افتتاح المؤتمر الدولي الـ29 للوحدة الإسلامية في طهران.. وحسون أمَّ المشاركين بصلاة الظهر … روحاني: إسرائيل المستفيد الوحيد من تدمير سورية.. ومفتي الجمهورية: بلادنا فرضت سيادتها على الأعداء
| وكالات
على حين اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن «إسرائيل» هي الطرف الوحيد المستفيد من تدمير سورية، أكد مفتي الجمهورية أحمد حسون أن سورية استطاعت فرض سيادتها على الأعداء بعد خمس سنوات من الحرب الإرهابية عليها.
وفي وقت أكد فيه علي أكبر ولايتي مستشار قائد الثورة أن أنظمة الاستكبار جلبت المجاميع التكفيرية لكي تحارب العالم الإسلامي بالوكالة عنه، أشاد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري بالقوات المسلحة السورية التي لا تزال تدافع طوال خمس سنوات عن الشعب السوري في وجه الإرهاب.
وفي كلمة ألقاها خلال افتتاح المؤتمر الدولي الـ29 للوحدة الإسلامية الذي بدأ أعماله أمس في العاصمة الإيرانية طهران، تحت عنوان «التحديات التي تواجه العالم الإسلامي» بمشاركة حسون وبحضور سفير سورية في طهران عدنان محمود ووفود من 70 دولة، قال الرئيس الإيراني، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إذا قمنا بتدمير شوارع سورية وأبنيتها وقضينا على جميع آثار حضارتها وسرقنا نفط الشعب السوري وبعناه إلى الآخرين، وإذا أضعفنا البلد الذي وقف لسنوات في مواجهة إسرائيل وقاومها فهذا لمصلحة من؟ هل إن إضعاف سورية ينفع العالم الإسلامي وجيران سورية المسلمين، وهل إن تدميرها يفضي إلى إعمار تركيا والأردن والإمارات وباقي البلدان؟ من الذي يفرح لدمار سورية سوى إسرائيل، ومن الذي يفرح من الحرب في العراق سوى إسرائيل وأعداء المسلمين؟».
وتساءل روحاني، في إشارة إلى دول إقليمية تدعم التنظيمات الإرهابية: «هل يعقل أن نشتري من أميركا القنابل والصواريخ المضادة للدروع ونسلمها إلى تنظيمي داعش وجبهة النصرة وباقي الجماعات الإرهابية، وهل إن المسلمين والأمة الإسلامية وروح النبي الأعظم الذي دعانا إلى الرحمة والأخوة ستفرح من مثل هذه الأفعال؟».
ووصف روحاني ما يروجه البعض بخصوص ما يسمى «الهلال الشيعي»، بأنه «كلام مريض ومغلوط»، وقال: «نحن لم نتبن هلالاً شيعياً أو سنياً، بل لدينا بدر إسلامي، ونحن المسلمين نعيش في عالم يجب أن نكون فيه متحدين ومصطفين كالبنيان المرصوص». ودعا الرئيس الإيراني خلال المؤتمر الجميع للتكاتف من أجل مكافحة التطرف والعنف والإرهاب، حسب وكالة «سانا» للأنباء.
بدوره، أكد حسون أن سورية استطاعت بعد خمس سنوات من الحرب الإرهابية الشرسة عليها أن تفرض سيادتها على الأعداء، لافتاً إلى ما أقره المجتمعون في مجلس الأمن قبل أيام بأن الشعب السوري هو صاحب القرار في تحديد مستقبله ومن يحكمه وليس أميركا أو بعض الأنظمة التابعة لها.
وأكد، أن سورية لن تكون جسراً لتنفيذ المشاريع الغربية والأميركية، وقال: «إن الإرهابيين وداعميهم الذين قتلوا المدنيين ودمروا البنى التحتية في سورية، يعقدون الاجتماعات في الرياض وفي الخارج برعاية من الأنظمة والدول الداعمة وهدفهم واحد هو استسلام سورية»، لافتاً إلى أن سورية تدفع الأثمان لأنها وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني وقاومت الصهاينة ورفضت الإملاءات الأميركية.
وطالب حسون جميع الدول وخاصة الإسلامية التي تقيم علاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى إغلاق سفاراته في عواصمها، مشيراً إلى أن سورية التي وقفت بوجه هذا الكيان أغلقت سفاراتها في العديد من الدول وأخرجت من الجامعة العربية ليكون البديل عنها هو من يتعامل مع الكيان الإسرائيلي.
ودعا المشاركين في المؤتمر وجميع أصدقاء سورية إلى عقد الدورة القادمة من مؤتمر الوحدة الإسلامية في دمشق، كما دعا المدارس الفقهية إلى العودة لدراسة القيم والأخلاق الإسلامية بدل التركيز على ما يفرق المسلمين.
وعبّر حسون عن تقديره للمواقف الإيرانية المبدئية الرافضة للرضوخ للغرب والسير في مشاريعه التي تستهدف المنطقة.
وفي سياق متصل أمَّ حسون جميع المشاركين في أداء صلاة الظهر في أحد مساجد طهران.
من جهته أكد ولايتي أن أنظمة الاستكبار والاستبداد العالمي وعلى رأسهم أميركا جلبوا المجاميع التكفيرية لكي تحارب العالم الإسلامي بالوكالة عنهم، مشدداً على أن مهمتنا الرئيسية هي التعرف على المؤامرات الشيطانية وأن نكون ذوي بصيرة تجاهها.
من جانبه، رأى نائب الأمين العام لحزب اللـه في لبنان نعيم قاسم، أن العالم الإسلامي يواجه أزمات نابعة من الهيمنة الاستكبارية التي تتمظهر بمظهرين، بمظهر الاحتلال ومظهر الأنظمة التابعة والمستبدة ونابعة من تشويه صورة الإسلام الذي يجري على أيدي التكفيريين ويعرض صورة سلبية عنه وهذا ما يجب معالجته.
وأضاف: «إن ما يجري في سورية هو اعتداء عليها لتدميرها وما يجري في العراق هو محاولة لسلب حق الشعب العراقي في تحديد مصيره وما يجري في اليمن هو احتلال أرضه والعدوان على شعبه، أما في لبنان فكانت هناك محاولات لجعل البلد تابعاً إلا أننا انتصرنا عليها رغم الدعم الأميركي الكبير لها».
وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، بدوره اعتبر أن الإرهاب هو المستفيد الأول والأخير من الحرب التي تشن على الدولة السورية أو غيرها من الدول، مشيراً إلى أن القوات المسلحة السورية لا تزال تدافع طوال خمس سنوات عن الشعب السوري في وجه الحرب الإرهابية الشرسة في حين لا تزال بعض القوى تتمسك بخيار إسقاط الدولة السورية.
وشدد الجعفري على أن الوقت حان كي يقف العالم صفا واحدا ويلتزم خيار المواجهة ضد داعش وكل أشكال الإرهاب أينما وجد، على حين دعا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق عمار الحكيم إلى طاولة حوار إسلامية تعيد للمسلمين المبادرة، مشيراً إلى أنه لا بديل من الحوار لمعالجة المشاكل ولمواجهة التكفير والتطرف.
ويشارك في هذا المؤتمر نحو 400 مفكر إسلامي من 70 بلداً في إطار 14 لجنة عمل، وسيبحث المؤتمر على مدى ثلاثة أيام الأخطار التي تحدق بالعالم الإسلامي في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها ولاسيما خطري الإرهاب والتطرف.