عربي ودولي

موسكو: انضمام فنلندا لـ«الناتو» تعدياً على أمننا وأوروبا فقدتنا كصديق.. والدعم الغربي لكييف أدى إلى ظهور دولة إرهابية في أوروبا … بوتين: الوضع الاقتصادي مستقر رغم العقوبات الحادة

| وكالات

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن تحسين رفاهية مواطني البلاد يمثل أولوية قصوى للسلطات، في وقت اعتبرت فيه موسكو انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي «ناتو» تعدياً على أمنها وسينعكس سلباً على العلاقات بين الدولتين، ورأت من جانب آخر أن النهج العدائي الذي يتبعه الاتحاد الأوروبي تجاهها ومحاولاته إلحاق هزيمة إستراتيجية بها جعله يفقدها كبلد صديق، كما أن الدعم الغربي لنظام كييف أدى إلى إنشاء دولة إرهابية في أوروبا.
تصريح الرئيس الروسي الذي حدد المهمة الأولى للحكومة الروسية جاء خلال حديثه مع عمال من معمل «تولازيلدورماش»، المتخصص في صناعة أنواع مختلفة من عربات القطارات، حيث قام الرئيس الروسي بزيارة ميدانية للمعمل الواقع في مدينة تولا، جنوب العاصمة الروسية موسكو، وذلك وفق ما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وخلال حديثه أشار بوتين إلى أن تصدير المنتجات الزراعية من روسيا نما بواقع عدة مرات مؤخراً، وقال: «نمت صادرات (المنتجات الزراعية) عدة مرات، لكن الواردات على العكس من ذلك تراجعت». وأضاف إن روسيا الآن تصدر المنتجات الزراعية وتكافح من أجل أسواق البيع.
وقال الرئيس الروسي إن روسيا تمكنت من ضمان استقرار الوضع الاقتصادي على الرغم من أن المبادرين الغربيين للعقوبات قطعوا العلاقات بشكل حاد.
وتابع بوتين: «تعلمون أن العديد من الصناعات (في روسيا) هي في مركز الحصار المفروض في ظل العقوبات، قام المبادرون الغربيون بقطع العلاقات التجارية والاقتصادية والتعاونية بشكل مفاجئ مع روسيا، لكننا نجحنا في تركيز مواردنا وجهودنا لضمان استدامة الوضع الاقتصادي، بما في ذلك اتخاذ عدد من الخطوات اللازمة لاستبدال المنتجات الغربية بمثيلاتها من المنتجات الروسية أو الأجنبية من الدول الصديقة».
في الغضون، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن النهج العدائي الذي يتبعه الاتحاد الأوروبي تجاه روسيا ومحاولاته إلحاق هزيمة إستراتيجية بها جعله يفقدها كبلد صديق.
ونقلت وكالة «تاس» عن لافروف قوله في تصريح لصحيفة «أرغومينتي أي فاكتي» الروسية: «إن الاتحاد الأوروبي فقد روسيا وهذا ذنبه، لأن الدول الأعضاء في الاتحاد بالذات وقادته يجاهرون علنا بسعيهم إلى إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا حسب تعابيرهم».
وأضاف لافروف: «هم يزودون نظام كييف المجرم بالأسلحة والذخيرة ويرسلون إلى أوكرانيا مدربين ومرتزقة، ولهذه الأسباب ننظر إلى الاتحاد الأوروبي بمنزلة كيان غير صديق.. ونحن من جانبنا سنرد على هذه الخطوات غير الودية بقوة في حال الضرورة انطلاقاً من المصالح الوطنية الروسية ومبدأ الرد بالمثل المتبع في الدبلوماسية».
وأشار إلى أنه إذا تخلى الأوروبيون عن النهج المعادي لنا واختاروا الحوار المبني على الاحترام المتبادل معنا فإننا سندرس مقترحاتهم وسنتخذ القرارات انطلاقاً من مصالحنا الوطنية وفقاً لما حدده الرئيس بوتين في المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية».
ولفت لافروف إلى أن جغرافيا زياراته الخارجية «تعكس أولويات روسيا في الساحة الدولية» المثبتة في المفهوم الجديد للسياسة الخارجية.
بالتزامن، أكد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أن الدعم الغربي لنظام كييف أدى إلى إنشاء «دولة إرهابية» في أوروبا وقال في منشور على موقعه الإلكتروني: إن «مأساة مروعة وقعت في سان بطرسبورغ، ونتيجة لهذا الهجوم الإرهابي الذي ارتكبه نظام كييف الإجرامي توفي المراسل الحربي فلادلين تاتارسكي، وأصيب العديد من الأشخاص»، مضيفاً: «إن دماء القتلى والجرحى ملطخة بأيدي الرئيس الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس وغيرهم من رؤساء الدول الذين يدعمون نظام زيلينسكي».
وذكر فولودين بمقتل الصحفية داريا دوغينا وباعتداءات إرهابية حاولوا تنفيذها ضد عدد من الصحفيين وأحبطتها قوات الأمن الفدرالي الروسية، لافتاً في هذا الإطار إلى محاولات استهداف الإعلامي الشهير فلاديمير سولوفيوف ورئيسة تحرير شبكة «آر تي» مارغريتا سيمونيان، ودميتري كيسيليف المدير العام للمجموعة الإعلامية روسيا سيغودنيا، والصحفية أولغا سكابييفا والمخرج الشهير تيغران كوزيان ومؤسس قناة تسارغراد التلفزيونية قسطنطين مالوفيف.
واختتم فولودين بالقول: «لا يوجد أي مبرر للإرهاب، ففي جميع أنحاء العالم تقاتل الدول ضده، ولا تتفاوض مع الإرهابيين بل يتم تدميرهم».
بموازاة ذلك، اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن انضمام فنلندا لحلف «الناتو» تفاقم آخر للوضع حيث إن توسيع الحلف يعد تعدياً على أمن روسيا.
وقال بيسكوف للصحفيين وفق وكالة «سبوتنيك»: «يعتقد الكرملين أن هذا تفاقم آخر للوضع، إن توسع الناتو يعد تعدياً على أمننا والمصالح الوطنية لروسيا، تحدثنا عن هذا، وهكذا نرى ذلك».
وأضاف بيسكوف: «بطبيعة الحال، هذا يجبرنا على اتخاذ تدابير مضادة لضمان أمننا، من الناحية التكتيكية والإستراتيجية»، موضحاً أن روسيا ستراقب عن كثب ما سيحدث في فنلندا بعد انضمامها إلى الناتو. وبناءً على ذلك، سيتم اتخاذ الإجراءات التي تعتبرها روسيا ضرورية.
وقال بيسكوف: «بالطبع، مسألة فنلندا تختلف اختلافاً جوهرياً عن مشكلة أوكرانيا، لأنه أولاً، لم تكن فنلندا أبداً مناهضة لروسيا، ولم يكن لدينا نزاعات مع فنلندا. بالنسبة لأوكرانيا، فإن الوضع على العكس تماماً وربما يكون أكثر خطورة بكثير وهذا في الواقع فرض الحاجة إلى العملية العسكرية الخاصة، وتحقيق جميع الأهداف التي تم تحديدها».
وأول من أمس أعلن الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ، أن فنلندا ستبدأ مشاركتها في جميع مهام الحلف بعد انضمامها إليه رسمياً أمس، مشيراً إلى أن الحلف سيضمن أمنها.
الخارجية الروسية بدورها أكدت أن انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، سيؤثر سلباً على العلاقات بين موسكو وهلسنكي.
وقالت في بيان وفق «روسيا اليوم»: «نحن مقتنعون بأن التاريخ سيحكم على هذه الخطوة المتسرعة التي اتخذتها سلطات هذا البلد من دون إيلاء اعتبار للرأي العام من خلال تنظيم استفتاء، ومن دون تحليل شامل لعواقب عضوية الناتو»، مؤكدة أن «انضمام فنلندا إلى الناتو سيكون له تأثير سلبي على العلاقات الثنائية الروسية الفنلندية».
كما أعلنت الوزارة أنه بعد انضمام فنلندا إلى الناتو، فإن روسيا الاتحادية ستضطر إلى اتخاذ إجراءات جوابية ذات طبيعة عسكرية تقنية وغيرها من أجل وقف التهديدات.
وأشار البيان إلى أن «فنلندا أصبحت واحدة من الدول الصغيرة الأعضاء في الناتو، والتي لا تلعــب دوراً مهماً، بعد أن فقدت صوتهـا الخـاص بهــا في الشؤون الدولية، وتخلت هلســنكي كلياً عن هويتها الذاتيـة وعـن أي اسـتقلالية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن