عاش أهل نادي الفتوة أوقاتاً عسيرة في الساعات التي أعقبت هزيمة الفريق أمام تشرين في افتتاح مرحلة إياب الدوري السوري الممتاز.
خسارة – يعتقد أهل البيت الأزرق- أنها أبعدتهم بشكل كبير عن المنافسة على لقب الدوري وهم الذين أعدوا العدة في الصيف الفائت نحو استعادة لقب مفقود منذ أكثر من 30 عاماً إلى خزائن ناديهم.
هزيمة تحدثوا عنها بقسوة، حيث لم يظهر الفريق بأدنى شكل مطلوب كفريق منافس، رغم التحضيرات المثالية التي عاشها الفريق في فترة التوقف الطويلة وما تبعها من مباريات ودية واستقرار مالي كبير، لتأتي الخسارة بمثابة كابوس مرعب رغم أنها أتت من فريق يحمل لقب الدوري ويلعب على أرضه متسلحاً بجاهزية جيدة قبل مشاركته في بطولة الأندية العربية.
وبالعودة لتداعيات الخسارة الزرقاء فقد اجتمعت الإدارة بعد ساعات قليلة وقررت تجديد الثقة بالجهاز الفني بقيادة المدرب عمار الشمالي واعتبرت أن الخسارة لا يمكن أن تكون نهاية لحلم المنافسة وأن الأنظار والجهود ستركز باتجاه موقعة أهلي حلب في دمشق عصر السبت المقبل باعتبارها مواجهة حد الفصل ما بين بقاء الفريق منافساً وما بين تسليم أوراقه مبكراً ومغادرة الشق الأمامي للبطولة.
الإدارة الزرقاء استدعت في اليوم التالي المدير الفني للنادي همام حمزاوي على عجل من دير الزور وهو الذي كان يتابع هناك الإشراف على الفئات العمرية وطلبت منه البقاء في دمشق لتسلم مهام مدير فريق كرة الرجال في الفترة الحالية بدلاً من عضو الإدارة صالح العاني الذي كان يشغل هذا المنصب.
في الميدان عاد رجال الفتوة للتدريب بعد يوم واحد أعطي للاعبين كاستراحة بعد مباراة تشرين.
تدريبات حضرت إدارة النادي فيها بشكل يومي ومكثف وبحضور جميع اللاعبين بمن فيهم المهاجم علاء الدالي الذي تعرض للإصابة في عينه بمباراة تشرين ولكنه شارك في التدريبات الجماعية للفريق.
ويدخل رجال الفتوة عصر السبت أرض ملعب الجلاء بدمشق لمواجهة أهلي حلب في مباراة يعتبرها أبناء الدير فرصة أخيرة لبقاء الفريق منافساً على لقب الدوري وخاصة أنها تأتي أمام فريق منافس أيضاً ويتقدم على الفتوة بفارق أربع نقاط.
مباراة يعقد العزم لاعبي الفتوة على أهميتها وكسب نقاطها الثلاث كمصالحة للجماهير الغاضبة بعد الأداء المتواضع أمام تشرين وهذا ما أكده جميع اللاعبين في لقائهم مع إدارة النادي أثناء التدريبات.
فنياً سيخوض الفتوة اللقاء بصفوف مكتملة وقال مدير الفريق الجديد الكابتن همام حمزاوي: إن هذه المباراة لن تقبل القسمة على اثنين ونحن نواجه فريقاً كبيراً وعريقاً ولكن لدينا ثقة كبيرة بلاعبينا ونعلم جيداً أن المستوى الذي قدموه أمام تشرين ليس مستواهم الحقيقي لذلك ننتظر منهم محو الصورة السابقة وتحقيق فوز يطفئ نار العتب الجماهيري الكبير.
جدير بالذكر أن الفريقين التقيا في ذهاب الموسم الحالي وانتهت المباراة بالتعادل بهدف لكل فريق حيث تقدم الفتوة أولاً عبر عدي الجفال وعادل للأهلي افولابي أوكيكي.
الأهلي في اختبار صعب
حلب – فارس نجيب آغا
رغم أن أهلي حلب نجح في أولى مواجهة له في مرحلة الإياب حيث تمكن من تجاوز الكرامة بهدف وحيد لكن بقية الشكوك والتوجس محيطة بالفريق عطفاً على المستوى الذي يمكن أن يوصف بالمتوسط، وهو شيء لم يخفه المدرب حسين عفش بعد اللقاء معترفاً بذلك ومشدداً على أن السبب الرئيس هو قلة المباريات التحضيرية لكن الجماهير لا تأخذ بذلك ولا تعترف إلا بفوز فريقها بعيداً عما يمكن أن يحدث ويواجه الفريق من مطبات خلف الكواليس.
الأهلي يشد الرحال في الجولة الثانية من إياب الدوري ليلتقي الجريح الفتوة الذي عاد بهزيمة من ملعب الباسل في اللاذقية أمام تشرين بهدف وحيد وهو بلا شك يريد تعويض النقاط التي ضاعت هناك كونه يستقبل الأهلي على ملعبه ولا يريد تفويت الفرصة عليه.
استنفار وثقة
أهلي حلب يدرك أن مواجهة الفتوة ستكون صعبة والخروج منها بنتيجة إيجابية تحتم عليه استنفاراً تاماً وتسخير كل إمكانية لاعبيه أمام فريق مدجج بالنجوم، ويريد أن يبقى ضمن دائرة المنافسة، الأهلي يدرك أن فوزه يعني مواصلة مشواره للمنافسة على اللقب وتخطي خصم صعب، وهذا ما يمنح الفريق جرعة قوية ليبقى يسير على النهج نفسه في ظل استقدام طاقم فني جديد، حيث يريد هو الآخر أن يثبت كفاءته ويبرهن على مقدرته في جلب بطولة غائبة عن خزائن الأهلي منذ زمن طويل لذلك يسعى بكل طاقته لأن يتخطى المطبات الصعبة من دون أي خسائر ويواصل سيره بثقة حتى النهاية آملاً بالتتويج بلقب طال انتظاره.
خصم وعوامل
الأهلي يمتلك مجموعة متكاملة يطمح إليها أي مدرب وهي لا تقل شأناً عن بقية الفرق التي تدخل على خط المنافسة لذلك هو مطالب بالفوز أمام الفتوة والتعادل قد يكون مقبول في مواجهة خصم قوي ومرشح للمنافسة لذلك يدخل الأهلي مباراة الفتوة وهو يعلم تماماً من هو خصمه ويدرك حجمه وإمكانياته الفنية والبشرية، لذلك على فريق الأهلي أن يحضر نفسه جيداً لهذه الموقعة المهمة التي لا تحتمل الأخطاء نهائياً وكل نقطة تهدر قد تكلف الشيء الكثير في رحلة المنافسة لذلك التركيز والحذر واستغلال الفرص هي أهم العوامل التي يتسلح بها الأهلي لكي يخرج بنتيجة إيجابية أمام خصمه الفتوة.
معطيات ومؤشرات
المواجهة مفتوحة الاحتمالات والتوقع يبدو صعباً فيها وكل شيء وارد وفوز الأهلي أمر طبيعي لفريق جهز على أساس المنافسة على لقب الدوري، فجميع المعطيات تبدو مواتية لذلك والعودة بالنقاط كاملةً إلى حلب والتي ستمنحه مزيداً من الثقة بالنفس والقوة في الجولات القادمة التي تحتاج لحسابات دقيقة.
خطوط الأهلي مكتملة ولا يوجد هناك أي خلل فيها والمؤشرات بأن نشهد مواجهة من العيار الثقيل، والأهلي بكتيبته قادر على تجاوز أزرق الدير في حال كان بمستواه.