تظاهرات في مدن أميركية تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين … مئات المستوطنين يقتحمون «الأقصى».. ورام الله: استفزازات تحول المسجد إلى ساحة حرب
| وكالات
بينما شهدت مدن أميركية عدة تظاهرات حاشدة احتجاجاً على الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، ألغى المهرجان البلجيكي «البلقان ترافيك» شراكته مع إسرائيل، في حين نبهت الرئاسة الفلسطينية إلى أن استفزازات قوات الاحتلال المتواصلة بحق المسجد الأقصى من شأنها تحويل باحاته إلى ساحة حرب، في حين حذرت الخارجية من مخاطر محاولات تغيير واقع الأقصى التاريخي والقانوني.
ونقلت وكالة «وفا» عن الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن الاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة بحق المسجد الأقصى المبارك مرفوضة، وستحول باحاته إلى ساحة حرب، الأمر الذي سيؤدي إلى تدهور الأوضاع بشكل خطير.
وأضاف أبو ردينة، «الاعتداءات اليومية ضد المقدسات والمصلين في شهر رمضان المبارك إجراءات مدانة، وتصرفات مرفوضة تعمل على إشعال المنطقة، وجرها نحو الهاوية».
وحمل أبو ردينة، حكومة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع جراء استمرار ارتكاب الجرائم وتدنيس المقدسات، مؤكداً أن تحدي الاحتلال لأبناء شعبنا لن يثني من عزيمته، وسيبقى صامداً مدافعاً عن أرضه ومقدساته مهما كان الثمن، وأن القدس بمقدساتها هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية، وكل الإجراءات الإسرائيلية والدعم الأميركي لن تؤدي إلى الأمن والاستقرار.
على خطٍّ موازٍ، جددت الخارجية الفلسطينية إدانتها استهداف الاحتلال المتواصل للمسجد لأقصى والمصلين والمعتكفين فيه إضافة إلى حملات التحريض المستمرة التي تدعو إلى تغيير الوضع الراهن في المسجد، وكذلك عمليات التحريض على الوجود الفلسطيني برمته، وتكريس الاقتحامات وتوسيع دائرة المشاركين فيها، الأمر الذي يظهر بوضوح من خلال الازدياد الملحوظ في أعداد المقتحمين.
واعتبرت أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى، امتداد لمحاولات تغيير واقعه القانوني والتاريخي القائم، بهدف تكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانياً، واستخفاف إسرائيلي الرسمي بالمواقف العربية والإسلامية والدولية، والمطالبات العالمية لحكومة الاحتلال بالكف عن إجراءاتها القمعية ووقف الاقتحامات الاستفزازية.
وطالبت الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن الدولي باتخاذ ما يلزم من خطوات عملية لتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة.
مواقف رام اللـه جاءت تزامناً مع تحويل قوات الاحتلال الإسرائيلي، باحات «الأقصى» إلى ثكنة عسكرية، لتأمين اقتحامات المستوطنين لساحات الحرم في اليوم الرابع من عيد «الفصح اليهودي».
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس وفق «وفا»، بأن نحو 912 مستوطناً اقتحموا ساحات «الأقصى»، على شكل مجموعات، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية وأدَّوا طقوساً «تلمودية»، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، وسط حالة من التوتر تشهدها البلدة القديمة من القدس، في ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، عشية المراسم الاحتفالية لليهود في ساحة «البراق».
ونصبت قوات الاحتلال الحواجز داخل أسوار البلدة القديمة، وقامت بإفراغ شوارع البلدة من الشبان تمهيداً لاقتحام المستوطنين، كما منعت دخول الشبان إلى المسجد الأقصى وأخرجتهم باتجاه باب الأسباط، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال، ورغم تضييق الاحتلال ومنع الشبان من دخول الأقصى، وجود مئات المرابطين والمرابطات في ساحات الحرم القدسي الشريف.
بموازاة ذلك، خرج الآلاف من أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية ومتضامنون أجانب في عدة مدن أميركية كبرى، احتجاجاً على الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين في «الأقصى» واستنكاراً للصمت الأميركي على الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين.
وطالب المحتجون في المسيرات الحاشدة في كل من نيويورك وشيكاغو ودالاس ولوس انجلوس وأوهايو وتكساس وكاليفورنيا ومينسوتا برفع يد سلطات الاحتلال عن المسجد الأقصى، وبالحرية لفلسطين، وبضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني ضد ممارسات حكومة الاحتلال العنصرية.
ودعا أسامة ناصر باسم «التحالف من أجل العدالة في فلسطين» في المسيرة التي انطلقت في شيكاغو المجتمع الدولي، وعلى رأسها حكومة الولايات المتحدة إلى الابتعاد عن سياسة ازدواجية المعايير، والضغط على كيان الاحتلال لوقف جرائم الحرب ضد المواطنين الفلسطينيين، وفرض العقوبات عليها.
وقال الناشط وعضو المجلس الفلسطيني الأميركي ماهر عبد القادر: إن «خروج الآلاف من أبناء الجالية هو حالة طبيعية لما يجب أن تقوم به في دفاعها عن الحقوق الفلسطينية وفضح الممارسات الإسرائيلية، وخاصة في الأماكن المقدسة، وما يحصل من جرائم على يد «أتباع الفاشية».
وأضاف: «إن جميع أبناء الجالية يعملون ليل نهار لإيصال صوت أبناء شعبنا إلى صناع القرار في واشنطن عبر الوسائل كافة، لوقف ما يحصل في فلسطين بداية من تجميد المساعدات العسكرية لكيان الاحتلال، وانتهاءً بعزله دولياً.
على صعيد متصل، ألغى المهرجان البلجيكي «البلقان ترافيك» شراكته مع إسرائيل، بعد جهود حثيثة قامت بها حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات «بي دي اس» بسبب جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وقالت الجمعية البلجيكية الفلسطينية «آيه بي بي» «ABP»، في بيان أوردته «وفا»: إن المهرجان اختار التخلي عن الشراكة مع إسرائيل، بعد عدة نقاشات مع منظميه، والمقاطعة الثقافية لا تستهدف الشخصيات أو الأفراد، إلا إذا تم تمويل سفرهم من مؤسسات إسرائيلية.
وجاء في البيان: «على مدار عشرين عاماً، التزم مهرجان «البلقان ترافيك»، الذي ستقام نسخة 2023 منه في الفترة من 27 إلى 30 نيسان الجاري في مدينتي بروكسل ونامور، بتقديم ثقافات البلقان ونكهاتها وإيقاعاتها وأصواتها، وكان من الممكن أن يفسد هذا العام بسبب وجود ضيف لا يتماشى تماماً مع القيم التي ينقلها هذا المهرجان».
وأضافت الجمعية: «إن الحكومة الإسرائيلية تعتبر رعاية الأحداث الثقافية جزءاً لا يتجزأ من سياستها لتبييض ملفها الاجرامي ضد الشعب الفلسطيني، لذلك يجب أن يستنكرها أي شخص يرى أن حقوق الإنسان لا تتوقف حيث تبدأ الثقافة والترفيه».
وقالت: إن «المهرجان يخطط للتواصل بسرعة بشأن إنهاء هذه الشراكة، ورغبته في تنظيم مناظرة مشتركة معها على هامشه».