذكرت وكالة «وفا» أن وزارة الخارجية الفلسطينية أدانت أمس ما أعلنته جماعات ما تسمى «الهيكل» المزعوم بشأن اتفاقاتها مع قوات الاحتلال على «تمديد ساعات» اقتحاماتها للأقصى في ظل توجيهات الوزير الفاشي ايتمار بن غفير، واعتبرته إمعاناً في تكريس التقسيم الزماني للأقصى على طريق تقسيمه مكانياً.
وقالت الوزارة في بيان لها أمس، إنها «تنظر بخطورة بالغة لهذا القرار الاستعماري التهويدي والعنصري باعتباره تصعيداً خطيراً في الأوضاع على ساحة الصراع.
وحذرت الوزارة من أي تسهيلات يعطيها بن غفير للمقتحمين وتداعياتها في شهر رمضان، وقالت: إن الحكومة الإسرائيلية تسعى لإرضاء مؤيديها المتطرفين وحل أزماتها على حساب حقوق شعبنا، وفي مقدمتها إدخال تغييرات جذرية على الوضع القائم بالمسجد الأقصى والقدس ومقدساتها، وهو ما يتطلب تدخلاً أميركياً عملياً وحاسماً يجبر الحكومة الإسرائيلية على وقف جميع إجراءاتها أحادية الجانب وغير القانونية، قبل فوات الأوان.
جاء ذلك بالتزامن مع اقتحام عشرات المستوطنين يرافقهم عضو الكنيست السابق المتطرف أيهودا غليك المسجد الأقصى أمس تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال، وتنفيذهم جولات استفزازية وتأديتهم طقوساً «تلمودية» في باحاته.
ونشرت قوات الاحتلال عناصرها منذ الصباح في باحات الأقصى وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، وواصلت التضييق على دخول المصلين، كما منعت المصلين من الاعتكاف في المسجد وعرقلت دخولهم فجراً.
في الأثناء، واصلت قوات الاحتلال لليوم الرابع على التوالي تشديد إجراءاتها العسكرية في بلدة حوارة جنوب نابلس.
وقال أمين سر حركة «فتح» في البلدة كمال عودة، إن قوات الاحتلال تنتشر بشكل مكثف عند الشارع الرئيسي، ونصبت عدداً من الحواجز والمكعبات على جانبي الطريق، موضحاً أن قوات الاحتلال تحاول فرض أمر واقع بتحويل خط سير الفلسطينيين عبر طرق فرعية داخل البلدة، وهو أمر مرفوض وسيتصدى له الأهالي.
ترافق ذلك مع تحويل قوات الاحتلال عدداً من المنازل الواقعة بمحاذاة الشارع الرئيسي وسط حوارة إلى ثكنات عسكرية، اعتلت أسطحها.
على خطٍّ موازٍ، اعتقلت قوات الاحتلال 13 فلسطينياً من أنحاء متفرقة في الضفة الغربية، إذ أقدمت على اعتقال الفلسطينيين في بلدة اليامون غرب جنين وفي بيت لحم، و قرية حوسان، وبلدة زعترة شرق بيت لحم و وفي بلدة السموع في الخليل وفي القدس المحتلة .
في الغضون، شيّعت حشود من الفلسطينيين في نابلس، جثمان عمير محمد لولح، الذي استشهد فجر أمس، متأثراً بجروح أصيب بها في عدوان للاحتلال على مدينة نابلس في 22 شباط الماضي، والتي ارتكبت فيها مجزرة أدت إلى استشهاد 11 فلسطينيا وإصابة 20 آخرين.
في المقابل، أقدم مستوطنون إسرائيليون أمس على قطع عدد من أشجار الزيتون في أراضي قرية حوسان غرب بيت لحم.
وذكر رئيس مجلس قروي حوسان محمد سباتين لـ«وفا»، أن مجموعة من مستوطني «بيتار عيليت» الجاثمة على أراضي المواطنين، قطعوا 14 شجرة زيتون مثمرة في منطقة «شِعَبْ خريان»، تعود لأحد الفلسطينيين من عائلة سباتين.
بموازاة ذلك، استولى مستوطنون إسرائيليون على مساحات من سهل البقيعة في الأغوار الشمالية بالضفة الغربية.
وأوضح مسؤول ملف الأغوار في مدينة طوباس معتز بشارات وفق «وفا» أن مستوطنين اقتحموا منطقة الحنو الواقعة في الجهة الشرقية من السهل، واستولوا على مساحات من الأراضي، وبدؤوا بإقامة بؤرة استيطانية تهدد بالاستيلاء على نحو 1800 دونم من أراضي المنطقة.
وأمام هذا الواقع، جدد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مطالبة المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن باتخاذ تدابير فورية وملموسة لمساءلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على جرائمها بحق الفلسطينيين ومحاسبة المسؤولين عنها.
وأوضح منصور في ثلاث رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة أن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تواصل عمليات الاستيطان غير القانونية، حيث أعلنت خلال الأسبوع الماضي مخططاً لإقامة أكثر من ألف وحدة استيطانية لتوسيع مستوطنات غير شرعية مقامة في القدس، ومناطق متفرقة بالضفة الغربية في خرق جسيم لقرارات الأمم المتحدة وللقانون الدولي.
وأشار منصور إلى استمرار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وتصعيدها منذ اليوم الأول من رمضان، في انتهاك صارخ للوضع القانوني والتاريخي للمسجد ومحاولة واضحة لاستفزاز المسلمين، لافتاً أيضاً إلى الاعتداء الذي نفذه المستوطنون في التاسع عشر من الشهر الجاري على كنيسة الجثمانية بالقدس.
وحذر منصور من التحريض المتواصل لمسؤولي الاحتلال ضد الفلسطينيين، مبيناً أن التصريحات العنصرية للوزير في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش التي أنكر فيها وجود الشعب الفلسطيني تعكس الحرب التي يشنها الاحتلال لتصفية الوجود الفلسطيني، وتشكل تهديداً فعلياً بنكبة جديدة.