56 قتيلاً ونحو 600 جريح مدني.. ودعوات دولية إلى وقف القتال والتهدئة … تواصل الاشتباكات في السودان والجيش يسيطر على قواعد «الدعم السريع» في 7 مدن
| وكالات
تواصلت الاشتباكات العنيفة أمس الأحد لليوم الثاني على التوالي، بين الجيش السوداني الذي يقوده رئيس مجلس السيادة بالسودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، وسط تخوف من تدهور الوضع بشكل أكبر بما قد يخرجه عن السيطرة، بينما طالبت العديد من دول العالم بضرورة إنهاء القتال على الفور.
وتجددت الاشتباكات وتصاعدت وتيرتها أمس في محيط مقر القيادة العامة للجيش السوداني وفي مناطق عدة في الخرطوم ومناطق متفرقة من البلاد، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا من المدنيين إلى 56 قتيلاً ونحو 600 جريح، عدا الضحايا من الجانبين المتقاتلين.
وإضافة إلى ذلك، وحسب وسائل إعلام سودانية، فقد أعلن الجيش السوداني سيطرته على 7 قواعد لـ«الدعم السريع» ونفى تعرض مقر القيادة العامة للحصار، بينما نفت قيادة «قوات الدعم السريع» مقتل قائديها بشمال وغرب دارفور، وأكدت أنهما في «أتم الصحة والجاهزية» ويشرفان بنفسهما على المعارك في منطقتي الفاشر والجنينة.
وفيما أفادت مصادرُ سودانية أن عمليات كر وفر تجري بين الجيش و«الدعم السريع» في الخرطوم، نشرت قواتُ الدعم السريع في السودان على حسابها في «تويتر» مَقطعاً مصوراً قالت إنه يظهر سيطرتها على القصر الجمهوري، بعد هروب عناصر الجيش تاركين أسلحة ومعدات عسكرية ومدرعات، كما نشرت مَقطعاً مصوراً آخر تؤكد فيه ما قالت إنه سيطرتها على مطار مروي العسكري شمالي البلاد.
وفي المقابل، قال الجيش السوداني صباح أمس إنّ أفراداً من قوات «الدعم السريع» سلموا أنفسهم وعتادهم للوحدات العسكرية في العاصمة والولايات، وشدد على أنّ لا صحة لادعاء «الدعم السريع» إسقاط طائرة سوخوي.
وأفاد بيانٌ صدر عن الجيش السوداني أنّ مقاتلات سلاح الجو السوداني تقوم بعملياتٍ لإجبار قوات «الدعم السريع» على وقف القتال.
وفي الأثناء، وافقت القوات المسلحة السودانية و«الدعم السريع»، على مقترح الأمم المتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية، في حين حذرت نقابة الأطباء من نقص الكوادر الطبية في السودان مع ارتفاع أعداد الإصابات ودعت منظمات الإغاثة لتوفير المساعدات.
من جانبه، قال الطبيب في غرفة طوارئ وزارة الصحة السودانية محمد الفحل إنّ الوضع الصحي في السودان كارثي، لافتاً إلى أنّ هناك صعوبة في تنقّل الجراحين للوصول إلى المستشفيات.
بدورها أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية ارتفاع عدد قتلى اشتباكات السودان إلى 56 والإصابات إلى 595، مشيرةً إلى وجود إصابات ووفيات بين المدنيين لم تتمكن من الوصول إلى المستشفيات والمرافق الصحية بسبب صعوبة الحركة واعتراض القوات النظامية لعربات الإسعاف والمسعفين.
واندلعت اشتباكات عنيفة منذ صباح أول من أمس في الخرطوم ومناطق أخرى في البلاد بين قوات الجيش السوداني و«الدعم السريع»، أسفرت عن وقوع العديد من الضحايا بين العسكريين والمدنيين.
وعرضت مصر وجنوب السودان، أمس الأحد، الوساطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وحسب موقع «سكاي نيوز» ناشدت جارتا السودان خلال اتصال هاتفي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس جنوب السودان سيلفا كير الأطراف السودانية تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي، وأشارا إلى خطورة الأوضاع الحالية والاشتباكات العسكرية الجارية، مؤكدين كامل الدعم للشعب السوداني الشقيق في تطلعاته نحو تحقيق الأمن والاستقرار والسلام.
وبعد اندلاع الاشتباكات، عبّرت عدة دول عن قلقها وأعربت عن مخاوف من تمدد النزاع، وفي اجتماع طارئ لها أمس طالبت الجامعة العربية بوقف الاشتباكات كافة حقناً للدماء وحفاظاً على أمن وسلامة المدنيين ووحدة أراضي السودان وسيادته.
وشدّد بيان الجامعة العربية على أهمية العودة السريعة إلى المسار السلمي لحل الأزمة السودانية، محذراً من خطورة التصعيد العنيف وما يصاحب ذلك من تداعيات خطيرة يصعب تحديد نطاقها داخلياً وإقليمياً.
وبدورها دعت الصين في وقت سابق إلى تهدئة الأوضاع والعودة إلى طاولة الحوار في السودان، وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان نشر على موقعها الإلكتروني: نراقب عن كثب تطورات الأوضاع في السودان، وندعو الطرفين إلى إنهاء الاقتتال ومنع التصعيد والعودة إلى الحوار والدبلوماسية.
من جانبها، دعت الخارجية البريطانية إلى وقف جميع الأعمال العدائية في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، كما دعت القيادات السودانية إلى العودة للحوار.
ومن جهتها، عبرت الخارجية الأميركية عن قلقها بشدة حيال مستويات العنف في اشتباكات السودان، وأشارت إلى أن مبعث القلق الرئيسي هو سلامة الجنود والمواطنين الأميركيين في السودان.
وفي نيويورك، دعا مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف في السودان إلى العودة إلى الحوار من أجل حل الأزمة الحالية، وحضها على الوقف الفوري للأعمال القتالية وإعادة الهدوء.
إلى ذلك حذرت الأمم المتحدة من تدهور أكثر على صعيد الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلاً في السودان، إثر اندلاع القتال في العاصمة الخرطوم ومناطق متعددة من البلاد، قائلة إنه سيزيد عدد المعتمدين على المساعدات الإنسانية.
وظهر أن الاشتباكات العنيفة التي اشتعلت في السودان، ما لم يتم وضع حد سريع لها، ستؤدي إلى نسف العملية السياسية التي تهدف إلى حلّ أزمة ممتدة منذ 25 تشرين الأول 2021، حين فرض رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.