الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا وصل بكين في زيارة دولة لتمتين العلاقات الثنائية … الرئيس شي: الجيش يجب أن يدافع بقوة عن سيادتنا وعن حقوق ومصالح الصين البحرية
| وكالات
دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ القوات المسلّحة في البلاد إلى تعزيز التدريب العسكري من أجل «قتال فعلي»، في وقت وصل الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى بكين أمس الأربعاء في زيارة دولة تستمر يومين لتعزيز العلاقات بين البلدين، في حين وسعت شركات ألمانية استثماراتها في الصين رغم محاولات واشنطن عزل الأخيرة.
ونقلت محطة «سي سي تي في» الرسمية الصينية عن شي قوله: إن الجيش يجب أن يدافع بقوة عن سيادة أراضينا، وكذلك عن حقوق ومصالح الصين البحرية، ويحافظ على الاستقرار الشامل لجوارنا.
جاءت تصريحات الرئيس الصيني خلال زيارته، قاعدة بحرية في جنوب الصين، وذلك غداة تدريبات عسكرية جرت بهدف ممارسة ضغوط على تايوان.
ونظمت بكين تدريبات عسكرية على مدى ثلاثة أيام، قدّمتها على أنها «إنذار جاد» للجزيرة، بعد لقاء رئيستها مع مسؤول أميركي كبير الأسبوع الماضي.
وفي السياق أكدت الصين أمس أن تدريباتها الجوية والبحرية التي شكلت محاكاة لحصار تايوان مؤخراً كانت تهدف لإرسال تحذير جدي للسياسيين المحليين الانفصاليين وحلفائهم الأجانب.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن المتحدثة باسم مكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة الصيني تشو فنغ ليان قولها خلال مؤتمر صحفي: إن جيش التحرير الشعبي نظم مؤخراً سلسلة إجراءات مضادة في مضيق تايوان والمياه المحيطة، وهو تحذير جدي بسبب تواطؤ واستفزاز القوى الانفصالية في تايوان والقوى الخارجية، مشدداً على أن هذه التدريبات إجراء ضروري للدفاع عن سيادة بكين الوطنية وسلامة أراضيها.
وفي وقت سابق، أجرى الجيش الصيني تدريبات جوية وبحرية واسعة النطاق استمرت ثلاثة أيام تحت اسم «السيف المتحد» وانتهت الإثنين الماضي، رداً على اجتماع رئيسة تايوان تساي إنغ ون مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي في كاليفورنيا الأسبوع الماضي، خلال مرورها عبر الولايات المتحدة، حيث حذرت الصين حينها من خطورة هذا الاجتماع، وعواقبه في حال انعقاده.
في غضون ذلك، أعلنت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» أن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا وصل إلى الصين، أمس الأربعاء في زيارة دولة، تستمر يومين لتعزيز العلاقات مع أكبر شريك تجاري لبلاده وكسب التأييد لمساعيه الطويلة من أجل السلام في أوكرانيا.
ووفقًا لبيان صادر عن الحكومة البرازيلية من المتوقع أن توقع الصين والبرازيل 20 اتفاقية ثنائية على الأقل تشمل التجارة والاستثمار وإعادة التصنيع وانتقال الطاقة وتغير المناخ.
وإحدى الاتفاقيات التي سيوقعها دا سيلفا في الصين ستكون لبناء سادس قمر صناعي مبني في إطار برنامج ثنائي، وهو قمر صناعي لمراقبة المناطق الأحيائية مثل غابات الأمازون المطيرة.
كما يعتزم الرئيس البرازيلي زيارة شانغهاي وبكين ولقاء نظيره الصيني شي جين بينغ غداً الجمعة.
وأكّد دا سيلفا، في وقتٍ سابق، أن زيارته إلى الصين ذات أولوية قصوى، وذلك بعد سنوات من العلاقات المتوترة مع بكين في عهد سلفه جايير بولسونارو.
وتعد الصين الشريك التجاري الرئيسي للبرازيل مع أكثر من 152.6 مليار دولار من المبادلات التجارية بين البلدين خلال العام الماضي، متقدمةً على الولايات المتحدة (88.8 مليار دولار).
ويسعى لولا، الذي تولّى لولايتين متتاليتين بين عامي 2003 و2010 رئاسة أكبر اقتصاد في أميركا الجنوبية، لكسر العزلة الدولية التي طبعت عهد سلفه اليميني المتطرّف بولسونارو.
وفي خطابه أمام الكونغرس لدى تنصيبه، أعلن دا سيلفا عن دور جديد للبرازيل في العالم عبر استئناف «اندماج أميركا الجنوبية» وإعادة بناء «حوار نشط ومعزّز» مع الولايات المتحدة وأوروبا والصين.
على خط مواز، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إلى أنه في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن عزل بكين وخنقها اقتصادياً، تعمل شركتان ألمانيتان على توسيع استثماراتهما بالمليارات في الصين، لتعويض ارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا.
وذكرت الصحيفة أن بعض الشركات الألمانية تتوسّع في الصين، وتتردد في ترك سوق ضخم تحتاج إليه لتمويل العمليات في برلين.
وأضافت الصحيفة إنه في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى خنق العلاقات الاقتصادية مع بكين، يعمل محرّكان قويان للاقتصاد الألماني، هما فولكس فاغن، وشركة الكيماويات «بي ايه اس اف – BASF»، على توسيع استثماراتهما الصينية الضخمة.
وأعلنت شركة «فولكس فاغن»، التي لديها أكثر من 40 مصنعاً في الصين، عن جهد جديد لتصميم نماذج، وفقاً لرغبات العملاء الصينيين، وستستثمر المليارات في الشراكات المحلية ومواقع الإنتاج.
فيما تمضي «BASF» مع 30 منشأة إنتاج في الصين، قدماً في خططها لإنفاق 10 مليارات يورو على مجمع إنتاج كيميائي جديد، من شأنه أن ينافس في الحجم مقرها الضخم في لودفيغشافن.
كما أشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه في جميع أنحاء ألمانيا، يدرك المسؤولون التنفيذيون أن هذه الاستثمارات تتعارض مع الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لعزل الصين اقتصادياً. ويجادلون بأن الإيرادات من الصين ضرورية لأعمالهم التجارية لتزدهر وتنمو في أوروبا.
من جهته، قال مارتن برودرمولر، الرئيس التنفيذي لشركة «BASF» أن «الأرباح من الصين، سمحت للشركة بتعويض الخسائر من تكاليف الطاقة المرتفعة في أوروبا والقواعد البيئية الصارمة.
ووفق «نيويورك تايمز» تخضع العلاقات التجارية الوثيقة الآن للتدقيق في برلين، بناءً على طلب من المستشار أولاف شولتس، علماً أنه كان هناك اقتراح سياسي لإعادة ضبط علاقة البلاد مع الصين، أكبر شريك تجاري لها.
وحسب الصحيفة فقد أظهرت دراسة أجراها معهد «كيل» أن «الانفصال عن الصين، سيكون مكلفاً للغاية بالنسبة لأوروبا بأسرها، ولكن على وجه الخصوص ألمانيا، وأظهرت حسابات المعهد، بناءً على الناتج المحلي الإجمالي اعتباراً من عام 2019، أن ألمانيا قد تخسر دخلاً يزيد على 131 مليار يورو، وقد يكلف الأمر أكثر، إذا ردّت الصين بخطوات أخرى.