مصدر يمني أكد أن العمل جارٍ على وضع اللمسات الأخيرة … استمرار مباحثات وفدي السعودية وعمان في صنعاء وسط تفاؤل بشأن اتفاق وشيك
| وكالات
وسط أجواء من التفاؤل، تواصلت أمس محادثات الوفدين العُماني والسعودي في صنعاء مع قيادات من المجلس السياسي الأعلى في اليمن وفي حركة «أنصار الله»، لليوم الخامس على التوالي، ضمن جهود للتوصل إلى تسوية سياسية للحرب على اليمن التي دخلت عامها التاسع، في وقت تحدثت فيه أنباء عن قرب التوصل إلى اتفاق «وشيك» للملفات العالقة رغم «التعقيدات» التي تسود المحادثات.
وحسب وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية، كشف مصدر سياسي يمني رفيع المستوى فضل عدم الكشف عن اسمه، عن تقدم ملموس في المشاورات التي يجريها وفدان عُماني وسعودي في العاصمة صنعاء مع القيادات اليمنية.
وقال المصدر في تصريح مقتضب: إن «هناك تقدماً ملموساً في مشاورات وفدي الرياض ومسقط»، مضيفاً: إن «الوفدين لا يزالان في صنعاء، ولم يبق سوى لمسات أخيرة حتى يتم الإعلان عن اتفاق شامل»، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
من جهته، قال عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد البخيتي لـوكالة «فرانس برس»: إن المحادثات مع الوفد السعودي «تدور الآن حول رفع الحصار (النقل) بشكل كامل، وسحب جميع القوات الأجنبية من اليمن، والإفراج عن جميع الأسرى»، وأضاف: «ما يهمنا الآن هو تحقيق السلام الشامل».
وفي تغريدة له على «تويتر» حذر البخيتي من «عودة الحرب بطريقة أكثر شراسة» إذا فشلت المفاوضات، مبيناً أنه في حال عودة الحرب، فإن «الطائرات السعودية ستقصف اليمن مجدداً، والقوات الجوية والصاروخية اليمنية ستستأنف قصف السعودية».
وحسب تقارير إعلامية، تترقب الأوساط السياسية اليمنية إمكانية الإعلان عن اتفاق عقب انتهاء زيارة الوفدين السعودي والعُماني إلى صنعاء واللذين يُرجح أنهما حملا ملفات عالقة إلى قيادات حكومة صنعاء، تعثّر الاتفاق عليها خلال الأشهر الماضية من المحادثات الثنائية التي تجري بوساطة عُمانية.
وخلق اتفاق السعودية وإيران على إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين دفعة قوية لإنهاء الحرب في اليمن، والتي تسببت خلال السنوات الثماني الماضية بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، وأسفرت عن سقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى اليمنيين من المدنيين وأطراف النزاع في جبهات القتال.
وفي وقت سابق الإثنين، ذكر مصدر مقرب من حركة «أنصار الله» اليمنية أن «المفاوضات دارت خلال اليومين الماضيين حول الجداول الزمنية للاتفاق، وطرق دفع الرواتب، والمشاورات الداخلية بين الأطراف اليمنية إضافة إلى ملفات أخرى متعلقة بفترة ما بعد الانتهاء من الحرب».
وقال المصدر: إن «جلسات المفاوضات والنقاش بين الوفدين السعودي والعُماني وقيادات «أنصار الله» تعقد بشكل مغلق»، «معرباً عن اعتقاده بأنها «في المراحل النهائية».
وأول من أمس، جدد عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد صالح النعيمي، تمسك القيادة والمجلس السياسي بالمطالب والحقوق المشروعة للشعب اليمني، وفي مقدمتها إنهاء العدوان والحصار كمقدمة لتحقيق السلام العادل والمشرف.
وأشار النعيمي خلال مشاركته في منتدى سياسي، نظمه مركز دار الخبرة للدراسات والتطوير في صنعاء بعنوان: «الاتفاق الإيراني السعودي وانعكاساته على المنطقة العربية والجمهورية اليمنية» إلى أن هذا الاتفاق جاء كمحصلة لحالة الصمود الذي انتهجه محور المقاومة في مسار النضال والتحرر في القرار السيادي والسياسي لمواجهة الهيمنة والاستكبار الأميركي الصهيوني وأدواته في المنطقة».
ولفت إلى سعي أميركا وأدواتها طوال الفترات الماضية لممارسة أساليب الهيمنة وزرع الفرقة بين شعوب الأمة الإسلامية، من خلال شيطنة إيران، فعمدت للتأليب على إيران خدمة للكيان الصهيوني وما تسمى «صفقة القرن» الفاشلة.
وقال: «عندما أخفق المشروع الأميركي، أرادت السعودية تصحيح مواقفها من خلال توقيع الاتفاق والخروج من العباءة الأميركية».
وأول من أمس، أعرب عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله» علي القحوم عن تفاؤله بجهود الوساطة العمانية في التوصل إلى إحلال السلام في اليمن عبر التقدم والنجاح في الجهود المبذولة من جانب سلطنة عُمان، وقال: إن «هناك حراكاً ومفاوضات مستمرة بوتيرة عالية ووساطة عُمانية في إحلال السلام».
وأكّد القحوم أن «صنعاء الدولة بابها مفتوح ويدها ممدودة للسلام»، موضحاً أن «الأولوية للملفات الإنسانية وإيقاف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال وإطلاق الأسرى وإعادة الإعمار».
وقبل ذلك بيوم، اعتبر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، أن محادثات وفدي السعودية وسلطنة عُمان في صنعاء «تجعل اليمن أقرب ما تكون نحو تقدم حقيقي تجاه سلام دائم» منذ بدء الحرب عليه.
جاء تصريح غروندبرغ بعد يوم، من مباحثات رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط مع الوفدين العماني والسعودي اللذين يزوران صنعاء حول الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في اليمن.
وفي وقت سابق، أوضح رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام، أن مطالب صنعاء تتمثل في وقف العدوان ورفع الحصار بشكل كامل، وصرف مرتبات جميع الموظفين من استحقاقات إيرادات النفط والغاز، وخروج القوات الأجنبية من اليمن إضافة إلى التعويضات، وإعادة الإعمار.