رياضة

نيمار هداف الليغا وشريكهما بالشامبيونزليغ ينافسهما على الجائزة … ميسي ورونالدو.. سنة ثامنة من أجل الكرة الذهبية

لم تمر أسماء المرشحين الثلاثة المتنافسين على الكرة الذهبية لعام 2015 من دون إشارات استفهام كثيرة بسبب الاعتقاد الذي أصبح شبه حقيقة أن أيادي غريبة ووسائل إعلام وإعلان وراء هذا السباق الذي هيمن على جائزة الأفضل في عالم كرة القدم للسنة الثامنة على التوالي حيث السيطرة المطلقة للبرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي والطوربيد البرتغالي كريستيانو رونالدو على اللقب الأغلى على مستوى الجوائز الفردية في العالم.
واليوم على أبواب إعلان نتائج (الاستفتاء) حول الأحق بهذه الجائزة عن العام المنصرم يبرز تساؤل ملّح هل كان المرشح الثالث (البرازيلي نيمار) سيخترق هذا السباق أم إن وجوده لا يشكل سوى الجزء المكمل للعبة يريدها عالم المال والأعمال في عالم قطعة الجلد المدور أو بالأحرى الآلة التي تحرك من وراء الستار الكثير من خفايا كرة القدم المملوء بالصفقات النظيفة والمشبوهة إن لم نطلق عليها وصفاً آخر.

جدال قديم
منذ بدأت مجلة فرانس فوتبول الفرنسية المتخصصة بتخصيص جائزة لأفضل لاعب كرة قدم في القارة الأوروبية وحتى الآن أثار منحها لبعض اللاعبين جدلاً واسعاً حول أحقيتهم في بعض السنوات ولاسيما أن المعايير التي تفضل نجماً على آخر ليست على مستوى واحد في كل عام، وكانت المجلة تفاضل بين الأسماء المرشحة عن طريق محرريها ومراسليها، ثم تم إدخال المدربين وبعض الخبراء واليوم بعدما انضمت المجلة إلى الفيفا في منح جائزة واحدة لأفضل لاعب في العالم أصبح التصويت عبر مدربي منتخبات الاتحاد الدولي وكباتنها إضافة إلى صحفيين حول العالم.
ولم يحل التغيير على آلية الانتقاء دون بقاء الجدل حول بعض الأسماء التي منحت الكرة الذهبية وخاصة بعدما سيطر عليها النجمان ميسي ورونالدو في السنوات السبع الأخيرة التي شهدت تتويج الأول 4 مرات مقابل 3 للثاني، حتى إن الكثير من المراقبين وجدوا إجحافاً كبيراً بحق بعض النجوم كما حدث مع أندريس إينييستا وفرانك ريبيري على وجه الخصوص وقد كانا الأحق بنيلها عامي 2010 و2013 على الأقل.

عملاقان ومنافسون
ففي عام 2010 كان عام المونديال الذي يفترض أنه الحدث الأبرز الذي يمكن القياس عليه، ومن منا لا يذكر كيف منح الإيطالي باولو روسي الكرة الذهبية عام 1982 بسبب تألقه بالمونديال حيث سجل ستة أهداف في آخر ثلاث مباريات ما وضعه في قمة المرشحين وبالفعل توج بها، وفي مونديال جنوب إفريقيا تألق الإسبان على العموم وخاصة نجوم أمثال إيكر كاسياس وأندريس إينييستا وتشافي وكان منتظراً تتويج أحد هؤلاء باللقب وخاصة إينييستا وتشافي اللذين انضما إلى ميسي في اللائحة النهائية للمرشحين لكن النتيجة كانت في مصلحة الأرجنتيني؟!.
وفي عام 2013 خبا كل بريق رونالدو وميسي وراء لمعان نجومية فرانك ريبيري لاعب بايرن ميونيخ الألماني الذي توج بثلاثية تاريخية تمثلت بلقب البوندسليغا وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا وكانت بصمة لاعب خط الوسط الفرنسي واضحة في كل هذه الإنجازات فتوقع معظم المراقبين فوزه بالكرة الذهبية، لكنه أحبط كما كل الذين فضلوه على نجمي الليغا وفي العام الماضي تكررت الحكاية مع لاعبي المانشافت الألماني وخاصة الحارس مانويل نوير أو الهداف توماس موللر أو القائد فيليب لام وكان للثلاثة فضل بتتويج الألمان أبطالاً للعالم، وأعيد اختيار رونالدو الذي فاز مع الريال بدوري أبطال أوروبا.
حكاية هذا العام

التفاصيل التي لم نذكرها في الأمثلة الآنفة الذكر كانت وسائل الإعلام تناولتها في وقتها واليوم ندخل ببعض التفاصيل المتعلقة بسباق هذا العام.
فقد ضمت القائمة النهائية التي أعلنها الفيفا كلاً من كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد وليونيل ميسي ونيمار لاعبي برشلونة، وإذا كان ليونيل ميسي قد توج بطلاً لخمس بطولات كاملة خلال عام 2015 ومثله نيمار بالطبع فإن رونالدو لم يحز أي لقب سوى هداف الشامبيونزليغ برفقة منافسيه وإن كان تجاوز الأرجنتيني على لائحة الهدافين التاريخيين للبطولة وكذلك أصبح أفضل هداف في تاريخ ريال مدريد متجاوزاً الأسطورة راؤول غونزاليس وبات ثالثاً على لائحة هدافي الليغا وراء تيلمو زارا وميسي الذي انتزع الصدارة في الموسم الماضي وهذا أحد إنجازاته.
واكتفى رونالدو ورفاقه في النادي الملكي بوصافة الدوري الإسباني وبالوصول إلى نصف نهائي دوري الأبطال.
وعلى المستوى الدولي ساهم (الدون) كما يحلو لعشاقة بتأهل منتخب البرتغال إلى نهائيات اليورو التي ستقام في فرنسا الصيف القادم وهو الأمر الاعتيادي لهداف تاريخي على الصعيد الدولي ولاعب ينتظر منه الكثير في البطولات الكبرى.

عودة البرغوث
على الضفة المقابلة وبغض النظر عن مزايا كل منهما والأرقام الخيالية التي يضيفها كل منهما كل موسم، فإن ميسي تفوق على رونالدو أقله في عدد الإنجازات التي حققها مع البرشا حيث فاز بلقب بطولة الليغا وكأس الملك ودوري الأبطال وكأس السوبر الأوروبية وأخيراً مونديال الأندية، ولا ننسى تألقه فيها جميعاً، وعلى المستوى الدولي كان له يد في بلوغ منتخب التانغو الأرجنتيني نهائي كوبا أميركا الذي خسره بركلات الترجيح أمام تشيلي، وقد سجل البرغوث أهدافاً في البطولات الست المذكورة إضافة إلى كأس السوبر المحلية التي خسرها أمام بلباو ليصبح (ليو) أول لاعب يسجل في سبع بطولات مختلفة في عام واحد.

على الطريق الصحيح
منذ قدومه إلى أوروبا توقع الكثيرون أن يكون للنجم البرازيلي نيمار داسيلفا نصيب من كعكة أفضل لاعب في العالم، فصاحب الرقم 10 في منتخب السامبا لديه الإمكانيات التي تضعه بين صفوة الكبار، لكن وجوده مع ميسي في فريق واحد جعل الأمر صعباً إن لم نقل (مستحيل) إلا أن ما قدمه نيمار هذا العام وخاصة عندما غاب ميسي أجبر الجميع على رفع القبعة للنجم القادم من سانتوس (فريق بيليه)، ولعب نيمار دوراً مهماً في ألقاب أبطال أوروبا، وهاهو يتصدر قائمة هدافي الليغا على الرغم من أنه لم يخض كامل المباريات، أما دولياً فاقتصر وجوده مع السيليساو في كوبا أميركا على مباراتين فطرد أمام كولومبيا وخرج من البطولة بعدما غادرها فريقه من ربع النهائي.

خامسة أم رابعة أم أولى؟
لم تكن إجابات وتوقعات النجوم والخبراء أقل جدلاً عندما سألهم موقع الفيفا الإلكتروني عن الأحق بحمل الكرة الذهبية لهذا العام فتكلم البعض بانتمائهم وآخرون بمنطق مقبول، لكن الأغلبية أبعدت رونالدو عن الترشيحات وانحاز السواد الأعظم إلى ميسي وبشكل أقل إلى نيمار، فهل نشهد تتويج الأرجنتيني للمرة الخامسة؟، أم إن شعبية الريال ووسامة رونالدو ستمنحانه اللقب للمرة الرابعة؟، أم إن نيمار سيقلب التوقعات ويمنح الكرة للمرة الأولى وبذلك يكون البرازيلي من يقطع مسلسل الثنائي كما كان مواطنه كاكا آخر من فاز بها قبل بدئه؟ فلننتظر سهرة الحادي عشر من كانون الأول القادم على مسرح الكونغرس هاوس لنرى النتيجة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن