شؤون محلية

70 مليار ليرة أنفقت لتأهيل مشاريع الري في المناطق المحررة … حنوش: تأهيل 220 ألف هكتار من الأراضي سيسهم في تحقيق الاستقرار لآلاف العوائل ويخفف فاتورة الاستيراد

| محمود الصالح

كشف رئيس الاتحاد المهني لعمال السدود واستصلاح الأراضي خلف الحنوش عن إنفاق ما يزيد على 70 مليار ليرة سورية على إعادة تأهيل مشاريع الري التابعة لوزارة الموارد المائية.

وبين رئيس الاتحاد خلال المؤتمر السنوي للاتحاد الذي تم خلاله مناقشة أعمال الشركات التابعة لوزارة الموارد المائية أنه في إطار الاهتمام الحكومي بالقطاع الزراعي وقطاع الري ومياه الشرب وضمن سلسلة إجراءات متخذة لإعادة الألق لهذه القطاعات باعتبارها صمام أمان وعاملاً أساسياً وجوهرياً في توفير الأمن المائي والأمن الغذائي وتمكين التوسع في زراعة المحاصيل الإستراتيجية ودعم الاقتصاد الوطني والتقليل من فاتورة الاستيراد وإنتاج كل ما تتطلبه السوق المحلية وعودة المهجرين وتثبيت الفلاحين في قراهم وحقولهم لاستثمارها بالشكل الأمثل وبكفاءة عالية تستمر الجهود لإعادة تأهيل وزيادة رقعة المساحات المروية على شبكات الري الحكومية.

وأشار إلى أنه تم تأهيل محطة ضخ المياه في تل حاصل بريف حلب، وهي منشأة تنموية رائدة في عمليات الري حيث انطلقت عمليات الضخ الفعلية والدائمة للمياه إلى منطقة السقوط الشلالي في حندرات لتغذي بذلك نهر قويق ويبدأ معها سريان المياه في النهر وعبورها بين أحياء وشوارع مدينة حلب. وكان قد تم افتتاح محطة تل حاصل في عام 2008 كجزء من مشروع وطني كبير لإرواء سهول حلب الزراعية لكنها خرجت عن الخدمة في عام 2012 بعد احتلال المنطقة هناك من قبل التنظيمات الإرهابية التي دمرت المحطة بالكامل.

وأوضح أنه وبجهود مؤسسات وكوادر وزارة الموارد المائية وإداراتها المتعاقبة تروي المياه التي يتم ضخها من محطة المياه في تل حاصل بعد خروجها من مدينة حلب حوالي 8500 هكتار من الأراضي الزراعية في سهول حلب الجنوبية. ويستمر العمل في محطة ضخ المياه في تل حاصل بإعادة تأهيل كامل محركات المحطة باعتبارها جزءاً مهماً من منظومة الري في سهول حلب الزراعية إضافة إلى إعادة تأهيل المحركين المتبقيين ضمن المحطة لري مساحات أوسع من الأراضي الزراعية مع الاستمرار بتزويد المعامل والورشات في المدينة الصناعية بالشيخ نجار بالكميات الكافية من المياه.

وبعد تأهيل محطة ضخ تل حاصل باستطاعة 4 أمتار مكعبة بالثانية وإدخال محركين بالخدمة، تم تأمين المياه للمدينة الصناعية بكمية واحد متر مكعب والباقي يستمر لمنشأة السقوط الشلالي في حندرات لتعيد الحياة الطبيعية النظيفة إلى نهر قويق ومن ثم تذهب إلى سهول حلب الخصبة.

أما مشروع منشأة الأسد في بلدة مسكنة فهو مشروع رائد آخر تم مؤخراً إدخال كامل مساحة المشروع البالغة أكثر من 17000 هكتار في الاستثمار للموسم الحالي بعد إنجاز أربع مجموعات رئيسية ومحركين مساعدين وتأهيل محطتي الرفع وهما الجلاء وتشرين، وحَظِي المشروع بالاهتمام الحكومي لكونه يدعم الاقتصاد الوطني ويوفر بدائل للمستوردات ويشكل مصدر رزق لأهالي المنطقة حيث يبلغ العائد الاقتصادي لاستثمار المساحة المشار إليها نحو 85 مليار ليرة سورية من عائدات المحاصيل التي تزرع فيه وأهمها القمح والذرة والخضر فضلاً عن مساهمته بعودة الأهالي إلى قراهم ومزارعهم وإعادة توطينهم واستقرارهم بعد أن هجرهم الإرهاب¡ حيث يقدر عدد السكان المستفيدين من هذا المشروع بـ40 ألف نسمة إضافة إلى تغذية جميع القرى المحيطة بمشاريع الري بمياه شرب نظيفة ومستدامة.

وتعمل الوزارة حالياً وبالتنسيق مع المنظمات لإعادة تأهيل محطة الضخ الرئيسية للقطاع السابع بمساحة 7500 هكتار بكلفة تقريبية تتجاوز 7 مليارات ليرة سورية على حين تقوم الوزارة بالتوازي بتأهيل الأقنية وشبكات الري للمشروع ومن المتوقع وضع هذا المشروع بالخدمة في موسم الري القادم.

وبيّن حنوش أنه تم التأكد من إنهاء الأعمال على محطة الباسل ومحطة الجفرة وتم الاطلاع على واقع التنفيذ والتأكيد على إنهاء الأعمال كلها ضمن البرامج الزمنية كذلك تم التنسيق مع وزارتي الزراعة والكهرباء بحيث لا يتم قطع الكهرباء عن مشاريع الري حتى الانتهاء بشكل كامل من إرواء المحاصيل قبل حصدها.

وفي المنطقة الوسطى قامت الوزارة بإعادة شبكة ري حمص – حماة التي تروي ما يزيد على 21 ألف هكتار منها 13 ألف هكتار في محافظة حمص و7500 هكتار في محافظة حماة بكلفة تتجاوز 4 مليارات ليرة سورية.

كما تعمل وزارة الموارد المائية على زيادة المساحات المروية وفق توجيهات رئيس الجمهورية لزيادة الإنتاج ودعم الاقتصاد الوطني حيث تبلغ المساحات المخطط إدخالها في العام الجاري أكثر من 23000 ألف هكتار ما يبشر بإدخال هذه المساحات في الإنتاج الفعلي من خلال تأمين متطلبات العملية الزراعية خصوصاً من المياه مع التشجيع على التحول إلى الري الحديث.

وتتواصل مشروعات الري الحكومي بالتوسع وبدعم كبير من الحكومة في مختلف المحافظات حيث وصل إجمالي المساحات المروية. وتمت إعادة تأهيلها عامي 2020 و2021 إلى أكثر من 220 ألف هكتار.

إعادة الحياة لمشاريع الري في جميع الأحواض مستمرة، والجهود لعودتها إلى الاستثمار الزراعي للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وعودة آلاف المهجرين إلى قراهم ومزارعهم متواصلة، ليبقى تأمين المياه ونقلها وري الأراضي رافعة أساسية من روافع التنمية والقاطرة الرئيسية في البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن