أكدن تحملهن ظروف العمل السيئة والاستغلال نتيجة الفقر وقلة المساعدات … النازحات في مخيمات مناطق «النصرة» يعجزن عن تأمين قوت يومهن
| وكالات
بسبب تسلط تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي على رقاب أهلها بدءاً من فرض أتاوات عليهم ومصادرة لأرزاقهم وصولاً إلى حملات الاعتقال والتعذيب بحقهم، تعجز النساء المعيلات في مخيمات إدلب عن شراء احتياجاتهن خاصة في شهر رمضان، إذ يضطررن إلى تحمل ظروف العمل السيئة، والاستغلال نتيجة الفقر وقلة المساعدات الإنسانية.
وذكر موقع «العربي الجديد» الداعم للمعارضة في تقرير نشره أمس، أن معظم نازحي مخيمات إدلب يعجزون عن تأمين احتياجاتهم في شهر رمضان في ظل عيشهم تحت خط الفقر، كما أن معظم العائلات فيها تقتات على مساعدات غذائية توزعها عدد من المنظمات.
ونقل الموقع عن إحدى السيدات وتدعى حسنة الأصلان (34 سنة) قولها: «تتشابه أيام الصوم والإفطار لدينا، فالجوع والعطش يلازماننا دائماً».
وأوضحت حسنة أنها تعيل ثلاثة أطفال وتعجز عن شراء احتياجاتهم بسبب الفقر وقلة المساعدات الإنسانية وأضافت: لذلك «تقتصر مائدة الإفطار في معظم الأيام على ما نجمعه من الخبيزة والدردار والحميضة، ثم نطبخها مع قليل من الزيت والبصل، وأستخدم موقد الطين للطهو، فأسطوانة الغاز يصل سعرها إلى 13.50 دولاراً»، مشيرة إلى أنها تعتمد في معيشتها على ما يجنيه ابنها من عمله كبائع متجول للمناديل الورقية، و«في معظم الأيام لا يكفي الدخل اليومي إلا لتأمين الخبز».
وتتشابه ظروف حسنة مع كثير من المعيلات في إدلب اللواتي يعانين الأمرين لتأمين وجبات الإفطار والسحور في شهر رمضان، بحسب الموقع الذي تحدث عن أن سيدة أخرى تقيم في مخيم بلدة كللي شمال إدلب الخاضعة لسيطرة «النصرة» تدعى سماح السعود (41 سنة) تضطر إلى العمل لتأمين قوت أطفالها الخمسة.
وقالت سماح في تصريح نقله الموقع: «أعمل مع اثنين من أولادي في جمع الخرداوات من مكبات النفايات لتوفير المال لشراء الطعام».
وأوضحت أن الوجبات الرئيسية التي يتم الاعتماد عليها في رمضان هي العدس والبرغل والأرز، وما تقدمه المنظمات الإغاثية، أما اللحوم فهي مخصصة للأغنياء، والناس الذين يعيشون في الخيام غير قادرين على توفيرها.
ويعاني سكان مدينة إدلب التي يسيطر عليها تنظيم «جبهة النصرة» من الانتهاكات التي يمارسها الأخير بحقهم، بدءاً من الأتاوات التي يفرضها عليهم ومصادرة أرزاقهم وسرقة المساعدات الإغاثية المقدمة من المنظمات الدولية خاصة بعد كارثة الزلزال التي ضربت المنطقة مؤخراً، وصولاً إلى حملات الاعتقال التي ينفذها ضد شبان المدينة وحالات التعذيب التي يتعرضون لها في سجونه.
سلمى الجمعة (19 سنة) التي تعمل في ورشة زراعية لتأمين مصروفها ونفقات والدتها المصابة بالضغط والسكري خلال شهر رمضان، بدورها أكدت في تصريح مماثل، أنها فقدت المعيل بعد وفاة والدتها، وأصبحت مضطرة إلى العمل في تعشيب المحاصيل، واقتلاع محصول البطاطا، وأعمال شاقة أخرى لتحصيل لقمة العيش.
من جهتها، أكدت مرشدة اجتماعية في مدينة إدلب تدعى سمر العلوان أن «النساء المعيلات يضطررن إلى تحمل ظروف العمل السيئة، والاستغلال نتيجة الحاجة المادية، والمطلوب هو التكفل بالأسر التي تعيلها نساء، وتوفير فرص عمل كريمة تضمن حقوقهن، وتحسّن الأوضاع المادية لأسرهن».
وفي بداية نيسان الجاري، أكد ما يسمى فريق «منسقو استجابة سورية» في بيان، وصول الفقر في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية للاحتلال التركي في شمال غرب سورية إلى مستويات جديدة، وارتفاع نسبة العائلات الواقعة تحت حدّ الفقر إلى 89.24 في المائة، وكذلك تزايد الجوع، لترتفع نسبة العائلات التي بلغت حدّ الجوع إلى 39.64 في المائة.