بعد أيام من وصول وفد سعودي إلى طهران تماشياً مع الاتفاق بين الجانبين … وفد إيراني في الرياض لإعادة فتح الممثليات الدبلوماسية
| وكالات
مع تسارع التطورات السياسية على صعيد إعادة العلاقات إلى طبيعتها، وصل إلى العاصمة السعودية الرياض أمس وفد فني إيراني، تماشيا مع تنفيذ الاتفاق الذي توصلت إليه السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الرسمية والنشاط الدبلوماسي للممثليات السياسية والقنصلية للبلدين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في تصريح له نقلته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا»: «في خطوة جديدة وتماشياً مع تنفيذ الاتفاق المبرم بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية لاستئناف العلاقات الرسمية والأنشطة الدبلوماسية، فقد وصل الوفد الفني الإيراني ظهر اليوم (أمس الأربعاء) إلى الرياض وكان في استقباله مسؤولون سعوديون».
وأوضح كنعاني أن الوفد الإيراني سيتخذ الإجراءات اللازمة في مجموعتي عمل في الرياض وجدة لإعادة افتتاح السفارة والقنصلية العامة، كما سيعمل الوفد على تفعيل ممثلية إيران الدائمة في منظمة «التعاون الإسلامي».
وأكد كنعاني بذل الجهود لإعادة فتح وتفعيل مكاتب ممثليات إيران قبل موسم الحج القادم، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الوفد الفني السعودي الذي وصل إلى إيران في الثامن من الشهر الجاري بهدف الترتيب لإعادة فتح الممثليات السعودية لدى إيران سيتوجه اليوم إلى مشهد لإعادة افتتاح القنصلية السعودية فيها.
وقبل تصريح الخارجية الإيرانية أعلنت مصادر خبرية وفق «إرنا» أن الوفد الفني الإيراني سيتفقد مبنى السفارة والقنصلية الإيرانية في السعودية بهدف تأهيلهما للافتتاح وفقاً للاتفاق الأخير بين البلدين في بكين.
وفي السادس من الشهر الجاري، وقع وزيرا الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والسعودي فيصل بن فرحان بياناً مشتركاً في العاصمة الصينية بكين بحضور وزير الخارجية الصيني تشين غانغ حول بدء إجراءات إعادة فتح السفارتين، وتعزيز التعاون لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وحينها قالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان: «في ضوء ما تضمنه البيان الثلاثي المشترك لكل من إيران والسعودية والصين بتاريخ الـ10 من آذار 2023 بشأن استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، وفي إطار التنسيق بين البلدين حيال الخطوات اللازمة لاستئناف العمل الدبلوماسي والقنصلي بينهما جرت في العاصمة بكين اليوم مباحثات بين الجانبين، أكدا خلالها أهمية متابعة تنفيذ اتفاق بكين وتفعيله، بما يعزز الثقة المتبادلة ويوسع نطاق التعاون، ويساهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة».
وأضافت الخارجية الإيرانية: إن «الجانبين أكدا حرصهما على تعزيز العلاقات الثنائية وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني بين البلدين الموقعة في عام 2001، والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب الموقعة في عام 1998».
وأوضحت أن الجانبين اتفقا على إعادة فتح الممثليات خلال المدة المتفق عليها، والمضي قدما في اتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح سفارتي البلدين في الرياض وطهران، وقنصليتيهما العامتين في جدة ومشهد، ومواصلة التنسيق بين الوفود الفنية في الجانبين لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين بما في ذلك استئناف الرحلات الجوية، والزيارات المتبادلة للوفود الرسمية والقطاع الخاص، وتسهيل منح التأشيرات لمواطني البلدين بما في ذلك تأشيرة العمرة.
وعبر الجانبان حسب البيان عن تطلعهما إلى تكثيف اللقاءات التشاورية وبحث سبل التعاون، لتحقيق المزيد من الآفاق الإيجابية للعلاقات بالنظر لما يمتلكه البلدان من موارد طبيعية، ومقومات اقتصادية، وفرص كبيرة لتحقيق المنفعة المشتركة للشعبين الشقيقين، وأكدا استعدادهما لبذل كل ما يمكن لتذليل أي عقبات تواجه تعزيز التعاون بينهما.
كما اتفق الجانبان على تعزيز تعاونهما في كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وبما يخدم مصالح شعوبها ودولها.
وفي العاشر من آذار الماضي اتفقت السعودية وإيران برعاية الصين على استئناف العلاقات الثنائية، وإعادة افتتاح سفارتي البلدين خلال شهرين، وأكدتا عزمهما الثابت على بذل كل الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليميين والدوليين.
ويزور وفدٌ سعودي إيران حالياً، بعد أن وصل إليها، الأسبوع الماضي، لزيارة السفارة السعودية في طهران، وزيارة القنصلية، وأماكن سياسية أخرى في البلاد.
وفي الإطار ذاته، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في وقت سابق استئناف الرحلات الجوية بين إيران والسعودية، عقب توقيع البلدين البيان المشترك.