فجأة وبين ليلة وضحاها صار للجمهور مكانه في أرض الصالات..!
كلنا متفقون على أهمية وجود الجمهور في الصالات وأنه فاكهة المباريات، ولا طعم للمباراة أو نكهة ما لم يكن فيها جمهور، وجمالية المباراة وقوتها مرهونة وبشكل كبير بفعالية الجمهور الحاضر والهادر على مدرجاتها.
ولكن شريطة بقائه على المدرجات، فالغلط يبدأ بنزوله إلى أرض الصالة، وما ينجم عن ذلك من احتكاك مع عناصر اللعبة من لاعبين وطواقم فنية وإدارية وتحكيمية أيضاً، وقد يؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها.
وفيما تشدد تعليمات وتأكيدات الاتحاد الدولي على منع وجود الجمهور بأرض الصالة خلال المباريات الدولية الرسمية، ولو كان للاحتفال بعد انتهاء المباراة، نجد توجه المنظمين للمباريات في بعض صالاتنا لإحداث مكان للجمهور أو الحضور للجلوس في أرض الصالة، وضمن مكان رسمي ومحدد، وتحت تسمية (VIP) وتخصيص هذه الكراسي في أرض الصالة وعلى جنبات الملعب للقادرين على دفع أضعاف سعر التذكرة العادية للمباراة.
نحن مع الترويج والتفنن في تأمين مداخيل للمباريات لدعم صندوق النادي، ولكن ليس بهذه الطريقة الخطيرة.
فالتاريخ يشهد بحدوث العديد من المشاكل بين عدة أطراف لمجرد تمكن الجمهور من النزول إلى أرض الصالات، رغم أنه كان يتم منعهم من رجال حفظ النظام للنزول بعد المباراة إلى أرض الصالة، واليوم يتم السماح والترحيب بالجمهور للجلوس على الباركيه وعلى بعد متر ونصف المتر من اللاعبين والحكام، حيث الفرصة مهيأة للاحتكاك في أي لحظة، ناهيك عن تصرفات بعض الجمهور غير الحضارية التي تبدأ بالمشي بحذائه العادي وغير المخصص للرياضة على الأرضية الباركيه الخشبية، وما يتبعها من تناول مأكولات ومشروبات ورمي مخلفاتها على تلك الأرضية المصقولة والناعمة كالمرآة والتي تكاد تصرخ باكية ومتحرقة عندما يقوم البعض برمي سيكارته عليها وسحقها بحذائه لإطفاء نارها..!
مشاهد حقيقية تحدث اليوم في صالاتنا ضمن المباريات الكبرى للعبة المثقفين، فمن ينقذ أرضيتها من ذلك الغلط؟.