«فايننشال تايمز»: الناتو اعترف بعدم قدرته على ضم أوكرانيا قريباً … «فورين بوليسي»: مستقبل السياسة الأميركية تجاه كييف يحرم الساسة الأوروبيين النوم
| وكالات
اعتبرت مجلة «فورين بوليسي» أن مستقبل السياسة الأميركية تجاه أوكرانيا، يقلق الدول الأوروبية و«يمنعها من النوم»، في حين كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» عن اعتراف حلف شمال الأطلسي «ناتو» بعدم قدرته على عرض عضويته على أوكرانيا في المستقبل القريب.
وأوضحت المجلة الأميركية في مقال نشرته، أن الساسة الأوروبيين يظهرون في العلن ثقة كبيرة باستعداد الولايات المتحدة لتقديم الدعم اللازم لأوكرانيا، لكن خلف الكواليس هم قلقون من إمكانية تخلي واشنطن عن كييف.
وجاء في المقال، «إن الحرب الباردة التي تهيئها الولايات المتحدة ضد الصين، يمكن أن تجعلها تعيد حساباتها وتحول اهتماماتها بعيداً عن أوكرانيا ومسرح العمليات الأوروبي، وبالتالي إعادة توجيه مواردها»، وأشار المقال، إلى أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، تعهد خلال قمة حلف «الناتو» التي عقدت في مدريد العام الماضي، بدعم حلفاء واشنطن وأوكرانيا، طالما اقتضى الأمر ذلك، لكن في الوقت ذاته، بدأ العديد من الأوروبيين بالتشكيك في مدى جدوى هذه الوعود من واشنطن، بسبب الانتخابات الرئاسية المقبلة، المزمع إجراؤها في الولايات المتحدة العام 2024.
وبهذا الصدد، اقتبس المقال قول الباحثة في الشؤون الأوروبية بمجلس العلاقات الخارجية الأميركية، ليانا فيكس، «هذا الأمر يؤرق الأوروبيين، ويحرمهم النوم».
بموازاة ذلك، كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» أن دبلوماسيين في «الناتو» اعترفوا بعدم قدرة الحلف على أن يعرض عضويته على أوكرانيا في المستقبل القريب.
جاء ذلك وفق ما نقلته الصحيفة عن دبلوماسيين من الدول الأعضاء في الحلف لم تسمهم، حيث قال أحدهم: «إن الرسالة التي تحمل طلب أوكرانيا مطروحة على الطاولة، لكننا ببساطة نتجاهلها»، فيما قال دبلوماسي آخر: إن «الناتو» لن يتمكن من منح أوكرانيا العضوية في أي وقت قريب، ولكن «من الممكن الحديث عن علاقة أوثق ما بين الحلف وأوكرانيا»، مشيراً إلى أن لدى «الناتو» الآن «فجوة تمويل كبيرة لذلك».
ووفقاً للصحيفة، فإن موقف «الناتو» يسبب غضباً متزايداً بين المسؤولين الأوكرانيين، الذين يريدون في قمة «الناتو» الحصول على «بعض النتائج»، حيث قال أندريه سيبيغا، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في حديثه للجريدة: «نحن نحتاج في القمة الحصول على بعض النتائج، لا نحتاج فقط إلى إعلان بشأن سياسة الباب المفتوح، بل نريد الحصول على شيء بضمانات محددة. أعني ضمانات موثوقة، وليس تأكيدات، واتفاقيات، وإجراءات أمنية».
وفي وقت سابق، أعلن وزراء خارجية الدول الأعضاء في «الناتو» أنهم سيبدؤون اجتماعاً لمدة يومين في بروكسل الثلاثاء، والذي سيشمل مراسم انضمام فنلندا إلى الحلف، فضلاً عن الإعلان عن برنامج متعدد السنوات لدعم أوكرانيا.
ووفقاً لـ«فايننشال تايمز»، يتعين على وزراء خارجية «الناتو» مناقشة البدائل الممكنة لعضوية أوكرانيا في الحلف، إلى جانب الدعم المالي لكييف.
ونهاية أيلول الماضي، أعلن زيلينسكي أن أوكرانيا تقدمت بطلب للانضمام إلى «الناتو» على وجه السرعة، فيما أشار مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جيك سوليفان إلى أن تنفيذ مثل هذا الإجراء جاء الآن في وقت متأخر، ومن جانبه أقر الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ، في تعليقه على بيان زيلينسكي، حينها، بموقف الحلف الذي لم يتغير بشأن حق كل دولة في تحديد مسارها وسياسة «الباب المفتوح»، لكنه شدد على أن الحلف سيركّز جهوده على مساعدة كييف في الدفاع عن نفسها.
أما الكرملين، فقد صرح المتحدث باسمه دميتري بيسكوف بأن موسكو تراقب الوضع عن كثب، وتعيد إلى الأذهان أن توجّه كييف نحو التحالف كان من أحد أسباب بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «بوليتيكو» في مقال نشرته، بأن الغرب لا يعول كثيراً على زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، المرتقبة إلى الصين، مشيرة إلى أن الدول الغربية، تشكك في تحقيق هذه الزيارة لهدفها بثني الصين عن التقارب مع روسيا أكثر.
وجاء في المقال: «بالنظر إلى محاولات ماكرون الفاشلة للعب دور محوري في حل النزاعات الدولية، كالأزمة الأوكرانية وانهيار الاتفاق النووي الإيراني، فإن الولايات المتحدة وعدداً من الدول الأوروبية الأخرى، يشكون بأن زيارة ماكرون يمكن أن تحقق أي نتائج جادة».
وأوضح المقال، أن ماكرون يخطط لإقناع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بالنأي بنفسه عن التواصل مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، والعمل كوسيط في حل الأزمة الأوكرانية.
ولفت المقال، إلى أن ماكرون لا يمتلك أدوات الضغط اللازمة، أو حتى النفوذ لحقيق هدفه هذا، وبهذا الصدد نقل عن مسؤولين في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة لا تتوقع «إنجازاً كبيراً» من ماكرون خلال مفاوضاته مع الرئيس الصيني.
وأشار أحد المسؤولين الفرنسيين، إلى أن القادة الذين تمكنوا من إجراء محادثات عميقة مع الرئيس الصيني يمكن عدهم على الأصابع.
كما تطرق المقال، إلى مفاوضات ماكرون «غير المثمرة» مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التي استمرت لساعات العام الماضي، مشيراً إلى أن زيارته إلى الصين ستجني النتيجة ذاتها في الغالب.
وأفادت وزارة الخارجية الصينية، أول من أمس الإثنين بأن ماكرون، سيبدأ اليوم زيارة للصين تستمر حتى يوم الجمعة المقبل.