«التعاون الإسلامي»: تصعيد خطير وانتهاك سافر للقانون الدولي … الاحتلال يجدد اقتحام الأقصى ويعتقل 13 فلسطينياً
| وكالات
على حين تواصلت ردود الفعل المنددة بتصعيد قوات الاحتلال ومستوطنيها اقتحاماتهم للمسجد الأقصى واعتداءاتهم، اعتقلت هذه القوات أمس ثلاثة عشر فلسطينياً في الضفة الغربية في حين جدد عشرات المستوطنين اقتحام باحات الأقصى.
وفي التفاصيل، فقد أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، اقتحام المستوطنين باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، واستمرار اعتداءاتهم اليومية على المواطنين الفلسطينيين، وفق ما نقلت وكالة «وفا».
واعتبرت المنظمة هذا التصعيد الخطر اعتداءً على حرمة الأماكن المقدسة وحرية العبادة، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وجددت التأكيد أن المسجد الأقصى بكامل مساحته، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، داعية أطراف المجتمع الدولي الفاعلة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الضغط على إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لوقف هذه الاعتداءات والانتهاكات المتكررة واحترام حرمة الأماكن المقدسة والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي في المسجد الأقصى.
مجلس التعاون الخليجي، أعرب بدوره على لسان الأمين العام للمجلس جاسم محمد البديوي، عن استنكاره لانتهاكات الاحتلال، مشدداً على أن اقتحام المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك يعد تصعيداً خطراً واستفزازاً لمشاعر المسلمين في العالم أجمع، ويتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية، كما يعد انتهاكاً سافراً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والترتيبات التاريخية الخاصة بالمسجد الأقصى.
ودعا البديوي المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه التجاوزات ومضاعفة الجهود لدفع عملية السلام، مؤكداً مواقف مجلس التعاون تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، ودعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية.
على الصعيد ذاته، ندَّدت رابطة العالم الإسلامي بهذا التصعيد الخطِر «الذي يمسُّ حرمةَ المقدسات الإسلامية»، ويمثِّل انتهاكاً خطراً للقوانين والأعراف الدولية ذات الصلة.
وشددت الرابطة على أهمية العمل على مساعي السلام العادل والشامل، وإيقاف كلِّ الممارسات التي تقوِّض فُرَص الحل في المناطق المحتلة، مجدِّدةً التأكيد على أهمية حلِّ قضية الشعب الفلسطيني، التي تُعدّ في طليعة القضايا الدولية المُلحّة والمؤلمة.
وفي صنعاء، رأت وزارة الخارجية اليمنية في اقتحام المستوطنين المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال خطوة تصعيدية ترمي إلى رفع وتيرة العنف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك وفق ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ».
وأكدت الوزارة في بيان موقف اليمن المبدئي الثابت قيادة وشعباً في دعم القضية الفلسطينية بكل السبل، داعية مجلسي الأمن وحقوق الإنسان للاضطلاع بمسؤولياتهما في وضع حد للتجاوزات والاستفزازات الصهيونية المتكررة ولتدهور الأوضاع في المنطقة وارتفاع وتيرة العنف.
المواقف المنددة جاءت بالتزامن مع الإعلان عن إصابة فلسطينيين اثنين واعتقال ثلاثة عشر آخرين خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق بالضفة الغربية أمس.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية فإن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس ومخيم عسكر شرقها وبلدة تلفيت جنوبها، وسط إطلاق الرصاص، ما أدى إلى إصابة فلسطينيين اثنين، كما قامت باعتقال ثلاثة آخرين.
وداهمت قوات الاحتلال عدة أحياء في القدس وبلدات عجة في جنين وبيت ريما في رام اللـه والعوجا في أريحا وبيت ساحور في بيت لحم وإذنا في الخليل، واعتقلت عشرة فلسطينيين.
ووفق وكالة «وفا»، من بين المعتقلين الثلاثة عشر أسيران محرران هما وهبي إحسان الريماوي وعلي علي الريماوي وتم اعتقالهما في بلدة بيت ريما، شمال غرب رام الله.
وأول من أمس، اعتقلت قوات الاحتلال أربعة عشر فلسطينياً في الضفة الغربية.
على خطٍّ موازٍ، جدد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحام المسجد الأقصى المبارك تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال.
وكثّف المستوطنون انتهاكاتهم منذ الصباح الباكر لحرمة المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية، وأدوا طقوساً «تلمودية» عند الأبواب، وفي الساحات.
وعززت قوات الاحتلال من انتشارها داخل الأقصى وعند أبوابه، وتم التدقيق في البطاقات الشخصية، والتضييق على الوافدين إلى المسجد منذ صلاة الفجر، بعد أن أخرجت المعتكفين من داخله ليلاً.