رياضة

الشيطان في التفاصيل

| بسام جميدة

مقولة أن «الشيطان يكمن في التفاصيل» لا تبدو سيئة عندما نسقطها على واقعنا الرياضي الذي تبدو أغلبية تفاصيله مملوءة بالفوضى في العمل أو لنقل الارتجال حسب الحالة اليومية.

هذا الواقع ليس وليد سنوات قليلة مضت، بل موروث بغيض بات يسكن كل زوايا العمل الرياضي، ولأنهم لا يبدؤون بتلك التفاصيل الصغيرة، ويعملون من خلالها لأجل تلافيها، تكبر وتتجذر وتتعالى في البنيان.

عندما تهمل الاتحادات أصغر التفاصيل في عملها فهي بالتأكيد سوف تتسامح مع التفاصيل الأكبر.

وبالتالي تصبح الثغرات كما الثقوب التي يتسرب منها الماء.

كل التفاصيل مهمة وإن كانت صغيرة إذا أردنا أن يكون لدينا عمل رياضي متكامل.

الحديث يبدو مهماً هنا عن تفاصيل العقود الاستثمارية في الأندية والمنشآت الرياضية التي تمنح للمستثمرين ولسنوات طويلة وبأبخس الأثمان مما يفوت على تلك الأندية التي باتت تتسول إيراداتها من الداعمين والمتنفذين في الرياضة.

وبالتالي لا تستفيد مما تملك من تلك المحال الإستراتيجية المهمة.

ولو سردنا تلك المحال الاستثمارية في كل نادٍ وفي كل موقع رياضي مستثمر وعرضنا موقعه وأهميته، والعوائد التي يمكن أن تأتي من خلاله لو تم تثميرها بشكل صحيح، لما احتاجت الأندية وحتى المنظمة الرياضية للمال من أحد، ولا حتى من موازنة الدولة.

الأمثلة كثيرة والحديث عنها طويل، ولكن نعود إلى تلك التفاصيل الصغيرة المهملة بقصد أو دون قصد والتي تمنح المستثمر أفضلية مطلقة وتطلق يده فيها، سنجد أن تلك العقود هي بمنزلة عقود إذعان للمستثمر الذي يعطي الفتات للأندية وللمنظمة.

ناقشنا هذه النقاط طويلاً وكثيراً ويبدو أن لا جدوى من الحديث، ولكننا سنبقى نذكر بأن أندية المجد والوحدة والنضال مثلاً في دمشق وما تملكه من أماكن مهمة ومقراتها وديونها حدث ولا حرج، وقس على ذلك أندية حلب واللاذقية وحمص وحماة ودير الزور، فمتى يتلافون تلك التفاصيل؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن