مزاجية إدارة الحبوب السابقة أدت إلى إلغاء المركز … فلاحو الحسكة يطالبون بتنفيذ قرار إحداث مركز تسويق حبوب «كوكب»
| الحسكة- دحام السلطان
جدد فلاحو الحسكة مطالبهم بتفعيل قرار إحداث مركز تسويق الحبوب في محيط جبل كوكب، في المنطقة الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري «شرق الحسكة ١٠ كم»، والذي كان قد حصل على الموافقات الرسمية بموجب قرار رئاسة الحكومة في العام ٢٠٢٠ الذي طالب وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجهيز المركز بغية استلامه للحبوب وتجهيزه بكل المستلزمات اللازمة بما فيها «القبّان الأرضي» لضمان السرعة في استلام المحاصيل الزراعية في الموسم المذكور الذي يلي موعد صدور القرار، لكن ولتاريخه لا يزال القرار حبراً على ورق، بعد أن غرق في تفاصيل لا جدوى منها إلى الآن.
وبيّن رئيس اتحاد فلاحي المحافظة عبد الحميد الكركو لـ«الوطن» أن المطالب اليوم دخلت عامها الثالث ولا تزال تنتظر الموافقات لإحداث المركز، التي سبق أن قمنا بالمطالبة بإحداثه غير مرة، وسطرنا العديد من المذكرات والكتب الخطية، بعد أن توصلنا إلى التفاهمات مع الجهات المعنية المحلية على الصيغ المطلوبة لذلك، من أجل رفع الحيف عن الفلاحين الموجودة أراضيهم في أرياف مدينة الحسكة، التي لا وجود لمراكز للتسويق فيها نتيجة للظروف الراهنة، فكانت الحلول البديلة عبر المطالبة بإحداث مركز في منطقة آمنة في محيط جبل كوكب تحت سيطرة الجيش العربي السوري، ليغطي تلك المناطق ما سيوفر العناء على الفلاحين ويختصر الجهد والمسافة التي تربط حقول إنتاجهم بمراكز التسويق المنحصر وجودها بالمحافظة حالياً بريف القامشلي فقط والتي تبعد مسافات طويلة جداً بسبب ذلك؟
بدوره مدير فرع السورية للحبوب بالقامشلي عبد الله عواد العبد الله، قال: إن الإدارة العامة للحبوب أعلمتنا كمديرية فرع للحبوب بالتريّث حول اتخاذ الإجراءات اللازمة لإحداث المركز في الموقع المذكور ولا جديد بخصوصه إلى الآن؟ مؤكداً أن فرع السورية للحبوب بالمحافظة هو جهة تنفيذ للقرارات وليست جهة إصدار لها، لافتاً إلى أن هناك ثلاثة مراكز موجودة بالمحافظة «الثروة الحيوانية، جرمز» في محيط القامشلي الريفي، والطواريج بريفها الجنوبي، وهي من تقوم بشراء محاصيل الفلاحين خلال المواسم الماضية، نتيجة لخروج بقية المراكز عن الخدمة لظروف خارجة عن إرادتنا؟
من جانبه بيّن رئيس نقابة عمال المواد الغذائية في اتحاد العمال خالد الذياب، أن مكتب النقابة ومنذ بداية الحرب على البلاد وخروج معظم مراكز تسويق الحبوب خارج مناطق السيطرة، طالب بإحداث مركز للتسويق في المحيط القريب من مدينة الحسكة لتخفيف العبء على الفلاحين في المناطق الجنوبية والغربية الذين يقطعون مسافة أكثر من ١٢٠ كم لإيصال محاصيلهم من حقول الإنتاج إلى مراكز التسويق بريف القامشلي، وتمت الموافقات الرسمية فيما مضى من رئاسة مجلس الوزراء وتحوّلت إلى اللجنة الاقتصادية لتخصيص الاعتمادات المالية اللازمة، قبل أن تصطدم بمزاجية إدارة الحبوب السابقة في العاصمة، التي أوهمت اللجنة الاقتصادية في رئاسة الحكومة، بأن المركز المزمع إحداثه لا يمكن الاستفادة منه، لأن الطرقات العامة التي تربط حقول الإنتاج بالمركز المزمع إحداثه خارج سيطرة الدولة؟ متناسية أن هناك أراضي زراعية ومستثمرة اليوم وهي تتبع لعشرين قرية وحدها داخل سيطرة الجيش العربي السوري، هذا من جهة، ومن جهة أخرى متناسية أيضاً، أن معظم حقول الإنتاج التي تقوم بتسويق إنتاجها إلى مراكز الشراء بريف القامشلي، ينطبق على طرقاتها ما ينطبق على الطرقات التي أوجدتها ذريعة إدارة الحبوب السابقة التي عطّلت قرار تنفيذ إحداث المركز، ليبقى الحال على ما هو عليه وموسم الحصاد بات على الأبواب؟
وأشار الذياب أنه في حال تنفيذ قرار إحداث المركز في محيط جبل كوكب، ستكون هناك إمكانية لإحداث مطحنة بجوار المركز، في الوقت الذي توجد فيه الآن مطحنتان متحركتان ومتوقفتان عن العمل بطاقة إنتاجية تصل إلى ٥٠ طناً يومياً من الدقيق، وهما مقدّمتان من المنظمات الدولية العاملة في الشأن الإغاثي، وبهما سيتم تأمين حاجة أفران مدينة الحسكة وحدها من مادة الدقيق التي تتراوح حاجتها اليومية من المادة بين ٣٥-٤٠ طناً، ما سيوفر أجور ونفقات نقل الدقيق من القطاع الخاص إلى القطاع العام، كما هو معمول به اليوم، وستؤمن المخزون المطلوب من الدقيق للمدينة بالشكل الأمثل والأفضل، ولاسيما في حالات الطوارئ التي شهدتها المدينة وأفرانها غير مرة؟
يشار إلى أن حجم المساحات المزروعة بالمحاصيل الشتوية في المناطق المسكونة، بمناطق الاستقرار الزراعي الثانية والثالثة والرابعة بحسب إحصاءات دائرة الزراعة في مديرية زراعة الحسكة تصل إلى ١١٤٠٠ هكتار قمح مروي و٢٣٠ ألف هكتار قمح بعل و٧ آلاف هكتار شعير مروي و٤٦ ألف هكتار شعير بعل، ليكون حجم المساحات المزروعة ٤٤١٩٣٢ هكتاراً من خلال ٢٧٤ قرية، ومن ضمنها مساحات آمنة تُقدّر ب ٢٤٠٠ هكتار قمح مروي و٣ آلاف هكتار قمح بعل و٦ آلاف هكتار شعير بعل.