أكد أن على أميركا التوقف عن «تشجيع الصراع».. وبكين جددت معارضتها عقوبات واشنطن … دا سيلفا يختتم زيارته إلى الصين ويدعو الغرب للتحدث عن السلام في أوكرانيا
| وكالات
اختتم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا زيارته أمس إلى الصين، بدعوة الولايات المتحدة إلى التوقف عن «تشجيع الصراع» في أوكرانيا، بينما أعربت بكين عن الأمل في دعم ألمانيا مسألة إعادة التوحيد مع تايوان، وأعلنت معارضتها فرض واشنطن عقوبات على الشركات الصينية بسبب العلاقات مع روسيا.
وقبيل مغادرته الصين بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام متوجهاً إلى الإمارات العربية المتحدة، دعا دا سيلفا حسب موقع وكالة «سبوتنيك» الولايات المتحدة إلى التوقف عن «تشجيع الصراع» في أوكرانيا والبدء بالتحدث عن السلام، في إشارة إلى استمرار واشنطن بتوريد الأسلحة للنظام الأوكراني.
وقال الرئيس البرازيلي في تصريحات للصحفيين: «يجب على الولايات المتحدة التوقف عن تشجيع الصراع والبدء بالتحدث عن السلام، كما يجب على الاتحاد الأوروبي أن يبدأ بالتحدث عن السلام».
وتسعى الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة من خلال الضخ المادي والعسكري للنظام الأوكراني، إلى عرقلة أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وإطالة أمد الأزمة فيها.
ويوم الخميس الماضي وصل دا سيلفا إلى بكين في زيارة دولة، وأجرى محادثات مع نظيره الصيني شي جين بينغ وكبار المسؤولين في الدولة حول تطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين وآخر التطورات على الساحة الدولية ولاسيما الأزمة في أوكرانيا.
وأول من أمس الجمعة، أجرى الرئيسان شي ودا سيلفا محادثات حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال شي: «إن الصين ستعمل مع البرازيل لإيجاد مستقبل جديد لعلاقاتهما في العصر الجديد، وتحقيق منافع أكبر للشعبين، ولعب دور مهم وإيجابي من أجل تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في منطقتيهما وحول العالم».
وأشار إلى أن الصين والبرازيل هما أكبر دولتين ناميتين وأكبر سوقين ناشئتين في نصفي الكرة الأرضية الشرقي والغربي، مضيفاً: إن الصين والبرازيل، بصفتهما شريكين إستراتيجيين شاملين، فإن لديهما مصالح مشتركة واسعة، لافتاً إلى استمرار تنامي التأثير الشامل والإستراتيجي والعالمي للعلاقات الصينية- البرازيلية.
وقال شي: إن الصين تنظر دائماً إلى علاقاتها مع البرازيل وتطورها من منظور إستراتيجي وطويل الأجل، وتعُد هذه العلاقات أولوية عليا في أجندتها الدبلوماسية.
وأردف شي بالقول: إن الجانبين بحاجة إلى تعميق التعاون، ودفع مشاريع التعاون الكبرى بشكل مطرد، وإطلاق المزيد من إمكانات التعاون في مجالات الزراعة والطاقة والبنية التحتية والفضاء والطيران والابتكار وما إلى ذلك، مضيفاً: إن الجانبين بحاجة إلى استكشاف سبل تعزيز التعاون بشكل أقوى بشأن الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة وما إلى ذلك.
بدوره أكد دا سيلفا خلال المحادثات «أن الصين قوة لا غنى عنها في السياسة والاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا على الصعيد العالمي، وتلعب دوراً حيوياً في تعزيز السلام والتنمية في العالم، والبرازيل ملتزمة ببناء علاقات أوثق معها من منظور إستراتيجي لتشكيل نظام دولي عادل ومنصف»، مضيفاً: إن الهيئة التشريعية البرازيلية والمجتمع البرازيلي يشتركان في الرغبة القوية في بناء علاقات قوية ومتعددة الأوجه مع الصين.
وأعرب دا سيلفا عن اعتقاده بأن تعميق التعاون مع الصين سوف يساهم في عملية إعادة التصنيع في البرازيل، ويساعد في معالجة الفقر والقضايا الأخرى، ويعود بالفوائد على الشعب، مؤكداً أن بلاده على استعداد لتطوير تبادلات وتعاون أوثق مع الصين في التعليم والثقافة، لتعزيز التفاهم المتبادل بين شعبيهما.
وفي ختام المحادثات، حضر الرئيسان مراسم توقيع مختلف وثائق التعاون الثنائي في مجالات التجارة والاستثمار، والاقتصاد الرقمي، والابتكار العلمي والتكنولوجي، والمعلومات والاتصالات، والحد من الفقر، والحجر الصحي، والفضاء، ومجالات أخرى.
وأصدر الجانبان بياناً مشتركاً بشأن تعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة، إذ تعهد الرئيس شي بأن تدعم الصين بقوة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي من أجل تعزيز الزخم السليم للسلام والاستقرار والاستقلال والتضامن والتنمية، وتعزيز التكامل الإقليمي، ولعب دور أكبر في الشؤون الدولية.
وأكد أن الصين ستعمل مع البرازيل لضمان استمرار نجاح منتدى الصين ومجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي، والارتقاء بالتعاون بين الصين ودول منطقة أميركا اللاتينية والكاريبي إلى مستوى جديد، وتحقيق التنمية المشتركة.
الرئيس البرازيلي أشار من جانبه إلى أن البرازيل والصين تشتركان في وجهات نظر ومصالح حول العديد من القضايا الدولية المهمة، موضحا أن الجانبين يدعمان التعددية والإنصاف والعدالة على الصعيد الدولي، مؤكدا أن البرازيل على استعداد للعمل مع الصين لتعزيز التنسيق الإستراتيجي في مجموعة العشرين ومجموعة «بريكس» والمؤسسات المتعددة الأطراف الأخرى، وتعزيز التنسيق والتعاون في التمويل الدولي والاستجابة للمناخ وحماية البيئة، والمساهمة في جهود البلدان النامية للتخلص من القواعد غير النزيهة وتحقيق تنمية أكثر عدلاً وتوازناً.
كما تبادل الرئيسان حسب البيان وجهات النظر بشأن الأزمة الأوكرانية واتفقا على أن الحوار والتفاوض هما السبيل المجدي الوحيد لتسوية الأزمة، ويجب تشجيع ودعم كل الجهود التي تفضي إلى الحل السلمي للأزمة، وناشدا المزيد من البلدان لعبَ دور بنّاء من أجل تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية.
من جهة ثانية، أعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني وانغ يي عن أمل الصين بأن تدعم ألمانيا بلاده فيما يخص إعادة التوحيد مع تايوان، مثلما أيدت الصين في الماضي إعادة توحيد ألمانيا.
وخلال لقائه وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، في بكين، أمس قال وانغ: «تعد إعادة تايوان للصين جزءاً مهماً للنظام الدولي الذي تم إنشاؤه بعد الحرب العالمية الثانية، وتحاول القوى الداعية لاستقلال تايوان تقويض الوضع الحالي وتعريض السلام في مضيق تايوان للخطر».
وتابع: من أجل الحفاظ على الاستقرار في مضيق تايوان من الضروري مواجهة النشاط الانفصالي الهادف إلى «استقلال» تايوان، بشكل حازم، مضيفاً: «أيدت الصين في الماضي إعادة توحيد ألمانيا، ونأمل ونثق بأن تؤيد ألمانيا أيضاً قضية الصين الكبرى لإعادة التوحيد السلمي».
بدورها قالت بيربوك: إن بلادها تتفهم أهمية وحساسية قضية تايوان بالنسبة لبكين وتتمسك بسياسة «الصين الواحدة»، وذلك وفق ما نقلت عنها وزارة الخارجية الصينية.
في الغضون، أعلنت وزارة التجارة الصينية معارضتها الشديدة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الشركات الصينية بسبب العلاقات مع روسيا.
ووفقاً للمتحدث باسم وزارة التجارة الصينية: «تعد هذه أمثلة نموذجية للعقوبات الأحادية الجانب والاحتكام طويل الأمد، التي تؤثر بشكل كبير في الحقوق والمصالح الشرعية للشركات وتؤثر في أمن واستقرار سلسلة التوريد العالمية».
وأضاف: «يجب على الولايات المتحدة أن تصحح فوراً أوضاعها الخاطئة وتتوقف عن قمع الشركات الصينية بطرق غير معقولة»، مشدداً على أن الصين ستحمي بقوة الحقوق والمصالح الشرعية للشركات الصينية.