عربي ودولي

«لوفيغارو»: نزع الدولار والتخلي عنه عملية لا رجوع فيها

| وكالات

رأت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أن الولايات المتحدة دفعت بسياستها، إلى وضع يتجه فيه العالم نحو إضعاف عملة الدولار واستبداله، لافتةً إلى أن «نزع الدولار والتخلي عنه عملية لا رجوع فيها».
وجاء في مقال للمحلل الفرنسي رينو جيرارد نشرته الصحيفة أمس: «استخدم الأميركيون عملتهم أداة للضغط السياسي على دول أخرى، الأمر الذي دفع إلى حركة عالمية للإطاحة بالدولار».
واعتبر المحلل الفرنسي في مقاله أن «نزع الدولار والتخلي عنه عملية لا رجوع فيها» ورأى أن رفض الدول للدولار جاء بسبب اعتماد واشنطن واستخدام عملتها أداة للضغط على الجهات الفاعلة الأخرى في العلاقات الدولية، ولهذا السبب يفضل الكثير من الناس التحول إلى التعاملات بالعملات الوطنية.
وبهذا الصدد لفت المحلل جيرارد إلى «خطط دول «بريكس» لإنشاء عملتها الخاصة بها للتجارة»، منوهاً بنظام التسوية الإلكترونية بين البنوك في الصين، والذي ينافس نظام «سويفت» الخاضع لسيطرة الغرب.
وسبق أن صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرات عدة بأن العقوبات ضد روسيا وجهت ضربة خطرة للاقتصاد العالمي بأكمله.
وأول من أمس، أعلنت وزارة الخارجية الهندية أن الهند وماليزيا ستستخدمان الروبية الهندية في التعاملات التجارية بين البلدين، إلى جانب العملات الأخرى.
وقالت الوزارة في بيان: «يمكن الآن تسوية التجارة بين الهند وماليزيا بالروبية الهندية، إضافة للتبادلات الحالية القائمة على عملات أخرى»، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي في أعقاب قرار بنك الاحتياطي الهندي، في تموز من العام الماضي، السماح بتسوية التجارة الدولية بالروبية الهندية.
وقبل ذلك، اعتبرت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية، في الأول الشهر الجاري أن مسألة استخدام الولايات المتحدة الدولار «أداة للإكراه وسلاحاً في جميع أنحاء العالم» ستؤدي إلى «نهاية هيمنتها».
وأشارت الصحيفة إلى أن «ضغط العقوبات الأميركية على روسيا هو تجسيد لطموحات الهيمنة الأميركية»، الأمر الذي يعزز رغبة دول أخرى في الساحة الدولية لتقليل الاعتماد على الدولار، وتبحث هذه الدول عن بديل لنظام «سويفت» من أجل تجنب «الإكراه النقدي» من الولايات المتحدة، في حين أن هذا الزخم أصبح «أكثر وضوحاً وأقوى».
وحينها، أوردت الصحفية مثالاً على ذلك مستشهدة بتوقيع الصين والبرازيل في وقت سابق اتفاقية بشأن تنفيذ المعاملات المالية والتجارية مباشرةً بالعملتين المحليتين، متجاوزة بذلك الوسيط في شكل الدولار.
وفي اليوم نفسه، الذي تمّ فيه الإعلان عن صفقة التجارة البرازيلية، ضربت قصة رئيسة أخرى أسواق العملات العالمية، إذ قامت الصين بتسوية أول تجارة للغاز الطبيعي المسال باليوان.
وقالت الصحيفة الصينية: إن «التاريخ يعلّمنا أن تراجع الهيمنة غالباً ما يبدأ بالعملة»¡ ويواصل الدولار انخفاضه أمام العملات الرئيسة، إذ أدى انحسار المخاوف من حدوث أزمة مصرفية شاملة إلى تراجع الطلب على الأصول الآمنة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن