قام بزيارة هي الأولى من نوعها إلى القاهرة منذ أكثر من عشر سنوات … المقداد: نتطلع لأن تشهد المرحلة القادمة المزيد من التضامن العربي مع سورية … شكري: ندعم جهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة في أقرب وقت
| وكالات
في أحدث مؤشر على تزايد تطبيع العلاقات بين دمشق ومحيطها العربي، حط أمس وزير الخارجية والمغربين فيصل المقداد في العاصمة المصرية بزيارة هي الأولى من نوعها إلى القاهرة منذ أكثر من عشر سنوات.
وبينما أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري دعم بلاده الكامل لجهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية، أعرب المقداد عن تطلعه لأن تشهد المرحلة القادمة المزيد من التضامن العربي مع سورية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن الوزيرين عقدا جلسة مباحثات ثنائية، أعقبها جلسة مباحثات موسعة شملت الوفدين السوري والمصري، تم خلالها استعراض مختلف جوانب التعاون الثنائي وسبل تعزيز العلاقات الأخوية، والتنسيق حول مختلف القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ونقلت «سانا» عن المقداد تأكيده على عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين والبلدين، شاكراً الوزير المصري على الدعوة لهذه الزيارة وحفاوة الاستقبال، ومعبراً عن سعادته الكبيرة لوجوده بين أهله وإخوته في مصر، مشيداً بالعلاقات التاريخية التي تربط الشعبين السوري والمصري.
كما تناول المقداد الإنجازات التي حققها الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب، والصعوبات التي يواجهها نتيجة العقوبات الغربية المفروضة عليه، منوها بالجهود والمساعدات الإنسانية التي قدمتها مصر لسورية، بعد كارثة الزلزال الذي ضرب عدة محافظات سورية.
وقالت «سانا» إن شكري أكد أن بلاده كانت حريصة خلال السنوات الماضية على الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها واستقرارها، ودعمها في مواجهة مختلف التحديات المتراكمة والمتزايدة، وخاصة بعد الأوضاع الصعبة التي مرت بها بعد الزلزال، إضافة إلى دعمها لكل الجهود الهادفة إلى تحقيق التسوية الشاملة للأزمة في سورية من خلال حوار سوري – سوري للحد من التدخلات الخارجية، مشدداً على حرص بلاده على خروج سورية منتصرة من هذه الأزمة، وعودتها إلى ممارسة دورها المهم على الساحتين العربية والدولية.
وأوضحت «سانا» أنه في نهاية جلسة المباحثات أكد الجانبان على استمرار التنسيق والحوار بين البلدين على مختلف الأصعدة، بما يخدم مختلف القضايا العربية، وفي مقدمتها قضية العرب الأساسية وهي القضية الفلسطينية، حيث أشار المقداد إلى ما تعانيه من صعوبات ومحاولة للتصفية في ظل الممارسات القمعية للحكومة الصهيونية المتطرفة، وتجاهل المجتمع الدولي لهذه الممارسات، ومعاناة الشعب الفلسطيني.
كما أكدت «سانا» أن الجانبين رحبا بالإعلان عن التوصل للاتفاق بين السعودية وإيران لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، معبرين عن أملهما في أن يؤدي هذا الاتفاق إلى المزيد من الأمن والاستقرار في المنطقة.
بدورها، ذكرت الخارجية المصرية أن شكري استقبل المقداد في زيارة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات، وصرح المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العام بوزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، بأن المباحثات تناولت سبل مساعدة الشعب السوري على استعادة وحدته وسيادته على كامل أراضيه ومواجهة التحديات المتراكمة والمتزايدة، بما في ذلك جهود التعافي من آثار زلزال السادس من شباط المدمر، بالإضافة إلى جهود تحقيق التسوية السياسية الشاملة للأزمة السورية.
ونقل المقداد، وفق المتحدث، تقدير سورية لدور مصر الداعم والمساند لسورية وشعبها على مدار سنوات الأزمة، مقدماً الشكر للمساعدات الإغاثية الإنسانية التي قدمتها مصر في أعقاب الزلزال، ومعرباً عن تطلعه لأن تشهد المرحلة القادمة المزيد من التضامن العربي مع سورية كي تتمكن من تجاوز أزمتها وتضطلع بدورها التاريخي الداعم لقضايا أمتها العربية.
وفي هذا الإطار، استعرض المقداد مختلف جوانب الأزمة السورية، بما في ذلك التحديات الاقتصادية والإنسانية والأمنية التي واجهها وما زال يعاني منها الشعب السوري.
بدوره جدد شكري، حسب المتحدث، دعم مصر الكامل لجهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية في أقرب وقت بملكية سورية وبموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254، مؤكداً على مساندة مصر لجهود المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، وعلى أهمية استيفاء الإجراءات المرتبطة بتحقيق التوافق الوطني بين الأشقاء السوريين، وبناء الثقة، ومواصلة اجتماعات اللجنة الدستورية السورية.
ونوه شكري إلى أن التسوية السياسية الشاملة للأزمة السورية من شأنها أن تضع حداً للتدخلات الخارجية في الشؤون السورية، وتضمن استعادة سورية لأمنها واستقرارها الكاملين، وتحفظ وحدة أراضيها وسيادتها، وتصون مقدرات شعبها، وتقضي على جميع صور الإرهاب والتنظيمات الإرهابية دون استثناء، وتتيح العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين، بما يرفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق وينهي أزمته الممتدة، الأمر الذي سيعزز من عناصر الاستقرار والتنمية في الوطن العربي والمنطقة.
وكشف أن الوزيرين اتفقا على تكثيف قنوات التواصل بين البلدين على مختلف الصعد خلال المرحلة القادمة بهدف تناول القضايا والموضوعات التي تمس مصالح البلدين والشعبين المصري والسوري الشقيقين.
تأتي الزيارة المقداد إلى القاهرة، بعدما زار شكري دمشق في الـ 27 من شباط الماضي، ووسط تسارع الانفتاح العربي على سورية بعد قطيعة من قبل دول عربية مستمرة منذ أكثر من 12 عاماً بحجة الأزمة التي اندلعت في البلاد منتصف آذار 2011.