ثقافة وفن

«ملتقى الإبداع» في المعهد العالي للفنون المسرحية يحتفل بالنجوم السوريين … باسم ياخور لـ«الوطن»: نحن أبناء هذه المؤسسة الجميلة التي جعلتنا نصل إلى ما نحن عليه الآن

| مايا سلامي- تصوير عمار بدوي

بخفة ظله وثقل حضوره صنع لنفسه بصمة خاصة في الدراما السورية التي أضاف لها الكثير بتميزه وإبداعه حتى سطع نجمه في سمائها.

تألق منذ بداياته في أدوار مختلفة أثبت من خلالها موهبته الفريدة واللامعة، من نور الدين الزنكي، وخالد ابن الوليد، مروراً بأبو نبال شيخ الوادي وجودة أبو خميس، وغيرها الكثير من الشخصيات التي ترسخت في ذاكرة وأذهان المشاهدين وجعلت من اسمه علامة فارقة وجواز عبور إلى قلوب الجماهير المحلية والعربية.

إنه النجم باسم ياخور الذي حل ضيفاً على «ملتقى الإبداع» الذي يقيمه المعهد العالي للفنون المسرحية بشكل دوري، حيث التقى الطلاب بمختلف اختصاصاتهم وسنوات دراساتهم في جلسة أدارها الناقد سعد القاسم.

حالة رائعة

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال الفنان باسم ياخور: «نحن أولاد هذه المؤسسة الجميلة بكل معنى الكلمة التي جعلتنا نصل إلى ما نحن عليه، وهذا المكان هو الذي رفد سورية والفن السوري بكل الكوادر التي أنجزت هذه الإنجازات العظيمة على مدى السنوات الماضية، وهذه المؤسسة تعيش اليوم حالة رائعة بإدارتها التي تعمل على جميع التفاصيل التي تخص الطلاب لتصقل مواهبهم ويكونوا رافداً جديداً للدراما السورية. »

وأضاف: «المعهد توسع وأصبح فيه الكثير من الأقسام الجديدة مثل قسم السينوغرافيا والرقص التعبيري والذين يديرون هذه الأقسام أشخاص مهمون جداً قدموا أعمالاً عظيمة في الخارج وعادوا ليعملوا في بلدهم، وأتمنى أن يكون هناك دعم للمعهد العالي للفنون المسرحية وللحركة المسرحية فاليوم نحن بحاجة إلى تعزيز فكرة أن الفن والثقافة والإبداع لهم الأولوية».

تجربة غنية

وأوضح عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. تامر العربيد أن ختام فعاليات يوم المسرح العالمي كان بملتقى الإبداع مع النجم باسم ياخور، مبيناً أن هذا الملتقى يهدف إلى تقديم تجارب الفنانين القدوة لطلاب المعهد من خلال حوار أكاديمي وعفوي.

وأكد أن الملتقى اليوم خاص ونوعي فباسم ياخور واحد من الأسماء التي لديها تجربة غنية تستحق أن تكون على بساط الحوار مع طلبة المعهد ليستزيدوا من خبرته، وهو من العلامات الفارقة في الدراما العربية ووجوده مهم في هذا المعهد الذي خرجه.

اتخاذ القرار

وفي بداية الملتقى تحدث الفنان باسم ياخور عن كيفية اتخاذه قرار دخول المعهد العالي للفنون المسرحية، قائلاً: «أنا لم أكن مهتماً بالتمثيل ولم يخطر ببالي أبداً الخوض في هذا المجال، لكن في الحقيقة كنت فاشلاً دراسياً، وأرغب بدراسة شيء متعلق بهندسة الزراعة لأنشئ مزرعة. ومن ثم اقترح علي أحد أصدقاء والدي أن أتقدم إلى المعهد العالي للفنون المسرحية فأعجبت بالفكرة، وتقدمت إليه وكان الأستاذ حاتم علي رحمه اللـه أول من شاهدني ولاحظ موهبتي حينها فدربني على العرض الذي سأقدمه في فحص القبول الذي تمكنت من اجتيازه رغم أن اللجنة طلبت شيئاً مختلفاً عما حضرته».

وأضاف: «درسنا في المعهد العالي للفنون المسرحية في مبناه القديم بدمر البلد وأمضينا أنا ودفعتي أوقاتاً جميلة بالفعل، وكان المعهد في حينها مؤسسة مهمة للغاية تحظى وطلابها بالعديد من المساعدات، كما كان يوجد تركيز عال جداً على المشاريع التي نقدمها».

تجربته المسرحية

وفي حديثه عن تجربته المسرحية، بين أنه: «قدمنا تجربة اسمها «الرجل المتفجر» تبناها الراحل أديب خير الذي وافق على فكرتي فأخرجت هذه المسرحية وقدمت فيها أحد الأدوار، كما استمر عرضها على مدار ثلاثين يوماً حيث جذبت أعداداً كبيرة من المشاهدين لما تضمنته من عرض بصري رائع ومبهر، حيث تلقينا التمويل المناسب لنحجز جناحاً في المعرض القديم ولنبني مدرجات جديدة من أجل العرض».

وأشار إلى أن الحركة المسرحية تحتاج إلى مبادرات فردية وتمويل ومسارح مهيأة، فالمكان هو الحاضنة الأساسية ومن بعد ذلك يمكنك التفكير بمشروع مسرحي جديد.

بداياته التلفزيونية

وبين أن تجربته الأولى في التلفزيون كانت عام 1992 قبل تخرجه من المعهد، ومن بعدها عمل كمساعد صوت في سهرات «موزاييك» إضافة إلى تأديته لمشهدين في إحدى هذه السهرات، مؤكداً أن عمله كفني صوت فاده لاحقاً بتجربتيه الإخراجيتين.

وقال: «بعد تخرجي بثلاث سنوات حصلت على دور بثلاثية «النصابون»، ولعبت دوراً صغيراً بمسلسل «عيلة خمس نجوم» بطلب من الفنان أيمن زيدان الذي شاهدني بمشروع تخرجي وعلقت في ذهنه، ومن بعد ذلك توالت الفرص واستمررت بمجال الكوميديا».

وأضاف: « في البداية أنا تأطرت فعلاً في الكوميديا ولم أخرج منها لفترة طويلة وكان الفضل في ذلك للراحل حاتم علي الذي شاهدني من منظور جديد ومختلف فأعطاني شخصية نور الدين الزنكي في مسلسل «صلاح الدين»، بالإضافة إلى دور البطولة في مسلسل «الثريا» الذي لاقى نجاحاً كبيراً».

وتابع: «وبعد هذه المرحلة أخذت الفرص تدريجياً خارج إطار الكوميديا واجتهدت على هذا الموضوع لأن رغبتي هي أن أكون ممثلاً وليس ممثلاً كوميدياً فقط، فالممثل ينبغي عليه أن يجيد جميع الأدوار المركبة والبسيطة».

وعن تجربته السينمائية، قال: «اشتغلت فيلم سينما في مصر اسمه «خليج نعمة» وفيلماً آخر، لذلك لم يكن في رصيدي تجربة سينمائية ضخمة لأنني لم أخض في أعمال كثيرة، وجاءتني عروض لأعمال سينمائية محلية من إنتاج المؤسسة العامة اعتذرت عنها».

وأشار إلى أن الشيء المهم في تجربة «ضيعة ضايعة» أنها خرجت من لوحة كتبها الأستاذ ممدوح حمادة في مسلسل «بقعة ضوء» ولاقت نجاحاً كبيراً في وقتها، فقررت ونضال سيجري والليث حجو وفادي صبيح أن تصبح مسلسلاً، منوهاً إلى أن البيئة والمكان الذي صور العمل فيه منحهم شيئاً رائعاً كما أن اللهجة أضافت الكثير، بالإضافة إلى الفكرة اللطيفة والمهمة التي طرحها العمل.

وقال: «أنا ونضال سيجري كنا خائفين جداً بعد انتهاء تصوير الجزء الأول وكنا ندعو بألا يتم عرض العمل وشعرنا أننا تورطنا فيه، وفي البداية عرض العمل ومر مرور الكرام دون أن يحدث شيئاً، إلى أن أعيد عرضه بعد ستة أشهر على قناة أبو ظبي فأحدث ضجة ولاقى الكثير من الأصداء الإيجابية، ولا أعرف ما هو السحر الموجود فيه لكننا كنا سعداء في العمل».

ورشات التمثيل

وأعرب ياخور عن رأيه في ورشات التمثيل التي تقام مؤخراً، قائلاً: «عرض علي أن أكون مشارك في إحدى هذه الورشات بدبي ورفضت بشكل قاطع، لأن وجهة نظري تقول إنه يجب ألا يكون هناك أي حالة بديلة عن هذه المؤسسة، فطالب المعهد العالي للفنون المسرحية يدرس أربع سنوات ويتعب حتى يصل إلى حالة معينة، لذلك لا يجوز أن أختزل هذه المرحلة بشهر واحد فقط وأخرج بشهادة معينة لأنافس ذلك الطالب».

وأضاف: «من جهة أخرى هناك أشخاص موهوبون بالفطرة لم تسمح لها الفرصة بالالتحاق بهذه المؤسسة الأكاديمية ومن حقهم أن يجدوا نافذة لتحقيق طموحاتهم، لكن يجب النظر إلى منطقية ومصداقية هذه الورشات والذين يدرّسون فيها، وإن كانت تتيح هذه الورشة من الوقت والجهد والتفرغ صناعة ممثل خلال بضعة أشهر أنا أشك في ذلك».

وتابع: «مع احترامي للأشخاص الذين يقومون بذلك وأنا أعلم أن دوافعهم نبيلة لاكتشاف المواهب من أجل تفعيلها لكن بالمقابل هناك مواهب في المعهد العالي للفنون المسرحية لم يسلط الضوء عليها فأين العدل في ذلك».

المؤتمر الصحفي

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد حواره مع الطلاب، تحدث باسم ياخور عن تكرار ثنائيته مع الفنان سلوم حداد في مسلسلي «العربجي» و«خريف عمر»، وبين أن:«سلوم حداد أستاذ وشريك جميل فعندما كنا طلاباً درّسنا وتابعنا كدفعة، واليوم أنا محظوظ لعملي معه فهو ممثل مهم يتعامل مع الشريك بطريقة رائعة ويهتم فيه أكثر مما يهتم بنفسه ليصنع حالة إنسانية جميلة وأنا سعيد جداً للعمل معه».

وحول أصداء هذين العملين، قال: «ما زلت منغمساً في التصوير لكن الانطباعات التي تصلني كلها جيدة، فالعملان متنوعان ومختلفان وبُذل فيهما جهد كبير، وأتمنى أن يستمر نجاحهما خاصة أننا ما زلنا في بداية العرض والقادم سيكون أجمل ومليء بالأحداث».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن