أعلنت زيادة إنتاج جميع أنواع الأسلحة.. واستنكرت قرار فرنسا بشأن «الإبادة الجماعية للأوكران» … موسكو تتولى رئاسة مجلس الأمن وتدعو إلى توثيق جرائم الغرب ضد الإنسانية
| وكالات
بينما تولت روسيا الرئاسة الدورية الشهرية لمجلس الأمن الدولي أمس، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن زيادة إنتاج جميع أنواع الأسلحة العادية منها والأسلحة عالية الدقة، على حين وصفت الخارجية قرار فرنسا اعتبار المجاعة في 1932-1933 في الاتحاد السوفييتي بأنها «إبادة جماعية للأوكرانيين» بالتكهنات الواضحة بهدف التجييش ضد روسيا.
وقال شويغو خلال اجتماع مع القيادات العسكرية وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «إن تزويد القوات بكل ما تحتاجه من أسلحة يتم تحت مراقبة مستمرة من الحكومة ووزارة الدفاع»، مشيراً إلى أنه «تم تحديد حجم إمدادات الذخيرة الأكثر طلباً ويتم اتخاذ التدابير اللازمة لزيادة إنتاجه».
وأكد وزير الدفاع الروسي أنه نظراً لتوسيع القدرات الإنتاجية وزيادة العمل، فقد زادت الكميات التي يتم إنتاجها لدعم القوات، مضيفاً: «نحن نتحدث عن كل أنواع الأسلحة العادية وعالية الدقة. كل هذا يضمن إنجاز المهام التي حددها القائد الأعلى للقوات المسلحة وفقاً لخطة إجراء العملية العسكرية الخاصة».
بموازاة ذلك، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قرار فرنسا الاعتراف بالمجاعة في 1932-1933 في الاتحاد السوفييتي بأنها «إبادة جماعية للأوكرانيين» بالتكهنات الواضحة.
وجاء في بيان صدر عن زاخاروفا ونشر على موقع الوزارة، أمس: «يعد هذا العمل الفارغ الذي لا معنى له لباريس ويزعم أنه يهدف «لاستعادة العدالة التاريخية» وتم تنظيمه على عجل لإرضاء نظام كييف، مثالاً واضحاً على التكهنات الصريحة التي تستعد باريس لها من أجل إقناع المواطنين بضرورة تأجيج الصراع المسلح بعيداً عن بلادهم».
وأشارت إلى أن موسكو تواجه مجدداً ازدواجية و«رهاب» روسيا من جانب الأوروبيين.
وأضافت: «من خلال التخلي عن التقييم الموضوعي للأحداث التاريخية يسعى النواب الفرنسيون لتقسيم المأساة المشتركة للشعوب السوفييتية على أساس قومي. ومن أجل الوضع القائم تتجاهل باريس بسخرية ذكرى الروس والبيلاروس والكازاخيين والقرغيز وغيرهم من سكان المناطق الجنوبية من جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفييتية ومنطقة نهر الفولغا والأورال وآسيا الوسطى الذين عانوا أيضاً من هذه المأساة الكبيرة».
وأضافت: إن محاولات النواب الفرنسيين للمساواة بين المجاعة في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي والفظائع مثل «الهولوكوست» أو الإبادة الجماعية في رواندا في عام 1994، والتي اعترفت باريس بمسؤوليتها غير المباشرة عنها، تبدو ساخرة، لكنها تتفق مع المعايير المزدوجة «للغرب الجماعي».
وتابعت: «الجهود المعادية لروسيا للنواب الفرنسيين تبدو مثيرة للاشمئزاز بشكل خاص، مع الأخذ بعين الاعتبار أن فرنسا نفسها لم تغلق بعد صفحة جرائمها في الفترة الاستعمارية».
وأمام هذا الواقع، دعا نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي السيناتور كونستانتين كوساتشيف إلى إنشاء مركز للذاكرة التاريخية في روسيا، يوثق جرائم الغرب ضد الإنسانية بموضوعية وصدق.
ونقلت وكالة «تاس» عن كوساتشيف قوله أمس: «الوقت حان لإنشاء مشروع دولي أو صندوق مستقل أو متحف أو منصة أخرى، من شأنها أن تقدم بشكل منهجي صورة حقيقية وشاملة للممارسات الغربية وعلاقتها بأغلبية العالم»، معرباً عن اعتقاده بأن روسيا ستكون مكاناً مثالياً لإنشاء مثل هذه المؤسسة لأسباب عديدة.
وشدد السيناتور الروسي على وجوب التحضير لتسهيل عودة الأشياء الثقافية وغيرها إلى أماكنها الأصلية، ودفع تعويضات عن الإبادة الجماعية واستنزاف الموارد الذي حدث منذ قرون.
وفي مقالة في صحيفة «روسكايا غازيتا» عرض كوساتشيف عدداً من جرائم وممارسات الدول الغربية، مذكراً بأن فرنسا ارتكبت إبادة بشعة بحق 1.5 مليون جزائري في الفترة بين 1954-1962، بينما قتلت بريطانيا ما بين 1788- 1938 بشكل منهجي السكان الأصليين في أستراليا، كما ارتكبت الولايات المتحدة أبشع جريمة إبادة جماعية في تاريخ البشرية في القارة الأميركية، إضافة إلى حروبها وجرائمها بحق العراق وكوريا وفيتنام، ومذبحة لاوس التي شهدت أكبر عدد من التفجيرات في التاريخ لأول استخدام للأسلحة النووية ضد المدنيين.
من جهة ثانية، تولت روسيا أمس رئاسة مجلس الأمن لشهر نيسان الجاري، وأوضحت وكالة «نوفوستي» أن الموضوعات الرئيسة التي ستتم مناقشتها خلال هذه الفترة، هي مخاطر تصدير الأسلحة، وتعددية الجوانب الفعالة من خلال حماية مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، حيث سيترأس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جلسة للمجلس يوم الـ 24 من الشهر الحالي، إضافة إلى ترؤسه جلسة حول السلام في الشرق الأوسط في الـ 25 من الشهر ذاته.
ميدانياً، قضى الجيش الروسي على نحو 15 جندياً أوكرانياً، بعد تدميره معقلين لهم على محور دونيتسك في منطقة ماريينكا.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن رئيس المركز الصحفي لتجمع قوات الجنوب الروسية إيفان بيغما قوله: «على محور دونيتسك في منطقة ماريينكا دمرت وحدات هجومية للتجمع، بدعم من الدبابات وناقلات الجند المدرعة معقلين للقوات الأوكرانية، وكبدت هذه القوات خسائر بلغت خلال المعركة 15 قتيلاً».