سورية

في خلاف على توزيع مواد الإغاثة وبما يعتبر ضربة قاضية لاستخبارات أردوغان … حظر تجول في أعزاز شمال حلب بعد سقوط قتلى في صفوف فصائل أنقرة

| حلب- خالد زنكلو

قتل ٤ مسلحين وجرح ٩ آخرون في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي ممن يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكلته إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المناطق التي تحتلها شمال وشمال شرق سورية، على خلفية خلاف فيما بينهم على توزيع المواد الإغاثية.

وفرضت «السلطات المحلية» في أعزاز أمس حظر تجول مع استمرار الاشتباكات بين مسلحين الفصائل المتناحرة المشكلة لـ«الجيش الوطني»، في ظل انكفاء جيش الاحتلال التركي عن المشهد المأساوي الساخن ووقوفه على الحياد متفرجاً على ما يحدث.

ورأت مصادر معارضة مقربة من فصائل أنقرة في أعزاز لـ«الوطن» أن تطور الأحداث المتسارعة في المدينة وخروجها عن السيطرة بسرعة وخلال أقل من يومين، وجه ضربة موجعة لجهود استخبارات إدارة أردوغان، التي سعت خلال الأشهر الأربعة الماضية عقب سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي على مدينة عفرين، مستغله الخلافات بين الفصائل، إلى تشكيل «جيش موحد»، يبدو أنها ذهبت أدراج الرياح.

وأكدت المصادر أنه من المستحيل التأليف بين فصائل «الجيش الوطني» من إدارة أردوغان بسبب تنافر وعدم تجانس مكوناتها الراغبة والساعية إلى ممارسة مزيد من النفوذ وجمع الثروة على حساب سكان المناطق المحتلة، بدليل السقوط المدوي لمحاولات تقريبها من بعضها بعضاً من سيدها ومشغلها التركي، في أعزاز أهم المعاقل الهادئة نسبياً بين المناطق المحتلة.

مصادر أهلية في أعزاز بينت لـ«الوطن» أن حظر التجول المفروض، الذي عطلت بموجبه المدارس والدوائر الخدمية، شهد بعد ظهر أمس خروقات من الفصيلين المتناحرين «عاصفة الشمال»، التي سقط ٣ قتلى في صفوفها، و«الجبهة الشامية»، التي فقدت أحد مسلحيها خلال الاشتباكات العنيفة التي دارت أمس وأمس الأول.

وأشارت إلى أن الاشتباكات الدائرة، دفعت قاطني المخيمات العشوائية عند مستديرة القلعة وفي طرف المدينة، التي سقط فيها رصاص عشوائي، إلى النزوح باتجاه الأرياف والقرى القريبة، ولاسيما بلدة نيارة، خشية امتداد الصراع إلى داخل المخيمات بين المؤيدين لكل من الفصيلين.

المصادر ذكرت أن سبب الخلاف بين فصائل أنقرة وتطوره إلى اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، يعود إلى إطلاق نار من سيارة عسكرية لما يسمى «كتيبة حسانو» على تجمع من أهالي مدينة حيان في مخيم «فريق ملهم» على طريق أعزاز- نيارة خلال شجار فيما بينهم على استلام حصص مواد إغاثية، ولفتت إلى أن قائد السيارة هو شقيق أحمد حسان مدير «فريق ملهم» التطوعي، الأمر الذي قاد الأهالي داخل المخيم إلى إشعال الإطارات وقطع الطرقات ورفع شعارات منددة بـ«الجيش الوطني» ومتزعميه.

وبينت أن استقطاب مسلحي الفصائل ضد بعضها بعضاً واستنجاد أهالي حيان بأقربائهم في فصيل «الجبهة الشامية» ثم تدخل فصيل «تجمع الشهباء» في النزاع، أدى إلى اشتداد القتال ومسارعة فصائل أخرى لمناصرة زملائهم، ومنها «عاصفة الشمال»، تبع ذلك استنفار عسكري واشتباكات دامية وفرض حظر التجوال.

إلى ذلك وفي إطار الفلتان الأمني في المناطق التي تحتلها تركيا، اغتال مسلحون من بلدة عنجارة الواقعة بريف حلب الغربي تقلهم سيارة دفع رباعية، أحد النازحين من مدينة دير الزور داخل مخيم دير بلوط في ناحية جنديرس جنوب غرب مدينة عفرين شمال حلب من دون أن يتدخل عناصر ما يسمى «الشرطة العسكرية» المسؤولون عن حماية المخيم.

مقتل النازح في المخيم دفع بقاطني المخيم إلى قطع الطرقات بإطارات مطاطية مشتعلة، مطالبين بحقوق المهجرين ومحاسبة الجناة.

كما توجهت مجموعة من سكان المخيم إلى بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي للمطالبة بدخول «هيئة تحرير الشام» التي يتخذها تنظم «جبهة النصرة» الإرهابي غطاء له إلى المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن