نتنياهو منع اقتحامات المستوطنين للأقصى حتى انتهاء شهر رمضان … قوات الاحتلال تنشر قناصيها على أسطح المنازل في جنين وتشدد إجراءاتها العسكرية
| وكالات
شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، إجراءاتها العسكرية في القدس القديمة، ومنعت الشبان من دخول المسجد الأقصى فيما اقتحم مئات المستوطنين باحات المسجد، وذلك قبيل إصدار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات بمنع المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى حتى انتهاء شهر رمضان، اعتباراً من اليوم، على حين أصيب فلسطينيان واعتقل خمسة آخرون خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية.
وفي التفاصيل ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي قررت، تعليق اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، بدءاً من اليوم الأربعاء، والتي تتزامن مع العشر الأواخر من شهر رمضان.
ونقلت الصحيفة عن بيان مكتب نتنياهو أنه «في ختام تقييم شامل للوضع الأمني، أوعز رئيس الحكومة نتنياهو بتسهيل كل الإجراءات لوصول المستوطنين» إلى حائط البراق.
كما تقرر منع وصول المستوطنين إلى المسجد الأقصى حتى نهاية شهر رمضان بناءً على توصية بالإجماع من وزير الحرب يؤاف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشاباك» رونين بار، ومفوض الشرطة يعقوب شبتاي.
وفي السياق ذكرت وكالة «وفا» أن 788 مستوطناً اقتحموا «الأقصى» من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال التي أبعدت المصلين الفلسطينيين عن مسار اقتحامات المستوطنين، كما اقتحمت قوات الاحتلال سطح المصلى القبلي.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن المستوطنين نفذوا جولات استفزازية في ساحات الأقصى، وأدوا طقوساً «تلمودية» في المنطقة الشرقية منه وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.
وأول من أمس الإثنين، وصلت مجموعات المستوطنين المقتحمة للأقصى إلى 23 مجموعة ضمت 1531 مستوطناً، في حين اقتحم الأقصى الأحد الماضي 912 مستوطناً، وبلغت حصيلة الاقتحامات باليومين الأخيرين 2449.
وقبيل الاقتحامات نشرت قوات الاحتلال عناصرها ووحداتها «الخاصة» في ساحات الأقصى وعند أبوابه، تمهيداً لاقتحامات المستوطنين.
كما نشرت قوات الاحتلال عناصرها في القدس القديمة ونصبت الحواجز العسكرية على الطرقات المؤدية للأقصى، وفرضت تشديدات على أبواب المسجد، ومنعت الشبان من دخوله، واحتجزت هويات بعض الوافدين بعد تفتيشهم، ومنعت دخول من هم دون سن الـ 55 عاماً.
في الأثناء، اعتدى مستوطنون إسرائيليون على ممتلكات الفلسطينيين في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.
وذكرت وكالة «وفا» أن عشرات المستوطنين اقتحموا بلدتي تقوع والخضر جنوب شرق المدينة واعتدوا على مركبات الفلسطينيين بالحجارة، ما أدى إلى إلحاق الضرر في بعضها.
وأول من أمس، اقتحم مستوطنون إسرائيليون منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل في الضفة الغربية.
من جهة ثانية، أصيب فلسطينيان، واعتقل خمسة آخرون أمس، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت حيي الهدف والجابريات في جنين ومحيط مخيمها بأعداد كبيرة، ونشرت القناصة على أسطح عدد من المنازل، واعتدت على الفلسطينيين بإطلاق الرصاص وقنابل الصوت والغاز السام، ما أدى إلى إصابة فلسطينيين اثنين بجروح، كما قامت باعتقال خمسة فلسطينيين.
وفي سياق متصل، واصلت قوات الاحتلال التضييق على الفلسطينيين وتشديد إجراءاتها العسكرية على حاجزي تياسير والحمرا في الأغوار الشمالية وإغلاق قرية فروش بيت دجن في الأغوار الوسطى لليوم الرابع.
في الغضون، شهدت مدينة طولكرم وقفة تضأمنية مع الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال، أمام مكتب الصليب الأحمر في المدينة دعماً وإسناداً للأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وطالب المعتصمون الذين رفعوا صور الأسرى، الصليب الأحمر الدولي وهيئات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل لتوفير الحماية للأسرى، في ظل الممارسات التعسفية التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم، وتكثيف الفعاليات الشعبية التضامنية لدعم صمودهم، ورددوا الهتافات الوطنية الداعمة لنضال الأسرى والمؤكدة على حريتهم العاجلة, وقال مدير نادي الأسير في طولكرم إبراهيم النمر، لـ«وفا»: «نرفع صوتنا عالياً أمام العالم لإيصال معاناة آلاف الأسرى والضغط نحو إنهاء معاناتهم، خاصة وهم يعانون إجراءات إدارة مصلحة السجون»، مؤكداً أنه آن الأوان لتحريرهم وإنقاذ حياتهم.
وأضاف: إن شهر نيسان هو شهر الحرية والانتصار للأسرى، إذ يقبع أكثر من 29 أسيرة، في سجون الاحتلال، وهناك أسرى مضربون عن الطعام، وعلى رأسهم الأسير خضر عدنان الذي دخل يومه الـ65 على التوالي، وهناك الأسير المريض وليد دقة، الذي يعاني وضعاً صحياً صعباً للغاية، ما يتطلب الضغط نحو الإفراج عنهم جميعاً.
بدوره، قال المتضامن أحمد عودة: «نوجه رسالتنا إلى الأسرى الأبطال أننا نقف معهم ونساندهم وهم يخوضون أعتى معارك البطولة والفداء أمام السجان الغاشم والقاتل، ونحن نستمد منهم العزيمة بإصرارهم وصمودهم بوجه سياسة الحكومة اليمينية المتطرفة التي تعمل على سن القوانين النازية من أجل إعدام الأسرى الأبطال»، محملاً الاحتلال المسؤولية عن ممارساته القمعية بحق الأسرى، خاصة المرضى، والأسيرات والأطفال، داعياً جماهير شعبنا إلى مواصلة دعم الأسرى حتى تحقيق حريتهم.
على صعيد آخر، بحث وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، مع ممثل برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في فلسطين سامر عبد الجابر سبل التعاون المشترك وأكد أهمية دور البرنامج في تخفيف المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وخاصة الأسر الفقيرة في ظل الاحتلال الإسرائيلي.