شؤون محلية

متابعة للواقع الخدمي غير المقبول بطرطوس … مجلس المدينة: تواجهنا صعوبات وعقبات عديدة في الاعتمادات والآليات واليد العاملة وغيرها ومع ذلك نعمل فوق طاقتنا لتحسين الواقع بكل جوانبه

| طرطوس- هيثم يحيى محمد

استكمالا لما نشرته «الوطن» عن عدم رضا محافظ طرطوس عن إدارة مجلس المدينة وبهدف التحدث عن الصعوبات والعقبات التي تواجه عمل مجلس المدينة وأدت وتؤدي للواقع الحالي ومقترحاته لمعالجتها، أكدت المدينة بمجلسها الحالي وبمديرياتها ودوائرها ذات العلاقة أن ما ورد في المادة الصحفية قد أوقع عليهم ظلماً كبيراً لكونه من وجهة نظرهم لم يسلط الضوء على الجهود المبذولة والأعمال التي تقوم بها هذه المديريات والدوائر بعمالها وفنييها لتحسين واقع النظافة العامة والحدائق والخدمات الأخرى والتي تفوق الإمكانات المتوافرة لديهم وظروف العمل والتشغيل بكثير وتمنوا التقصي الميداني والوقوف على حقيقة الأمر للتأكد من عدم وجود أي تقصير من كوادر المدينة في ضوء تلك الإمكانات المتوافرة.

بناء على ما تقدم وعلى ردود الفعل التي حصلت بعد النشر واتسم بعضها بالانفعال والتشنج تابعنا على مدى الأسبوع الماضي واقع النظافة والصيانة والحدائق وتبين لنا أن النظافة ما زالت دون طموح المواطنين والزائرين والمسؤولين ومعظم الحدائق تحتاج لتأهيل كامل وتنظيف وتعشيب وإنارة وألعاب وحديقة الرمل التي ستقام مكان ثكنة الشيخ صالح تنتظر المباشرة بها وهكذا المدخل الجنوبي للمدينة والعديد من منصفات الشوارع أما الشوارع فالوضع فيها لم يتغير باستثناء أطاريف هنا ورصيف هناك وإغلاق حفرة هنا وأخرى هناك.. الخ لكن بالمقابل يمكن مشاهدة أعمال عديدة في مواقع مختلفة وجهود مكثفة تقوم بها المدينة بإدارتها ومجلسها وكوادرها الإدارية والفنية والعمالية لتحسين الواقع الذي تمت الإشارة إليه خاصة واقع النظافة إضافة لواقع الحدائق والأشجار أما واقع الشوارع المهترئة والحفر فلن يتحسن كما يجب قبل تشغيل مجابل الإسفلت بعد العيد كما قيل لنا وعندها ستبدأ الورشات بصيانة الحفر والأماكن المهترئة مع إكساء بعض الشوارع المحددة والموضوعة في خطة هذا العام من الموازنة الذاتية للمدينة

لكن هذه الجهود لن تؤدي إلى التحسين الذي ينشده أبناء المدينة إذا لم تعالج الصعوبات والعقبات التي تعانيها المدينة كما يقول المديرون المعنيون في مجلس المدينة وإذا لم يتعاون المواطن في قضية النظافة لجهة التقيد بمواعيد رمي قمامته والحفاظ على نظافة حيه وحديقته العامة ومرافقها.. الخ وفي هذا المجال التقينا بعد جولات ميدانية كلاً من مدير النظافة ومدير الخدمات والصيانة ومدير الحدائق حيث حدثنا كل واحد منهم عن إمكانات مديريته أو دائرته وعن آلية عملها وعن الصعوبات الكبيرة التي تواجهها وعن مقترحاته لمعالجتها.. ولا بأس أن نتوقف عندها باختصار.

النظافة

مدير النظافة المهندس مدحت زيدو بين أن عمل مديرية النظافة هو جمع وترحيل النفايات من كل أحياء مدينة طرطوس ومناطق التوسع إضافة إلى كنس الشوارع وتنظيفها وذلك على مساحة تفوق 3700هكتار لتخديم مواطني المدينة البالغ عددهم 200 ألف نسمة تقريباً حيث تبلغ كمية النفايات الوسطية المرحلة يوميا حوالي /300-400/ طن.

وأشار إلى إن مجموع العاملين في مديرية النظافة هو 334 عاملاً منهم 168عامل كنس وجمع موزعين في جميع أحياء المدينة و52 عاملاً لجمع النفايات ووضعها في سيارات الترحيل بالإضافة إلى 59 سائقاً و23 مراقباً للعمال موزعين على ورديتي العمل و14 مراقباً لضبط مخالفات النظافة و18 موظفاً إدارياً وإن عدد العمال الحالي في المديرية يقل عن نصف عدد العمال الفعليين الذين كانوا موجودين في المديرية قبل بداية الحرب بالرغم من تضاعف المساحة المخدمة.

ولفت إلى ما تعانيه المديرية من صعوبات وعقبات وأبرزها النقص في عدد العمال قياساً بالمساحة المطلوب تخديمها وعدد السكان وأن الفاقد في عدد عمال مديرية النظافة بسبب التقاعد أو الاستقالة أكبر بكثير من المعينين حديثاً كما أن قدم الآليات جعلها تتعرض للأعطال بشكل متكرر الأمر الذي أثر على مردودها. ومن الصعوبات أيضا ظروف النقل وحضور العمال إلى العمل خاصة أيام العطل والأعياد هذا إضافة إلى عدم الالتزام بمواعيد إلقاء القمامة.

ويلخّص زيدو مقترحاته لمعالجة هذه الصعوبات باستثناء مدن مراكز المحافظات بشكل عام من شروط تعيين عمال الفئة الخامسة المتبع حالياً (مسابقات مركزية) والسماح لهم بتعيين عمال خدميين من الذكور حصراً إضافة إلى رفد المديرية بآليات جديدة وتأمين الاعتمادات المالية اللازمة من خلال إعانات أو منح لإصلاح آليات المديرية المعطلة وتأمين معدات ولوازم العمل وأن يتم استثناء آلياتنا من نسب تخفيض المحروقات وتأمين سيارات مبيت لنقل العمال إلى أماكن عملهم وزيادة نسب التعويضات المعاشية لعمال النظافة بما يتناسب وطبيعة عملهم المجهدة.

الخدمات والصيانة

بدوره مدير الخدمات والصيانة المهندس حامد حسين أوضح أن ما تعانيه المديرية بسبب ضعف الإمكانات ولاسيما لجهة نقص عدد العمال وعدد الآليات وأشار إلى أن الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية حالت دون تنفيذ الكثير من مشاريع إنشاء وصيانة وإصلاح الطرقات والأرصفة والساحات والإنارة الشارعية لرفع مستوى المدينة سياحياً وخدمياً كما حالت دون رفد المدينة بآليات جديدة أو صيانة وإصلاح الآليات القديمة وتعيين عمال للمديريات الخدمية بما يتناسب مع توسع المدينة وتعويض النقص في عددهم ولاسيما ذوي الخبرة بالأعمال المتنوعة (مبلط – مليس – دهان – كهربائي..) إضافة إلى ظروف النقل وحضور العمال إلى العمل خاصة أيام العطل والأعياد وتعرض البنى التحتية للمدينة لضغط كبير خلال السنوات الماضية بسبب استقبالها لعدد كبير من الوافدين من باقي المحافظات فضلاً عن الأضرار الناتجة عن أعمال المؤسسات الخدمية /هاتف – كهرباء – مياه – صرف صحي/ لتأمين خدماتها للمواطنين بالرغم من تنظيم محاضر التنسيق ويضاف إلى ذلك عدم تمكن المدينة من رصد الاعتمادات المالية الكافية للقيام بالكثير من الأعمال الضرورية وضعف الإمكانيات عند جهات القطاع العام والشركات التي كانت تقدم العون للمدينة.

واقترح لمعالجة هذه الصعوبات تأمين عدد من العمال يتناسب مع حجم الأعمال المطلوبة ومساحة المدينة وتأمين احتياجاتهم ورفد المديرية بمهنيين متخصصين ورفدها أيضا بآليات جديدة واختصاصية وتأمين الاعتمادات المالية اللازمة لصيانة الآليات الموجودة والمعطلة وتأمين الوقود اللازم والكافي لعمل جميع الآليات والمعدات وتأمين اعتمادات مالية لتنفيذ مشاريع خدمية تخفف من أعمال الصيانة ولا سيما أعمال الإكساء الزفتي وتنفيذ الأرصفة مؤكداً أن الإدارة والكوادر والعمال في المديرية يقومون بواجباتهم على أكمل وجه والأعمال المنفذة وحجمها جيدة مقارنة بالإمكانيات المتوافرة.

الحدائق

مدير الحدائق المهندس علي محمود بيّن أن مدينة طرطوس تعتبر من أكثر المدن غنى بالحدائق والمسطحات الخضراء على مستوى سورية حيث تبلغ المســـاحة الإجمالية للمســـــطحات الخضراء المنفذة فعلياً ضمن المــــدينة أكثر من 70 هكتاراً ويبلغ عدد الحدائق أكثر من 100 حديقة بمساحات مختلفة منها 45 حديقة جاهزة وتتراوح مساحة الحدائق بين الصغيرة 500 – 4000 م2 منتشرة ضمن الأحياء السكنية والكبيرة (الباسل – تشرين – الطلائع – الكورنيش البحري). وهذه المسطحات الخضراء تحوي عشرات الآلاف من الأشجار المتنوعة.

وأوضح أن الإمكانات لدى دائرته أقل من المطلوب بكثير ما جعل واقع الكثير من الحدائق الموجودة في الأحياء الشعبية غير مقبول، وذكر الصعوبات التي يعاني منها وهي النقص الكبير في عدد العمال الحاليين رغم اتساع رقعة المدينة للضعف وارتفاع أعمار الكادر البشري العامل في دائرة الحدائق، إضافة إلى أن الأغلبية العظمى من عمال دائرة الحدائق هم من سكان الريف البعيد وما يرافق ذلك من صعوبات في المواصلات وكذلك ضعف الحوافز المقدمة للعمال هذا إضافة إلى النقص الكبير في الآليات والمعدات وقدم الموجود منها وصعوبة توفير قطع تبديلية لها وعدم توفر الوقود بشكل منتظم وكاف لتشغيل الآليات والمعدات (جرارات – صهاريج – مناشير – قصاصات عشب..) لتحقيق الحد الأدنى المطلوب من العمل والانقطاع الكبير في التيار الكهربائي يجعل من أعمال الري وتشغيل النوافير في حدودها الدنيا وسوء استخدام ألعاب الأطفال واستخدامها من أعمار أكبر من المخصصة لها ما يؤدي إلى تعطلها وعبث بعض المواطنين بالمرافق العامة في الحدائق وتخريبهم (دورات مياه – مناهل شرب) إضافة إلى تخريب المقاعد.

واقترح لمعالجة تلك الصعوبات زيادة عدد العمال ورفع الحوافز وطبيعة العمل المقدمة لهم وتأمين مبيت لتخفيف أعباء النقل على سكان الريف ورفد الدائرة بالآليات والمعدات الزراعية وزيادة كميات الوقود اليومية المخصصة لعمل دائرة الحدائق وتأمين مصادر طاقة بديلة ورفع الاعتمادات المالية المرصودة سنوياً لتنفيذ حدائق جديدة وصيانة القائم منها.

وختم محمود بالقول: إن كل الصعوبات المذكورة أعلاه معروفة للجميع ومعالجة معظمها يحتاج لاعتمادات كبيرة تفوق إمكانيات المدينة؛ مشيراً إلى أن المدينة تعمل وفق أقصى الإمكانات المتاحة.

رئيس المجلس

رئيس مجلس مدينة طرطوس القاضي محمد زين قال لـ«الوطن»: إضافة لما ذكره لكم المديرون المعنيون أشير إلى أن فوج الإطفاء الذي يخدّم كامل المحافظة يتبع للمدينة التي تقوم بتأمين كل متطلباته المالية من أجور ورواتب ومحروقات وإصلاح آليات والمواد والمستلزمات اللازمة لعمل الفوج إضافة لقيام المدينة بأعمال رش المبيدات ومكافحة القوارض على كامل مساحتها من خلال عمالها وآلياتها وكذلك تأمين المدافن في المقبرة وكل مستلزمات الدفن والقيام بكل الأعمال اللازمة لجهوزية المصارف والأقنية المطرية خلال موسم الأمطار وكل الأعمال المطلوبة في حال حدوث أي أمر طارئ (رياح شديدة – زلازل..).

وختم بالقول: إن رئيس وأعضاء مجلس المدينة الذين لم يمض على انتخابهم سوى خمسة أشهر يعاهدون قيادتهم وأهالي مدينة طرطوس بأنهم سيبذلون الغالي والنفيس من أجل العمل لمصلحة مدينتهم وأهلهم بأقصى الإمكانيات المتاحة وبالتعاون مع المجتمع المحلي وصولاً إلى نهضة المدينة من كل الجوانب العمرانية والتنظيمية والسياحية والاستثمارية والثقافية والاجتماعية والخدمية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن