شؤون محلية

وجبة إفطار «القبوات والمقادم» تعادل راتب الموظف.. رئيس جمعية اللحامين لـ«الوطن»: الإقبال ضعيف واللحوم لطبقة معينة فقط!

| اللاذقية – عبير سمير محمود

اعتادت عائلات عدة في محافظة اللاذقية على إعداد «قبوات ومقادم» كوجبة إفطار أول يوم جمعة في رمضان، إلا أن الغلاء قد غيّر هذه العادة لتتحول إلى عادات وطقوس منسية في شهر الصيام الحالي.

وبحسبة بسيطة فإن كلفة وجبة القبوات والمقادم والسجقات، تتراوح بين 90 – 110 آلاف ليرة، إذ إن كلفة رأس الغنم بين 20 – 35 ألف ليرة، كيلو السجقات بين 25 – 30 ألف ليرة، 4 مقادم 10 آلاف ليرة، إضافة لتكاليف الغاز والحشوة من رز ولحمة ناعمة وبهارات وسمنة.

وذكر عماد – موظف حكومي- أن اللحوم بأنواعها باتت عبئاً كبيراً على جيب ذوي الدخل المحدود، لتمضي وجبات إفطار رمضان «ناشفة» من دون دسم اللحوم على الإطلاق، إذ إن كيلو اللحم الغنم يعادل راتب الموظف إلا قليلاً، ليسجل سعره حوالي 87 ألف ليرة، وكيلو لحم العجل أكثر من 70 ألف ليرة.

وقالت أم سهيل إنها تضطر لشراء اللحمة بالمقطع حسب ما يتوفر لديها من مال إضافي، مبينة أنها تطلب من اللحام أن يضع لها وزنة بقيمة 15 ألف ليرة لتضيفها للطبخة الأساسية على وجبة الإفطار، معتبرة أنها تضفي طعماً قليلاً على الأقل أفضل من أن تطهو من دونها على الإطلاق.

وحول أسباب غلاء اللحوم، قال رئيس جمعية اللحامين في اللاذقية، عبد الله خديجة، لـ«الوطن»، إن الغلاء الكبير لأسعار الأعلاف هو السبب الرئيسي لارتفاع أسعار اللحوم هذا العام، إضافة لارتفاع أجور النقل من المحافظات الموردة للحوم إلى اللاذقية.

وذكر خديجة أنه في اللاذقية لا يوجد أسواق محلية للحوم الحمراء وتعتمد المحافظة على سوقي حلب وحماة لاستيراد الأغنام والعجول والأبقار، ما يضطر لدفع بين 400 ألف إلى مليون ليرة أجور سيارات حسب المسافة ومصروف الوقود، موضحاً أن مربي الأبقار في اللاذقية بأعداد فردية لا يتجاوزون 5 بالمئة ولا يغطون حاجة المحافظة.

وبيّن أن سعر الخاروف وزن 50 كيلو تقريباً 1.7 مليون ليرة واصل إلى اللاذقية، والعجل وزن 400 كيلو بسعر 11 مليون ليرة، منوهاً بأن الخاروف لم يكن ليتجاوز 350 ألف ليرة قبل سنوات ليرتفع حالياً إلى 5 أضعاف السعر.

وأضاف: إن تكلفة تربية الخاروف الغنم من حيث الإطعام اليومي حوالي 15 ألف ليرة، مقابل 150 ألف ليرة تكلفة إطعام العجل، مشيراً إلى أن كيلو الشعير صار 3700 ليرة بعد أن كان لا يتجاوز 100 ليرة في سنوات سابقة، مضيفاً أن تكلفة كيلو لحم الغنم بين 75 – 80 ألف ليرة، ويباع للمستهلك بين 80 – 90 ألف ليرة للكيلو، والعجل 70 ألف ليرة للكيلو الواحد، منوهاً بأن الأسعار تضاعفت عن رمضان الفائت بنحو كبير.

وأردف خديجة بأن استهلاك اللحوم في رمضان الحالي ضعيف جداً جراء الغلاء الكبير، مبيناً أن المحافظة تستهلك يومياً 40 رأس غنم، و10 رؤوس عجل، على حين كانت العام الماضي بضعف كمية الاستهلاك اليومي على مستوى المحافظة في شهر الصيام.

وعن سعر القبوات والمقادم، قال رئيس جمعية اللحامين، إن سعر رأس الخاروف يتراوح بين 20 – 25 ألف ليرة، والكرشة 5 آلاف ليرة، والمقادم 1500 لكل مقدم، والسجقات بـ25 ألف للكيلو الواحد، وكيلو السودة 40 ألف ليرة، مبيناً أنه في السابق كان اللحام يعطي الكرشة بالمجان للزبون ومع كل رأس عدة مقادم كهدية، ولكن اليوم بات كل شيء له حساب وسعر محدد مع غلاء كافة التكاليف بشكل عام.

واعتبر رئيس الجمعية أن الإقبال على شراء اللحوم تراجع بشكل واضح مع تراجع وانعدام القدرة الشرائية للمواطن إذ إن راتب الموظف يعادل سعر كيلو لحمة فقط!، قائلاً إن «اللحوم باتت لطبقة معينة» فقط.

وعن المنتسبين إلى الجمعية، قال خديجة إن عدد اللحامين 165 لحاماً مسجلاً لدى الجمعية، ويعملون وسط ظروف صعبة سواء بانقطاع الكهرباء أو تراجع الإقبال للشراء والقليل منهم من يبيع بالكيلو بينما معظم المواطنين يطلبون شراء اللحوم بقيم مالية بين 10 – 20 ألف ليرة لا بالأوزان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن