عجيب أمر إدارة نادي الوحدة التي رفعت في بداية فترة عملها شعار استقطاب وتكريم المخلصين والاعتماد على أبناء النادي في استعادة أمجاد كرتي السلة والقدم، ومع مضي الوقت عاشت هذه الإدارة ما يناقض تماماً شعاراتها، فبدأ الانهيار في لعبة كرة القدم بتقلص مساحة وجود أبناء النادي في صفوف فريق الرجال لتمتد هذه الأزمة إلى كرة السلة بعد أن نجحت الإدارة في تصفية حساباتها القديمة انطلاقاً من قاعدة مع وضد ورغم المواقف النبيلة للبعض وإخلاصهم في عملهم، إلا أن إطفاء نار الفشل واحتواء غضب الجماهير ولفت النظر بعيداً عن المشاكل الحقيقية يتطلب بعض التضحيات والإدارة الحالية بيتت نيتها عمن من سيكون كبش الفداء لتلقي بها في أتون الفشل المحيط بنادي الوحدة في حالة تراجع عامة لم يشهدها النادي من قبل حتى في أسوأ أيامه.
فجاء الدور على أحد أعمدة الفريق وأكثر اللاعبين التزاماً وإخلاصاً.
فبعد التمحيص والبحث اكتشفت إدارة النادي أن سبب الخسارات المتكررة وتراجع أداء الفريق وعدم تسجيل اللاعب الأجنبي وتأخر التحاق الدريبي وعدم تسديد الرواتب وتراجع انضباط اللاعبين والمشاركة في بطولة دبي دون سبب أو غاية وصرف الملايين على بطولة ترفيهية بدل دفع الرواتب وربما ثقب الأوزون وفيروس كورونا كل ذلك تسبب به اللاعب علاء إدلبي.
في قرار يعكس مقدار عجز الإدارة عن علاج المرض وعن إيجاد حلول للمصائب التي حلت بالنادي نتيجة الجهل الإداري، فكيف سيقتنع الجمهور أن اللاعب علاء إدلبي هو من حال دون صرف الرواتب أو أنه السبب في امتناع اللاعبين عن التدريبات بسبب عدم قبضهم مستحقاتهم أو أنه من حرم الفريق من التحاق اللاعب الأجنبي، وهل يمكن لعاقل أن يتجاهل هذه الأخطاء أو يعجز عن معرفة دور الإدارة في ارتكابها، وهل ستنطلي سيناريوهات الإدارة على السذج بأن تجعل من عقوبة الادلبي وإقصائه علاجاً لأمراضها الإدارية المستعصية وهو الذي أخلص في صفوف النادي لمدة تزيد على العشرين عاماً كان خلالها مثالاً للالتزام والوفاء.
نهاية مدرب شجاع
يبدو أن لحظة الحقيقة قد آن أوانها وأن إعلان العلامة الكاملة في الفشل باتت أمراً واجباً لإنقاذ نادي الوحدة وإخراج ما تبقى من حطام أمجاده من تحت ركام الفوضى العارمة.
حجم الفشل ومواجهة الغضب الجماهيري لم يكف معهما كبش فداء واحد بل كان لا بد من زيادة عدد الضحايا لإظهار حجم الحلول بما يوازي الفشل.
فقررت الإدارة إقالة مدرب الفريق عدي خباز الذي كان أحد مفاصل الصراع في النادي بين مؤيد ومعارض، وأصرت الإدارة على تعينيه تحت مبررات أنكرتها وتناستها عندما أطاحت بالمدرب الذي عمل في ظروف تشبه كل شيء إلا تدريب كرة السلة.
فالتدريبات مضطربة واللاعبون مشتتون تحت وطأة عدم قبض الرواتب وقبل مباراة الفريق بمواجهة النواعير عاش الفريق ظروفاً عصيبة كادت تتسبب بغياب الفريق عن المباراة.
قد تكون قيادة المدرب دون سقف الطموح إلا أن الأمر الأكثر أهمية أن أعظم المدربين لا يمكن أن يكونوا قادرين على النجاح وسط أمواج الفشل والتقصير المحيطة بهم.