حاملاً رسالة شفهية من الرئيس الأسد إلى الرئيس تبون حول آخر تطورات الاتصالات العربية والعلاقات الثنائية … المقداد من الجزائر: المشاورات بيننا لم تنقطع ومتفائلون بغدنا
| الوطن
حَطَّ وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أمس في الجزائر، في مستهل جولة عربية ستقوده إلى تونس ولاحقاً إلى العراق، وسط استمرار الاتصالات والتحركات الدبلوماسية العربية، الهادفة لاستعادة دفء العلاقات مع سورية وعودتها لجامعة الدول العربية.
الوزير المقداد الذي لقي حفاوة استقبال استثنائية، كان على رأس مستقبليه في مطار هواري بو مدين الدولي وزير الشؤون الخارجية والجاليات الوطنية في الخارج أحمد عطاف، وذلك في استثناء للبروتوكول الجزائري الخاص باستقبال الوزراء، عكس أهمية الزيارة وعمق العلاقات بين البلدين.
وفي تصريحات له بعد وصوله إلى العاصمة الجزائرية قال المقداد: إن «العلاقات كانت وما زالت وستستمر بين بلدينا الشقيقين»، موضحاً أن الزيارة تهدف للتعبير عن المشاعر الصادقة من قيادة الجمهورية العربية السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد للقيادة الجزائرية وعن امتنان سورية لوقوف الجزائر كما هي العادة دائماً إلى جانبها، منوهاً بوقوف الجزائر إلى جانب سورية في مواجهة تداعيات كارثة الزلزال.
وأضاف: إن «المشاورات مع الجزائر لم تنقطع يوماً حول كل التطورات في المنطقة والعالم، ونحن بحاجة إلى تعزيز هذه العلاقات لأننا بذلك نعكس الرؤية الصادقة لشعبي البلدين ولقيادتي البلدين لتطوير هذه العلاقات بمختلف المجالات».
وتابع: «نحن متفائلون جداً بغدنا ونحن متفائلون جداً بحاضرنا أيضاً على الرغم من كل الصعوبات».
وقال: «نناضل نيابة عن كل العالم ضد الإرهاب، هذا الإرهاب أصاب أولاً أهلنا في الجزائر في العشرية السوداء، أعداء سورية والجزائر يعرفون جيداً أن هذين البلدين قاما ويقومان بأدوار أساسية في مواجهة التحديات المفروضة على المنطقة، لذلك أتيت لأعبر عن هذا الامتنان والرغبة الكبيرة في أن نعمل معاً من أجل مستقبلنا جميعاً».
من جهتها قالت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية على موقعها أمس: إن «المقداد، يقوم بزيارة إلى الجزائر بصفته مبعوثاً خاصاً لرئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، بشار الأسد، لإبلاغ رسالة إلى أخيه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون».
وحسب مصادر لـ«الوطن» سيلتقي المقداد اليوم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حيث سينقل له رسالة شفهية من الرئيس بشار الأسد، حول آخر التطورات السياسية على الساحة العربية، واللقاءات التي جرت مؤخراً والملفات التي طُرحت في كل هذه اللقاءات، وانعكاسها على العلاقات الثنائية العربية- العربية، لاسيما أن الجزائر التي ترأس القمة العربية قامت بجهود كبيرة على صعيد عودة سورية إلى محيطها العربي.
كما سيبحث المقداد تعزيز العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الشقيقين وسبل تطويرها، وتنسيق المواقف بين البلدين.
ولفتت المصادر إلى أن المقداد سيجري غداً مباحثات رسمية مع نظيره الجزائري، قبل مغادرته الجزائر ظهر الإثنين حيث سيتوجه إلى تونس.
ويرافق المقداد الذي كان باستقباله إضافة للوزير عطاف، سفير سورية في الجزائر نمير الغانم، مدير إدارة الشؤون العربية رياض عباس، ومدير مكتب الوزير جمال نجيب، وإحسان الرمان من مكتب الوزير.
زيارة وزير الخارجية والمغتربين إلى الجزائر تأتي بعد يوم واحد من انعقاد اجتماع مجلس التعاون الخليجي في جدة السعودية بحضور العراق ومصر والأردن، والذي بحث في إمكانية عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، وسبقها زيارة عمل قام بها المقداد إلى السعودية، هي الأولى لوزير الخارجية منذ نحو 12 عاماً.
وقد تناولت المباحثات الجهود المبذولة للوصول إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في سورية.